أبو جانتي سائق التكسي. فارس بلا جواد

أبو جانتي سائق التكسي. فارس بلا جواد

ساهرة صالح. شام نيوز


- كلّما انقضى سبب ,عاد لأبو جانتي سببٌ أخر ليعيش حالة الفروسيّة غير المتوقعة من سائق التكسي في هذه الأيام ..

أبو جانتي ذلك الرجل الشجاع الذي يصرف من النقود أكثر مما يجني . و يخصص من وقت العمل إلى زبائنه أكثر من العمل ذاته .
و في نهاية النهار يعطي الغلّة إلى ربِّ عمله أكثر من باقي زملائه..

- فكيف يمكن لهكذا معادلة أن تنجح ؟
- هل هي البركة التّي كنّا نسمع عنها فيما مضى ؟
- أم هي مجرد أوهام دراميّة لا تمت لواقعنا بصلة ؟

فمن منّا لم يحظى من أحد سائقي التكسي بسماع صوته الشجيّ وهو يغرف ويكيل من الكلمات البذيئة ويلقيها على شيء ما عكر صفو قيادته السلسة و المتزنة , متجاهلين وجودك ذكراً كنت أم أنثى . وهذا في أحسن الأحوال طبعاً, كون هذه الحالة الحضارية من الممكن أن تُوجه بكاملها إليك إذا قصرت( برأي السائق) بدفع ما تخيله قد ظهر على العداد الموجود داخل رأسه وليس العداد الذي تراه أنت داخل السيارة...


وفي مشهد أخر,عندما يقف أحدنا في هذه الأيام منتظراً التكسي , والشمس أقرب إليه من أسطح الأبنية .
ليمرّ من أمامِه عددٌ لا متناهي من سيارات الإجرة الخاوية إلاّ من سائقها دون أن تتوقف رغم كلّ الحركات البهلوانية التي يقوم بها للفت نظر هذا السائق إليه , ولكن دون جدوى

و عندما يتكّرم أحدهم عليك ,يسأل : (( وين طريئك )) فتجيب بصوت ملؤه الخوف عن وجهتك ..
عندها فقط تعلم إن كنت من المحظوظين أم أنك من الخاسرين.
وبين هذا وذاك , وتلك الأفعال وأكثر ,التي لم تعد غريبة علينا . و كون التعميم يضرّ بالخاصّة, وجب أن نذكر حجم المفاجأة و السعادة عندما نصادف من السائقين من هم عكس ما ذكرنا .!!!!!

وعلى اعتبار أنّ أبو جانتي ليس شخصيّة أحاديّة الجانب كونه يتدخل و بشكل كبير بشؤون زبائنه على الرغم من قصر الفترة الزمنية التي يقضيها معهم, إنما مِن واجبه علينا ذِكرُشهامته التي ترتسم على محياه في التعاطي بشؤونهم ..



و هنا يبقى السؤال معلقاً .....
- هل أبو جانتي يمثل شريحة لا بأس بها من سائقي التكسي ؟
أم يحقّ لنا البحث عنه وأين هو من واقع نعيشه معهم ولا نرى له مخرجاً إلاّ بالعشرات بل المئات من أمثاله....؟؟؟؟