أبوظبي تحول الربع الخالي الى خزان مياه عملاق

بدأت أبوظبي مشروعا رائدا لاكبر خزان جوفي في العالم لتخزين 26 مليون متر مكعب من المياه التي تمت معالجتها. وقال مسؤولون ان الهدف التحسب لتسرب نفطي أو عطل في محطات المياه ولكن اخرين يشيرون لمخاوف امنية.
ويمثل تضاؤل كميات المياه الجوفية الطبيعية تهديدا لدول الخليج. واليوم تمتلك أبوظبي وبقية الامارات في الدولة كميات مياه تكفي استهلاك أربعة ايام في حالة حدوث اي عطل في محطات تحلية المياه.
وقال هادي عمرو من مركز بروكينجز في الدوحة "محطة التحلية مصنع كبير يقع على الساحل. يمكن تفجيره بسهوله بصاروخ أو قنبلة. يمكن ان تخضع الدولة في تلك الحالة." ويقام مشروع خزان مياه ابوظبي الضخم تحت رمال صحراء الربع الخالي التي تمتد من الامارات الى السعودية ويمكن ان يسع الخزان بعد استكماله حصص مياه تكفي المواطنين لمدة تسعين يوما.
وقال محللون ومطورو المشروع ان قطر والكويت والسعودية وعمان يبدون اهتماما الان ببناء خزانات تحت الارض ايضا.
وقال سامي الفرج من مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية "توجد انهار في ايران والعراق."نحن (بقية دول الخليج) لا يوجد عندنا انهار. لذا في المستقبل ستكون اليد العليا لهم."
والامارات مهددة بنفاد المياه الجوفية في غضون خمسين عاما حسب معدلات الاستهلاك الحالية. ويتهدد طاقة تحلية المياه التي زادت الى اربعة امثالها خلال السنوات العشر الاخيرة في ابوظبي الكوارث الطبيعية وتسرب نفطي في خليج هرمز الذي تعبره 40 % من حركة الشحن البحري للنفط.
وقال محمود داود رئيس موارد المياه في هيئة البيئة في ابوظبي "نحتاج مخزونا استراتيجيا لاي طارئ. لا نفكر في ازمة محددة." ولكن مصدرين اثنين قريبين من المشروع الذي تجري مناقشته منذ فترة طويلة وستقوم بتشييده الشركة العربية للتجارة وشركة بوسكو للهندسة والصناعة ذكرا ان الحافز لتنفيذ المشروع مخاوف من شن هجوم. وقال مصدر "يثير قلقهم اي عمل غير ودي. لا يحتاج اغلاق (محطة) سوي القليل من الجهد."
ويعتبر كثيرون في دول الخليج ندرة المياه موطن ضعف المنطقة مما دفع السعودية للتفكير في نقل جبال جليدية من القطب الجنوبي من أجل الحصول على ماء.
والكوارث الطبيعية ليست مصدر التهديد الوحيد لمنشآت المياه بل الهجمات أيضا. ودول الخليج العربية من الاهداف الرئيسية لتنظيم القاعدة ولديه جناح نشط في اليمن القريبة.
وتعد منشات الطاقة الهدف الاكثر احتمالا لما لذلك من تاثير عالمي ولكن هجوما على موارد المياه يمكن ان يصيب دولة مثل الامارات بالشلل. وقال بروس ريدل من معهد بروكينجز في واشنطن " ما من بديل لديهم لمحطات تحليه المياه. من بين العديد من مواطن الضعف (الماء) اكثرها خطورة."
ويشكك البعض في المشروع الذي تتبناه ابوظبي وتكلفته 436 مليون دولار وقال خبير من اكسكلوسيف اناليسيس طلب عدم نشر اسمه "لم تختبر بعد امكانية الاعتماد على هذا النظام... لا يمكن القول انه يضمن كليا امكانية تخزين المياه لمدة 90 يوما دون اي مدعاة للقلق." وقال مشيرا لخطر التلوث "التضاريس غير عادية. تحاول تخزين المياه تحت سطح الصحراء قرب ابار نفط تختلط بها مياه مالحة." وربما تجد الدول الخليجية الامر جديرا بالمخاطرة.
ويضع خبراء امنيون تصورات مختلفة لهجمات للاضرار بامدادات المياه في الخليج من هجمات صاروخية الى تسرب نفطي موجه. وقال الفرج "الامر سهل مع المياه يمكن ان تضع مادة ملوثة في شمال الخليج على سبيل المثال وستحملها المياه. ويمكنك التنصل من المسؤولية." ففي عام 1991 قام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بقطع امدادات المياه لمدينة الكويت ووجه تسربا نفطيا نحو الساحل السعودي بهدف تعطيل محطات التحلية التي تغذي الرياض.
وتمكنت القوات الاميركية من منع النفط المتسرب من الوصول للساحل. وربما اثارت كارثة التسرب النفطي في خليج المكسيك في الصيف الماضي والذي استمر خمسة أشهر مخاوف جديدة من ان بعض البقع الزيتية أكبر من ان تحتوى. وقال ريدل "اثق بأن القيادة في ابوظبي ربما (ولي العهد الشيخ) محمد بن زايد وهو رجل عسكري لديه رؤية استراتيجية يريد ان يتأكد من عدم حصول مثل هذا الامر في المستقبل."