أحد عشر قمراً سورياً إلى جوار ربهم في حريق "لاميرادا مول"

استيقظ السوريون فجر الثلاثاء على مأساة جديدة تضاف إلى سجل مأسي هذه البلاد، أحد عشر قمراً سورياً انتقلو إلى جوار ربهم، بعدما نالت منهم نيران غادرة اشتعلت في أحد الأبنية التجارية وسط شارع الحمرا في العاصمة دمشق.
المبنى يعرف باسم "لاميرادا مول"، أما التفاصيل الرسمية فتُفيد بأنه حوالي الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة من فجر الثلاثاء، تلقت أفواج الإطفاء بدمشق اتصالات من مواطنين مذعورين يخبروهم باندلاع حريق هائل في أحد أبنية شارع الحمرا وملامسة أعمدة الدخان سقف السماء.
البناء يحوي بداخله بضائع مختلفة تقدر قيمتها بمليارات الليرات، تترواح بين الألبسة والأقمشة والكهربائيات والأثاث والمفروشات والعطورات وغيرها، وهو ما كان عاملاً مساعداً لانتشار النيران بسرعة كبيرة إلى الطوابق الستة وصولا إلى سطح المبنى.
فرق الإطفاء وصلت إلى المكان وكان بانتظارهم مشهد مرعب، مبنى بطوابقه الستة تحول إلى كتلة من النار، لتبدأ معركة شرسة مع ألسنة اللهب المنتشرة، استمرت حتى ساعات الصباح حيث غابت النيران عن المشهد وبقي الدخان المتصاعد يملأ المكان ويحمل معه رائحة الموت والخراب.
أحد عشر شاباً كان همّهم تأمين قوت يومهم ورسم أمل لمستقبل بعيد المنال في ظروف اقتصادية صعبة تعيشها بلاد أنهكتها ويلات الحرب والحصار والفساد.
وقد يسأل سائلٌ لما هم موجودون في المبنى؟ لما هم ليسوا في بيوتهم؟ أو بالأحرى لما هم ليسوا في مدارسهم وجامعاتهم يكملون تعليمهم؟ ولا تجد الإجابة إلا بأن ظروف الحياة قهرتهم وأجبرتهم، ولم تمنحهم الفرصة لتحمّل مشقة ونفقة الوصول إلى منازلهم بشكل يومي، وربما منعهم شجع أصحاب العقارات من إيجاد منزل يؤيهم فكان ملجأهم الوحيد أن يبيتوا في مكان عملهم الذي كان مأواهم الأخير.