أبو الليف عاشق من زمن الفيس بوك

أبو الليف

من غرائب الصدف أن تتداول المواقع الالكترونية أخبار المرض العضال الذي  يعانيه المغني الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم الشهير بـ(شعبولا)، وفي الوقت نفسه أخبار صعود نجم مغن شعبي آخر يدعى أبو الليف.. وكأن المسالة تشبه صعود ظاهرة وأفول أخرى!!

لمع نجم (شعبولا) إبان حالة الهياج الجماهيري العربي المترافقة مع (انتفاضة الأقصى) وإفلاس خطاب أصدقاء إسرائيل من العرب المؤيدين للمفاوضات، فكانت عبارة شعبان (أنا بكره إسرائيل) أشبه بعبارة افتح ياسمسم السحرية التي فتحت مغارة علاء الدين.

أبو الليف القادم من الفيس بوك وعوالم الشبكة العنكبوتبة، نطق بعبارات سرعان ما تحولت إلى كلمات سحرية فتحت مغاور وأبواب كانت عصية على الفتح، نطق بكلمات عبرت عن مشاعر الكثيرين. فتبادلوها على اجهزة المحمول وعبر مواقع الشبكة العالمية.. حتى أن البعض يتحدث أن ألبوم أبو الليف حقق أعلى مبيعات في السوق المصرية وحتى العربية.

ولكن ما هي هذه الظاهرة التي تدعى أبو الليف؟

أبو الليف عاشق افتراضي يحب فتاته عبر شبكة النت ويتبادل معها المشاعر عبر العبارات والأيقونات المتوفرة على الماسنجر مثل القلب النابض والقبلة الحارة الأزهار الحمراء النابضة بالحب، ويغار عليها من العيال (الفريندز) المتجمعين في مجموعتها على موقع الفيس بوك، ويهدد بأنه سيضع حداً للاتصال (حيسك) إذا لم تستجب لطلبه. ثم يعرض لها مواهبه الافتراضية مثل لعب طاولة البينع بونغ ويده مربوطة، مذكراً إياها بأنه (مش خرونغ) وبقوة (كينغ كونغ).. ولكن كل ذلك بشكل افتراضي.

هناك أغنية أخرى يتحدث فيها عن غرابة أطوار النساء، حتى أنه يصفهن بـ (المجانين)، شارحا معاناته كرجل شرقي من مزاج زوجته الذي لا يفهمه ولا يفهم سبب غضبها المفاجئ أو حنانها المفاجئ، فيقول إن فيها (ربع ضارب) أي أن ربع دماغها لا يعمل..

الغريب أن جمهور أبو الليف غير مقتصر على الشباب الذكور فهناك فتيات كثيرات يستمعن له، ويتداولن أغنياته!!!

ولكن السؤال هو مع أي متغير في حياتنا العربية ترتبط ظاهرة أبو الليف؟ قلنا إن ظاهرة شعبولا ارتبطت بفشل مشروع الاعتدال العربي، وانتفاضة الأقصى، وقبله ظاهرة فيلم الكيف وأغاني محمود عبد العزيز ارتبطت بنهاية الأفكار الكبيرة ومشروع التغيير الذي حملته جماعات اليسار المغامر في أواسط الثمانينيات.

أما أبو الليف فبماذا يمكن ربطه؟؟ السؤال بسيط ولكن الإجابة عليه تبدو لي معقدة جداً جداً..

تيسير أحمد- شام نيوز