أبو مرزوق: المتغيرات العربية ساعدت في إنجاز المصالحة و"حماس" لن تعترف بإسرائيل

قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق في مقابلة مع صحيفة "الحياة" في عددها الصادر اليوم الأحد إن عوامل عدة ساعدت في التوصل إلى ورقة التفاهمات الفلسطينية والتعجيل في إنجاز اتفاق المصالحة أهمها "المتغيرات في الساحة العربية وجمود العملية السلمية ".
وأضاف أبو مرزوق أن الحراك على صعيد ملف المصالحة لم يتوقف لكنه جرى بعيداً عن الإعلام "ولذلك كان التوصل إلى اتفاق مفاجئاً للكثيرين لكننا كنا نتوقعه".
وأوضح إن ورقة التفاهمات طرحت منذ أشهر بمبادرة من رئيس الاستخبارات المصري السابق اللواء عمر سليمان والذي تم على أثره عقد حوارات جمعت بين وفدي حركتي "فتح" و"حماس" في دمشق موضحاً أن ملفات العلاقة كافة تمت معالجتها خلال هذه الحوارات ما عدا الملف الأمني الذي كان يعتبر إشكالياً لكن تم حله في اللقاء الذي جمعنا أخيراً في القاهرة. وقال: "الأمر لم يحل فجأة بل استغرق نحو عشرة أشهر".
ورأى أبو مرزوق أن إنجاز المصالحة هو نتاج هذه الحوارات وكذلك المساعي التي بذلها وفد المستقلين والحراك الذي قام به من أجل إنهاء الانقسام.
ونفى أن تكون هناك مسائل لا تزال عالقة موضحاً أن مسألة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية عولجت في الورقة المصرية وكذلك مسألة إطلاق سراح المعتقلين في سجون السلطة بالضفة الغربية تمت معالجتها أيضاً من خلال الورقة المصرية.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن اللجنة الأمنية العليا ومفهومها كانت قضية عالقة بين الجانبين.
وقال: "نحن من جانبنا في حماس أكدنا ضرورة أن تكون هناك شراكة كاملة في كل الجوانب والقضايا الوطنيةوفي النهاية توافقنا على ضرورة أن تكون هناك شراكة في تشكيل اللجنة الأمنية العليا".
وحول ما إذا كانت أي اجراءات ستتخذ في غزة سيكون لها ما يقابلها في الضفة الغربية وفي شكل متزامن، قال: "قد نتفق على أن يظل الوضع على ما هو عليه خلال الفترة الانتقالية ولكن سنتوافق على سياسات يتم تطبيقها في الضفة وغزة على أن تشرف اللجنة الأمنية المشتركة على ذلك".
وحول ما إذا كان ضمن هذه الإجراءات وقف التنسيق الأمني في الضفة مع الجانب الاسرائيلي، قال:"هذه القضية لها تفصيلات كثيرة ، نحن ما زلنا شعباً تحت الاحتلال وهناك قيود وأمور لا يمكن أن نغفلها أو تجاوزها لذلك سنتعاطى مع هذه القضية من خلال الورقة المصرية".
وحول مخاوف البعض من سيطرة "حماس" على الضفة الغربية في حال فوزها في الانتخابات، أجاب ان "الظرف الفلسطيني استثنائي للغاية وبغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات فإن التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو الاحتلال الذي يجب أن نواجهه بالوحدة الوطنية المتماسكة والشراكة الكاملة"، وأضاف إن كل ما يحدث في الساحة الفلسطينية غير مألوف مشيراً إلى وجود سلطة وما زال الاحتلال قائماً.
وقال أبو مرزوق حول مطالبة "حماس" بالاعتراف بإسرائيل كاستحقاق دولي وارد في ميثاق الأمم المتحدة ان لحماس موقفاً مبدئياً في هذه المسألة وهو "أننا لن نعترف بالكيان الصهيوني".
واعتبر أنه ليست هناك علاقة بين الاعتراف بإسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية. وقال: "إن معظم الدول العربية لا تعترف بالكيان الصهيوني وتتعامل مع المجتمع الدولي وكثير من الدول الأوروبية لم تعترف بإسرائيل إلا حديثاً لذلك يجب على المجتمع الدولي أن ينظر في هذه المسألة".
وحول عودة قيادات فتحاوية إلى غزة مثل عضو اللجنة المركزية محمد دحلان، قال: "إن أي مواطن فلسطيني من حقه الذهاب إلى غزة ولن يقف أي حجر عثرة في وجهه مؤكداً أن هذا مبدأ ينطبق على الجميع، لكن هناك قضايا ساخنة في المصالحة وحلها يحتاج إلى وقت لأنها تتعلق بدماء ولا تتعلق بخلافات سياسية أو مسائل بسيطة".
صحيفة الحياة