أبو عبد الله: مؤتمر وارسو مزقته خلافات الدول الحاضرة

شام إف إم - خاص
انتهى مؤتمر وارسو في بولندا الذي حشدت له واشنطن تحت مسمى "تشجيع الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط" مساء الخميس وبحضور 60 دولة، وشددت الدولتان الراعيتان الولايات المتحدة وبولندا في البيان الختامي للمؤتمر على أن يؤسس إلى الاستقرار في الشرق الأوسط، ودعا وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو إلى التعاون لتوصل إلى اتفاقية عالمية حول تهديدات ايران كما أسماها، مشيراً إلى التحديات لن تبقى في الشرق الأوسط بل ستتجه إلى أوروبا والغرب، في حين قال وزير خارجية بولندا ياسيك تشابوتوفيتش إن "تدخلات إيران في سوريا تؤثر سلباً في المنطقة المنطقة" على حد زعمه.
رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف المؤتمر بأنه محاصرة إيران شل دورها في سوريا والمنطقة ككل حسب تعبيره، من جانبها وصفت طهران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف أن هذا المؤتمر فاشل، وقال ظريف إن "مؤتمر وارسو شكّل هزيمة مدوية للولايات المتحدة الأميركية" مشيرا إلى أنه أثبت الى أي مدى تعاني أميركا من العزلة حول قضية ايران.
وفي تعليقه على النتائج التي خرج بها المؤتمر أشار استاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق والمحلل السياسي بسام أبو عبد الله خلال اتصال هاتفي ضمن مسائية «شام إف إم»، إلى أن مؤتمر وارسو تزامن مع قمة سوتشي الثلاثية حول سوريا، موضحاً وجود خلافات عميقة بين وفود الدول الحاضرة، حيث كان التمثيل الأوربي منخفض كما تحدث نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس عن خلاف مع الاتحاد الأوربي حول الملف الإيراني والاتفاق النووي، فيما ردت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوربي فديريكا موغيريني أنهم ملتزمون بالاتفاق النووي، وأن هذا الاتفاق أساس للاستقرار في المنطقة.
وأضاف أبو عبد الله أنه إلى جانب الخلافات الأوربية الأمريكية، هناك مكسبين حققهما رئيس وزراء العدو الإسرائيلي من خلال هذا المؤتمر، وهو توظيف العلاقات السرية مع بعض الدول العربية من خلال جلوس الوزراء العرب كالعبيد أمام نتنياهو وملاحقته لتطوير هذه العلاقة معه الأمر الذي سيحقق مكاسب انتخابية لنتنياهو، أما المحور الاخر فهو تسويق "صفقة القرن" باعتبار أن القوى التي تواجه الصفقة لم تكن حاضرة في هذا المؤتمر، بالمقابل حضور عراب هذه الصفقة المدعو جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي.
وأكد استاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق أنه بالنسبة لإيران أن هذا المؤتمر لن يكون له تأثير عليها، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يشابه ما عرف باسم "مؤتمر أصدقاء سوريا" الذي عقد بحضور 120 دولة وفشل دون أن يحرز أي نتائج على الأرض، وأضاف أنه وفقا للخلافات السعودية التركية والخلافات الأمريكية الأوربية فإن هذا المؤتمر لا يشكل قوة ضاربة ستغير شيء في الشرق الأوسط، كما نوّه إلى أن المؤتمر لا يعدو عن محاولة أمريكية لخلق محور جديد يمهد لمرحلة خروجها من المنطقة، ويساعد في تصفية القضية الفلسطينية ومحاصرة محور المقاومة وإيران.
وحول احتمالية أن يدفع هذا المؤتمر إلى تشكيل حلف عسكري سعودي إسرائيلي لمواجهة إيران شدد أبو عبد الله أن مثل هذا الحلف موجودا مسبقاً إلا أنه هزم في سوريا واليمن ولبنان، مؤكدا أن الدول الخليجية هرولت إلى دمشق لتعيد العلاقات بعد هزيمة أدواتها في سوريا على يد الجيش السوري وبمساهمة ايرانية، وعليه أسقطت الأهداف الرئيسية لمشروع تغير الخارطة الجيوسياسية في المنطقة.
وأوضح استاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق أن الانقسامات الداخلية التي تعيشها الولايات المتحدة إضافة إلى الخلافات مع الاتحاد الأوربي تؤشر إلى ولادة نظام دولي جديد، لن تستطيع واشنطن إيقافه من خلال هذا المؤتمر وأن تبقى مهيمنة على دول العالم، مبيناً أن بولندا أحد الرعاة الأساسين لهذا المؤتمر أوفدت وزير خارجيتها إلى طهران قبل انعقاده لتأكيد على أن هذا المؤتمر ليس موجه ضد إيران، وعليه تم تغير اسم هذا المؤتمر إلى "تشجيع الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، وأضاف أن مؤتمر وراسو لم يخرج ببيان ختامي واضح لأهداف هذا اللقاء وما نتج عنه، مؤكدا أن المستفيد الوحيد من هذا المؤتمر هو نتنياهو حيث التقى فيه مع بعض المطبعين جدا من العرب.