أبناء القذافي يتبادلون إطلاق النار لاختلافهم حول التصدي للثورة!

أكد شاهد عيان من العاصمة الليبية ما رددته مصادر ليبية عن أن أصوات الأعيرة النارية التي سمعها سكان طرابلس قبل يومين من داخل معقل العقيد الليبي معمر القذافي الحصين في ثكنة باب العزيزية ترجع إلى خلاف حاد اندلع بشكل مفاجئ بين أبناء القذافي!.
وقال المواطن الليبي إن "إطلاق النار بدأ في نحو الساعة الخامسة صباحا تقريبا بالتوقيت المحلي لطرابلس وكان كثيفا جدا".
وأضاف المواطن الليبي الذي اكتفى باسمه الأول "فارس"، "هناك شائعات بأنها كانت بداية معركة تمت تغطيتها والادعاء أنها احتفالات".
وتابع "لدي أصدقاء ضباط في الجيش بعضهم برتبة عقيد وعميد ونقيب كلهم أخبروني بأنه جاءتهم أوامر بإفراغ كل الذخائر التي عندهم في الهواء".
وطبقا لمصادر ليبية، فقد اندلع شجار بين أبناء القذافي الذين انقسموا على أنفسهم بين مؤيد ومعارض لاستمرار النظام الليبي في قمع الثوار الذين يطالبون القذافي بالتخلي عن الحكم الذي يقوده منذ نحو 42 عاما.
وأوضحت المصادر أنه في حين أيد الساعدي وسيف الإسلام والمعتصم وخميس خطة القذافي لإخماد الثورة الشعبية ضده بكل الوسائل العسكرية المتاحة عارضها أبناؤه الآخرون عائشة وهانيبال ومحمد.
وروى فارس يوميات الحياة في طرابلس قائلا "الناس هنا "في طرابلس" يعيشون حالة من الهدوء الذي لا يعلم مستقبله"، مشيرا إلى أنه وبسبب ما وصفه بقلة القوة القبلية في طرابلس يريد الناس قضاء مصالحهم ويريدون فقط الهدوء.
وأضاف "لا أنكر وجود الشجعان هنا فكلنا خرجنا في مظاهرات ولكن الشوارع الآن مليئة بالسيارات والحياة كما تبدو طبيعية جدا اللهم إلا بعض السيارات المرعبة التي تجوب الشوارع والتي لم نعتد رؤيتها".
وأكد فارس أنه لا أحد من السكان في ليبيا يؤيد القذافي ولكن طرابلس تختلف عن باقي مدن ليبيا فهي متمدنة أكثر والناس هنا كل همهم أموالهم وأهاليهم.
وتابع "يريدون الهدوء وهم محاطون بكتائب أمنية مشددة جدا لذلك فهم لا يستطيعون النطق أبدا وظروفنا في طرابلس ليست صعبة.. ولكن إمكانية تظاهرنا والتحامنا بإخواننا الثوار هي الصعبة".
وأكد انخفاض شعبية معمر القذافي لدى مواطنيه قائلا "القذافي لا أحد يريده من قبل ذلك والحال الآن وبعد أن قام بذبح أبنائنا نريد أكثر من أي وقت مضى أن ينال جزاؤه".
من ناحية ثانية قالت صحيفتان عربيتان وقناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية يوم الاثنين ان العقيد الليبي معمر القذافي يسعى للتوصل الى اتفاق يسمح له بالتنحي لكن لم يرد تأكيد رسمي لهذه الانباء.
وقالت الجزيرة ان القذافي عرض على المعارضة المسلحة عقد اجتماع للمؤتمر الشعبي العام للسماح له بالتنحي بضمانات معينة.
واضافت ان القذافي قدم هذا الاقتراح الى المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ومعظمها في شرق البلاد. ونقلت عن مصادر في المجلس قولها ان القذافي يريد ضمانات لسلامته الشخصية وسلامة عائلته وتعهدا بالا يقدموا إلى المحاكمة.
وقالت الجزيرة ان مصادر من المجلس الوطني الانتقالي ابلغت مراسلها في بنغازي ان العرض مرفوض لانه يعادل خروجا "مشرفا" للقذافي و"تنازلا عن حقوق ضحايا جرائم الحرب وجرائم بحق الانسانية".
ونسبت صحيفتان خليجيتان الى مصادر لم تسمها قولها ان القذافي يسعى للتوصل الى اتفاق.
وقال مصدر قريب من المجلس الوطني الانتقالي لرويترز انه سمع ان "صيغة اقترحها الجانب الاخر تتضمن تسليم القذافي السلطة الى رئيس مؤتمر الشعب العام "البرلمان" ومغادرة البلاد ومعه مبلغ معين من المال".
واضاف المصدر قوله "قيل لي ان هذه المسألة المتعلقة بالمال عقبة خطيرة من وجهة نظر المجلس الوطني". وقال انه استقى هذه المعلومات من مصدر واحد قريب من المجلس.
وقال عصام غرياني المسؤول الاعلامي في المجلس الوطني "لم يعرض اقتراح كهذا على المجلس على قدر علمي".
وكان جاد الله عزوز الطلحي رئيس الوزراء الليبي في الثمانينات وهو من شرق ليبيا ظهر في التلفزيون الحكومي يوم الاثنين وهو يقرأ كلمة موجهة لشيوخ قبائل مدينة بنغازي يدعوهم فيها لحوار وطني لحقن الدماء.
وردا على سؤال عن هذه الكلمة قال أحمد جبريل المسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي لرويترز إنه على معرفة وثيقة بالطلحي -وهو شخصية محترمة في ليبيا كرجل وقف أمام القذافي- إلا أن جبريل أضاف أن المحتجين أوضحوا أن أي مفاوضات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي مشيرا إلى أنه ليست هناك أي تسوية أخرى.
قال المجلس الوطني الانتقالي إنه ليس هناك مجال لحوار موسع مع حكومة القذافي وإن أي محادثات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي.