أرقام من مؤتمر الطب الشرعي.."55" طبيباً شرعياً واثنان اختصاص سموم فقط!!

 

انعقد في جامعة دمشق كلية الطب البشري المؤتمر السابع للطب الشرعي الذي جمع في مدرج الكلية نخبة المحاضرين السوريين بالأطباء السوريين الشرعيين مع المهتمين بالقضايا القانونية والاجتماعية الأسرية خاصة.

وحول واقع الطب الشرعي في سورية وأهمية ونوعية محاضرات المؤتمر السابع للرابطة السورية للطب الشرعي كان الحوار التالي مع الدكتور أكرم الشعار رئيس الرابطة السورية للطب الشرعي حيث قال:‏

مازلنا في بداية الطريق فقبل عام 1996 لم يكن لدينا اختصاص للطب الشرعي في سورية سواء في وزارة الصحة أم حتى في الجامعة.‏

ولأهمية هذا الاختصاص كونه يحفل بالكشف عن المسائل الطبية التي تهم العدالة ورجال القانون افتتح في سورية ولأول مرة عام 1996 اختصاص ماجستير في الطب الشرعي في جامعة دمشق وبدأت وزارة الصحة قبول أطباء مقيمين في الطب الشرعي وتخرجت أول دفعة سنة 2000، كما تأسست الرابطة السورية للطب الشرعي عام 2000 وعقدت عدة مؤتمرات علمية مهمة في مجال الطب الشرعي.. واليوم ينعقد المؤتمر السابع بإدارة وتنظيم الرابطة السورية للطب الشرعي لمناقشة معظم مواضيعه ومجالاته بدءاً من حوادث السير- تشريح الجثث- معرفة أسباب الوفاة- الطفل المضطهد- تقدير الأعمار- بصمة الشفاه.. كما يتناول آخر ماتوصل إليه العلم من دراسات وتقنيات طبية شرعية.. من خلال 24 محاضرة مهمة من قبل خيرة الأطباء الشرعيين في سورية.. لنقل خبراتهم إلى الأطباء الاختصاصيين والذين عددهم نسبياً قليل ولايكفي حاجات القطر.‏

لكن أنشئت في جامعاتنا اليوم دراسات الطب الشرعي وفي وزارة الصحة- ووزارة الدفاع أيضاً بهدف تغطية كل المحافظات السورية والمحاكم ونحن نعمل اليوم بآلية متكاتفة لتطوير هذا الاختصاص..‏

تحدث الدكتور ياسر صافي علي رئيس المركز الوطني للطب الشرعي في عدة نقاط مهمة حيث قال:‏ مايميز مؤتمرنا اليوم وهو المؤتمر السابع لنا كرابطة سورية، دور المحاضرين المحليين من كافة القطاعات (وزارة التعليم العالي- وزارة الصحة- وزارة الدفاع) وبحضور نخبة الاختصاصيين وأغلب الأطباء الممارسين والذين على رأس عملهم للاستفادة وتبادل الخبرات فيما بينهم.‏

 

ومع الإشارة إلى أن واقع الطب الشرعي مازال في بداياته إلا أن سورية خطت خطوات كبيرة في هذا المجال واليوم هي أحد المؤسسين لاتحاد الأطباء الشرعيين وتترأس حالياً اتحاد الأطباء الشرعيين- ونائب رئيس المنظمة الإسلامية للطب الشرعي..‏

وقد أكد د. ياسر أن عدد الأطباء الشرعيين في سورية مازال قليلاً ولا يغطي احتياجات المحافظات.. فعددهم 100 طبيب، قسم لابأس به هاجر وخسرناهم محلياً، الموجود في السجلات 110 أطباء لكن الأطباء الموجودين على رأس عملهم لايتجاوزون 55 اختصاصياً بسبب حساسية هذا الاختصاص وعدم وجود دعم له، مع العلم أن عمل الطبيب الشرعي يحتاج للكثير من الدقة والاتقان.. وتقريره مصيري لأنه يحدد من خلال نتائج فحوصاته براءة أو مسؤولية الشخص الجاني/ إعدام أو براءة/ والخبرة الطبية الشرعية هي ملزمة للقاضي لذلك علينا إعادة النظر في أجور وأتعاب الطبيب الشرعي لأن هذا الأمر يدعم الاختصاصيين ويحفز الآخرين على دراسته وأيضاً يحصّن الطبيب الشرعي من الذلل خاصة إذا مانظرنا إلى طبيعة عمله التي تعرضه لمخاطر المهنة/ العدوى- الهجوم الشخصي عليه- وعدم وجود عيادة خاصة به/ وللتذكير هنا كمثال، عملية تشريح جثة يتقاضى الطبيب عليها 1000ليرة سورية.. بينما أجرة جراحة القلب 150 ألف ليرة..‏

مع العلم أن عملية التشريح تحتاج للكثير من الاتقان والعمل والنزاهة وظروفه النفسية تكون صعبة جداً وقاسية لأن عمله غير عادي وتعامله في أكثر الأحيان مع الأموات. لذلك أؤكد ومن خلالكم أهمية دعم الطبيب الشرعي.. وتمكين الأطباء المحليين من أجل تخديم المحافظات السورية ككل..‏

وقد تحدثت د. أمية حدة في جانب مهم من اختصاصات الطب الشرعي حيث شرحت الأهمية الطبية الشرعية للتواصل المهني مابين الطبيب الشرعي ومحلل السموم الطبية الشرعية وقالت: الغاية من هذه المحاضرة ردم الهوة القائمة مابين الطبيب الشرعي الذي يقوم باجتزاء العينة/ أحياء أو أموات/ وإرسالها إلى مخبر السموم ولكون أسباب التسمم لها ملايين الأنواع لايستطيع المخبري أن يحللها كلها دفعة واحدة وحتى إنه غير مضطر للقيام بذلك إذا ماكان هناك تعاون مابين الطبيب الشرعي وطبيب أو اختصاصي السموم لذلك لابد من وجود معطيات واستمارة مملوءة من قبل الطبيب الشرعي لتحديد عمل المحلل ويكون موجوداً فيها كل مايتعلق بالحادثة الشخصية من معلومات توجهه لطريقة معينة للتحليل وتمنع هدر الوقت الذي لايكون من مصلحة أي من الأطراف.. واليوم ومن خلال هذا المؤتمر وبحضور الأطباء الشرعيين نؤكد عليهم ونناقش حول آلية العمل مع السموم ونشر مفهومية عامة عن المواد السامة وشكلها كيف تتحرك - كيف تطرح- وكيف تؤثر وأين.. من أجل معرفة الطبيب الشرعي فيما بعد لنوع العينة التي عليه التعامل معها.. وإرسالها إلى محلل السموم الذي يعطي النتيجة المطلوبة والتي ستستخدم بالتالي في القضاء.‏

وأضافت د. أمية: المؤتمر السابع للطب الشرعي له أهمية كبيرة من حيث جمع المحاضرين والاختصاصيين مع بعضهم البعض وتبادل الخبرات العلمية والمهنية وعرض آخر ماتوصل إليه العلم خاصة في مجال السموم هذا الاختصاص القليل نسبياً في سورية وفي الوطن العربي ككل ومع أهميته إلا أنه لايوجد اختصاصيون «بالسموم» في سورية مثلاً سوى طبيبين مختصين.‏

 

 

شام نيوز