أحمد تيناوي... أنت خدعتني...

 

 

نضال سيجري - بلدنا

 

 

«صديقي الإنسان والمواطن السوري، أريد أن أطمئن عنك.. متى ستعود من بيروت لنلتقي، ونتكلم عن الحبّ والعشق ووجع الوطن؟.. متى ستعود من بيروت لأنَّ الشام تنتظرك».

 
هذه إحدى رسائل أحمد لي، عندما كنت في بيروت للعلاج مما أنا فيه..
كان يقول لي: «كلنا صوتك يانضال. كان لك حنجرة واحدة، أما اليوم صدقني صار لك الكثير من الحناجر».

دائماً يقول ذلك، ويواسيني، ويشدّ على يدي، ويمسّد بيده على رأسي الذي يخلو من الشعر بسبب الكيماوي...
كان يقول: «هيا انفض هذا الخبيث عنك، فالحياة تنتظرك لأنك تعرف كيف تعيشها».
كان دائما يرسل لي طاقة وشحنة إيجابية مليئة بالحب.. وأحمد معروف عنه أنه محبٌّ كبير..
قال لي ذات مرة: «نضال -أيها السوري- لاتقف عن حبّ ذاتك وحبّ الآخرين؛ لأنَّ سرَّ الحياة يكمن في الحب.. الحب -يا صاحبي- يطوّل الأعمار، عكس الكراهية التي تفتك بكلِّ شيء..».
 
يا أصدقاء، احذروا.. هذا الشاعر، أحمد، خدعني...
أعطاني كل مايملك من طاقة ومحبة عظيمة وغادر...
كان يعطيني من سنينه وأنا لا أدري.. إنها خدعة تشبه الأساطير وحكايات جدتي..
اشتقتك يا صديقي، وأخجل من رحيلك...
ها أنت الآن تخوض تجربة جديدة.. أزلية.. كونية.. ربما فيها بعض غواية..
إنك -ياصديقي- تخوض تجربة ربما يكمن فيها المشتهى.. إنك تخوض رحلة
استثنائية...
استحوذت على قلوب أصدقائك وعاشقاتك اللواتي كالملائكة، ورحلت...
تركت رائحتك فينا وذهبت......
أعتذر منك يا أحمد..
كنت أودعك لكي أرحل أنا.... لا أنت......