أحمد حامد: «طوق البنات» حوار بين الشرق والغرب في إطار دمشقي

ارتبط نحو نصف إنتاج ما يعرف بدراما البيئة الشامية باسم الكاتب أحمد حامد، ومن أعماله فيها ما حظي بمشاهدة جماهيرية كبيرة، من بينها «الخوالي» و«ليالي الصالحية». وآخرها كان مسلسل «أهل الراية». فيما تبنت له شركة «سورية الدولية للإنتاج الفني» منذ عامين نصا باسم «بر الشام» عن المجاهد حسن الخراط.. وتجري اليوم شركة «قبنض للإنتاج الفني» التحضيرات اللازمة لإنتاج مسلسل آخر له ينتمي الى أعمال البيئة نفسها وهو بعنوان «طوق البنات».
ولا يخفي الكاتب حامد في حواره مع «السفير» أنه في كل موسم درامي يتلقى العديد من عروض شركات الإنتاج لكتابة أعمال مماثلة، مشيراً إلى أن «هذه النوعية من الأعمال باتت اليوم مطلوبة وهي مشاهدة بنسبة كبيرة. وبات مطلوباً اليوم أن نستغل ذلك ونحمّلها هموما حياتية وأفكارا مهمة ضمن القالب الدمشقي الذي يرفع من مستواها. الأمر الذي سيبدو واضحاً في «طوق البنات».
بحسب الكاتب حامد، تقوم الفكرة الرئيسية لمسلسل «طوق البنات» على حوار بين الغرب والشرق عبر كولونيل فرنسي يقدم إلى دمشق في منتصف ثلاثينيات القرن الفائت ليخمد عددا من حركات الثوار ضد المحتل الفرنسي آنذاك. وهناك يلتقي بصبية دمشقية مثقفة (مريم) هي واحدة من أبناء أعيان دمشق، وتخوض نضالاً لتحرير والدها الأسير، الأمر الذي يضعها وجه لوجه أمام هذا الضابط الفرنسي، الذي يقرأ من خلالها حقيقة أمتنا وحضارتنا. كما يقف على معالم المدينة التاريخية وقيم أهلها، ليتحول من محتل للمدينة إلى عاشق لها.. وللصبية مريم، التي يساعدها في فك أسر والدها ومن ثم إعلان إسلامه ليتزوجها».
ويؤكد الكاتب حامد أن العمل سيتضمن حواراً هادئاً بين حضارتين: الشرق «مريم» والغرب (الكولونيل)، وهو الأهم في الحكاية الرئيسية. ووسط هذا الحوار تمرر أفكار كبيرة من بينها الحديث عن دلالة أن تحمل الفتاة المسلمة اسم السيدة «مريم» العذراء.. بالإضافة إلى أن العمل سيبرز دور المرأة وما لعبته في تلك الفترة من تاريخ سوريا، لا سيما أن العمل يقدم نموذجاً لامرأة لا تناضل بالكلام فقط وإنما بالأفعال أيضاً.
ويلفت حامد إلى قيمة ثانية يتضمنها عمله وهي مقاربة معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، مشيراً الى أنه في العام 2008 زار لبنان والتقى عدداًَ من أسرى الإحتلال الإسرائيلي المحررين. وقد تأثر بما سمعه منهم، وأحب أن يعكس شيئاً منه في الدراما.
في جعبة الكاتب أحمد حامد عمل ثان قد يدرج للإنتاج هذا العام، هو الدراما الاجتماعية المعاصرة «شهر من العمر». ويلقي الضوء على جانب من المشاكل الزوجية وكيفية التعامل معها.
وعن عمله الأخير «أهل الراية»، لا يبدو حامد راضياً تماماً عما أنجز، ولا سيما عن الجزء الأول من المسلسل، مشيراً إلى عدد من التعديات والاجتهادات التي أجريت على عمله دون استشارته مما أساء للنص. ويلفت الى «أن المشكلة دائما تكون في أن كل مخرج يقرأ وجهة نظره في النص.. لا وجهة نظر النص نفسه. والمخرج المهم هو الذي يجيد قراءة النص جيداً ولا يكتفي بالعمل عليه كمصور. ولدينا العديد من المخرجين الذين هم مصوروين متواضعون».
ويرفض الكاتب حامد الرأي القائل بأن الكتابة التلفزيونية أصبحت الجدار الواطئ في الدراما، مشيراً إلى أنه «من حق أي أحد أن يحاول، لكن من يستمر منهم ومن يبرز؟» فيما يرى أن نجاح أي عمل يرتبط بمشاهدة الناس. وهو ما يحرص عليه في أعماله: «اشتغل على حكاية تعني المشاهد».
شام نيوز - السفير