أردوغان يسقطه لسانه: "لم أطعم أولادي مالاً حلالاً

 

بينما يفكر الأتراك كيف يسقطون رئيس حكومتهم  رجب طيب أردوغان أسقطه لسانه وأنطقه بالحقيقة التي يحاول الهروب منها عندما قال أمام حشد من أنصاره في مدينة اسكشهير "لم أطعم أولادي مالًا حلالاً".

وكان أردوغان يرد على انتقاد كمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري لأبنائه الذين تورطوا في الفساد والرشوة والتعامل مع إسرائيل والإرهاب.

وأكدت صحيفة راديكال أن أردوغان وقع في زلة لسان  خلال انتقاده كليتشدار أوغلو وقال مخاطبا إياه "أنت لست في مستوى تستطيع فيه أن تتهم أبنائي بالحرام في الوقت الذي لم أطعم أبنائي مالا حلالا" حيث استخدم أردوغان عبارة حلال بدلا من الحرام ليقع في زلة لسان أصبحت موضع سخرية واستهزاء في الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.

ولا يمر يوم دون أن يتعرض أردوغان لخيبات أمل جديدة إذ إن أول انتقاد رسمي لما صرح به عن نيته إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي بعد الانتخابات البلدية جاءه من الرئيس التركي عبد الله غل الذي اعتبر أن إغلاق الفيسبوك والتويتر واليوتيوب أمر غير وارد.

ونقلت صحيفة راديكال عن غل قوله في تصريح للصحفيين "إن تركيا دولة ديمقراطية وقانون وتراجع الحريات فيها أمر غير وارد ومرفوض" مؤكدا أن "مواقع التواصل ولاسيما فيسبوك والتويتر واليوتيوب منصات عالمية لا يمكن إغلاقها".

وأشار غل إلى أن إغلاق هذه المواقع لا يتم سوى من خلال قرار المحكمة في حال ارتكاب الجريمة وإهانة شخص واعتداء على الحياة الشخصية عبرها.

وكان أردوغان الواقع فى ورطة فضيحة سياسية ومالية هدد بحظر موقعي التواصل الاجتماعي يوتيوب وفيسبوك في تركيا بعد الانتخابات البلدية في 30 آذار الجاري.

ومنذ توجيه الاتهام في كانون الأول إلى العشرات من المقربين من حزبه ورؤساء شركات ونواب وموظفين كبار يشتبه في ممارستهم الفساد تطالب المعارضة باستقالة أردوغان.

مظاهرات في اسكشهير التركية بعد اعتقال شرطة أردوغان 183 محتجا على سياساته

إلى ذلك تجددت المظاهرات في مدينة اسكشهير شمال غرب تركيا احتجاجا على سياسات حكومة رجب طيب أردوغان وطالب المتظاهرون بالإفراج عن المواطنين الذين تم اعتقالهم خلال المظاهرة التي نظمت في المدينة أمس الأول والبالغ عددهم 183 متظاهرا خرجوا للاحتجاج ضد حكومة حزب العدالة والتنمية.

وقالت صحيفة راديكال "إن نحو 500 شخص تجمعوا أمس الأول بعد اعتقال الشرطة التركية 183 متظاهرا كانوا قد نظموا مظاهرة قبل قدوم أردوغان إلى المدينة وتوجه المتظاهرون الغاضبون إلى المكتب الانتخابي لحزب العدالة والتنمية في المدينة وقاموا بتكسير زجاجه".

وأوضحت الصحيفة أن المتظاهرين أقاموا الحواجز لإغلاق الطريق أمام حركة المرور مشيرة إلى قيامهم بإشعال النار واعتصامهم حولها مع التأكيد على مواصلة اعتصامهم حتى يتم الإفراج عن المعتقلين.

وتنفذ الشرطة التركية أعمال تفتيش يومية في بلدتي كوناك وتشغلي بمدينة أزمير.

وقالت صحيفة راديكال إن القرار الذي اتخذه قائم مقام بلدة تشغلي يمنح الشرطة صلاحية تفتيش المواطنين في الأماكن العامة والشارع وتفتيش السيارات والأمتعة بينما يقضي قرار التفتيش الذي اتخذ في بلدة كوناك التابعة لأزمير بتفتيش الوثائق الخاصة للمواطنين وامتعتهم ويعتبر ساريا بين الرابع والتاسع من آذار الجاري تحسبا لتنفيذ مظاهرات في إطار احتجاجات متنزه كيزي ومظاهرات احتجاجية محتملة على خلفية العملية الأمنية ضد الفساد والرشوة.

وتتصاعد وتيرة التفتيش ومصادرة الحريات في تركيا والتي كان آخرها تهديدات أردوغان بحظر مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي انتقدته واشنطن حليفة أردوغان حيث أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها إزاء تصريحاته مؤكدة أنها تنتظر من تركيا تنفيذ تعهداتها بشأن الحريات الأساسية.

وتهز الحكومة التركية فضيحة فساد تورط فيها وزراء وأشخاص مقربون من أردوغان بينهم ابنه بلال وتكشف المعلومات والتسريبات التي تتداولها وسائل الإعلام التركية أن أردوغان على علم بكل ما تورط به مسؤولوه وابنه وأنه يعلم أيضا بما يتقاضاه ابنه من رشى مقابل أعماله المشبوهة إذ أظهر تسجيل صوتي لمكالمة بينهما يطلب فيها أردوغان من ابنه التخلص من الأموال التي لديه حيث اعترف الابن بأن لديه ثلاثين مليون دولار في المنزل.

وتجددت المظاهرات المناهضة لحكومة أردوغان والمطالبة باستقالته بعد تفجر فضيحة الفساد التي طالته وحكومته والتي أثارت الغضب والحنق في صفوف الأتراك حيث جاء تحرك المتظاهرين بعد تسرب جديد لمحادثة هاتفية تجرم أردوغان بالفساد عدا إطلاق سراح مشتبه فيهم رئيسيين وأبناء وزراء سابقين اعتقلوا في 17 كانون الأول الماضي.