أحزاب وشخصيات مصرية: مواقف مرسي إزاء سورية لاتعبر عن رأي الشعب المصري

استنكرت أحزاب وشخصيات سياسية ودينية وإعلامية مصرية بشدة خطاب الرئيس محمد مرسي أمس إزاء سورية وقراره قطع العلاقات معها مؤكدين أن هذه المواقف لاتعبر عن رأي الشعب المصري وإنما عن رأي فصيل الإخوان المسلمين الذين يتاجرون بالدين و بآلام الشعب السوري.
ففي بيان تلقت سانا نسخة منه قال حزب التحرير حركة تحرير مصر: "نرفض خطاب سلطة الاستبداد الداعمة للإرهاب في سورية والمدعومة من الكيان الصهيونى والاستكبار الأمريكي والتي صرح بها محمد مرسي من استاد القاهرة ونعلن باسم الحزب أننا مع الشعب السوري وقيادته وجيشه العربي ضد المؤامرة الصهيونية الأمريكية التي تنفذ بأموال خليجية ودعم تركي وأياد إرهابية تشمل "جبهة النصرة"وتنظيم القاعدة" مشيرا إلى أن هذه القوى لعبت دورا قذرا حيث دعمت حركات الإرهاب فى سورية.
وختم الحزب بيانه بالقول: "إن خطاب مرسي جاء كقبلة حياة للتنظيمات الإرهابية التى تحتضر فى سورية الآن بفضل جهود الشعب السوري والتفافه حول القيادة السورية والجيش العربي السوري بقيادته الوطنية ولكن نقول إن كل هذه الجهود الإرهابية لن تجد مكانا بين أقدام العرب والمسلمين والأحرار وستبقى سورية موحدة تحت قيادة الرئيس بشار الأسد" و"نقول لمرسى إن غدا لناظره قريب وسيلقى بكم شعب مصر الى مزابل التاريخ".
من جهته أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن ما سمي "مؤتمر نصرة سورية الذي حضره مرسي مزايدة رخيصة بآلام الشعب السوري".
وأشار كريمة في تصريحات صحفية إلى أن "جماعة الإخوان تتمسح بالإسلام من أجل مصالحها السياسية وان ما تقوم به هذه الجماعة هو تغييب للأمة ودعوة للفتنة" وشدد على انه "لا يوجد في التاريخ الإسلامي ما يسمى بالإسلام السياسي "لافتا إلى أن هذه كلها "اختراعات سياسية عند الذين يتاجرون بالدين لأغراضهم الدنيئة".
بدوره أكد الشيخ سعد الفقي وهو مدير عام في أوقاف الدقهلية أن إعلان "الجهاد" في سورية و ما صدر من فتاوى بهذا الخصوص مخالف للشريعة الإسلامية.
وقال الفقي كان أولى بأصحاب هذه الفتاوى أن يدعوا إلى الجهاد لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى الذي يرزح تحت نار الاحتلال منذ عشرات السنين وليس هناك حجة لحاكم فالقرار في أيديهم وبيدهم دون غيرهم اطلاق العنان للمجاهدين وتزويدهم بالعتاد فربما عادت القدس على أيديهم وما نراه في سورية تأجيج للصراع.
من جهته اشار حامد جبر القيادي بحزب الكرامة إلى أن خطاب مرسي حول سورية يعد تدخلا في شأن دولة عربية شقيقة وحديثه يخصه وحده ويعبر عنه وعن جماعته ولايعبر عن الشعب المصري بأي شكل من الأشكال مضيفا.. "فليبن سورية شعبها دون تدخل من جماعات إرهابية استبدادية تريد ترسيخ فكرها ومبدأ "الخلافة" في الدول الأخرى وبعيدا عن أي مخططات ترعاها أمريكا واسرائيل".
وأكد جبر أنه لايوجد في العالم العربي والإسلامي نظام أكثر قمعا واستبدادا من جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم من الجماعات الإرهابية الذين يقتلون الأبرياء داخل وخارج مصر.
من جهته قال عضو مجلس الشعب السابق مصطفى بكري إن مرسي يؤكد كل يوم أنه رئيس لفصيل واحد و هو يتبع نفس منهج الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش "من ليس معنا فهو ضدنا".
وأضاف بكري مخاطبا مرسي و جماعته.. "حشودكم لن ترهب الشعب المصري هذا مؤتمر ليس مقصودا به دعم سورية ولكن دعم مرسي واستبدال العدو الإسرائيلي بخلق عدو وهمي في سورية". واشار إلى أن "الولايات المتحدة تقرر دعم "المعارضة السورية" والأجانب بالسلاح ومرسي يرسل شبابنا إلى سورية ويسكت صوت المقاومة في فلسطين" مضيفا.. "إن الأمن القومي المصري اختصر في أمن الجماعة وأيديولوجيتها والشعب المصري هو شعب الجماعة الإخوانية.. مصر أكبر منكم وستنتصر". وكان مرسى أعلن أمس قطع العلاقات مع سورية واغلاق السفارة المصرية في دمشق وسحب القائم بالأعمال المصري من سورية استكمالا لمواقف أعلنها قبل يوم مستشاره للشؤون الخارجية خالد القزاز بأن "للمصريين الحق والحرية في السفر للقتال فى سورية وأن الدولة لن تتخذ أي اجراءات ضد من سافر من أجل القتال في سورية". وتنذر هذه المواقف التي تشجع على استمرار تدفق الإرهابيين والمرتزقة للقتال في سورية بدعوى "الجهاد" باتساع الغضب الشعبي ضد مرسي وجماعة الإخوان نظرا للأزمة الداخلية متعددة الجوانب التي تشهدها مصر منذ وصوله وجماعته إلى الحكم.