أرمينيا وإيران: التدخلات الخارجية في شؤون سورية فاقمت الأزمة فيها

أكد كل من الرئيس الأرميني سيرج ساركيسيان ووزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن التدخلات الخارجية في شؤون سورية الداخلية فاقمت الأزمة فيها.

واعتبر الرئيس ساركيسيان خلال لقائه صالحي في أرمينيا أن التدخل الخارجي في شؤون سورية هو الذي أدى إلى تزايد وتيرة العنف والقتل ما أدى إلى تفاقم الأزمة فيها.

ووصف ساركيسيان العلاقات بين بلاده وإيران بالمميزة وأنه يأمل في تعزيز نطاق التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية كافة مشددا على أهمية تبادل الهيئات السياسية والاقتصادية بين البلدين.

بدوره أكد صالحي أن التدخلات الخارجية فاقمت الأزمة في سورية مجددا تأييد بلاده للبرنامج السياسي لحل الأزمة الذي طرحته الحكومة السورية.

كما أكد خلال اللقاء دعم بلاده للشعب السوري ليتمكن من ممارسة حقه في تقرير مصيره في ظل مناخ آمن ومستقر لتحقيق إرادته موضحا أن موقف إيران صريح وشفاف إزاء الأزمة في سورية.

وأعرب صالحي عن شكره لمواقف جمهورية ارمينيا حيال ملف إيران النووي السلمي.

ويزور صالحي جمهورية ارمينيا للمشاركة في مراسم أداء القسم الدستوري للرئيس الارميني حيث هنأ صالحي الرئيس ساركيسيان بمناسبة انتخابه مجددا لولاية رئاسية جديدة.

مهمانبرست: إيران تدعم الحل السياسي للأزمة في سورية

 في سياق متصل جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست موقف بلاده من الأزمة في سورية الداعي لايجاد حل سياسي للأزمة عبر الحوار بين السوريين انفسهم مؤكدا أن الشعب السوري هو الوحيد الذي يحق له تقرير مصيره بنفسه بعيدا عن أي تدخل خارجي من خلال الانتخابات والطرق الديمقراطية التي تؤكد سيادته.

ودعا مهمانبرست في مؤتمر صحفي اليوم" الجميع إلى إيقاف العنف وعدم توريد الأسلحة ووقف الأعمال الارهابية والبدء بالحوار الوطني".

وردا على سؤال بشأن تفتيش طائرة إيرانية متجهة إلى سورية في العراق .. قال "إن إيران تحتج على تفتيش الطائرة وترفض هذه الخطوة وسنرفع الأمر للمسؤولين العراقيين ونقول لهم ابتعدوا عن مثل هذه الاجراءات المفتعلة من قبل الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة الذين يعملون على التخويف من إيران وتهويل خطرها حسب زعمهم" موضحا أن "تفتيش تلك الطائرة اثبت أن الخطر المزعوم لا أساس له من الصحة".

وحول الملف النووي الإيراني أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حق بلاده في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية وفق معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية مشيراً إلى أن مجموعة خمسة زائد واحد أعلنت استعدادها للاعتراف بنشاطات إيران النووية السلمية ودعمها لها معتبرا أن اقرار المجموعة بحق إيران في النشاطات النووية السلمية يعني أن أي خطوة للضغط على ايران لوقف هذه النشاطات لاتستند الى اسس قانونية.

ودعا مهمانبرست الدول الغربية الى اعتماد الثقة والاعتراف بحق الشعب الايراني في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية وقال "إن إيران تنظر إلى التقنية النووية بأنها مفخرة لها وتراها خطوة في تطورها ومؤثرا وعاملا في تقدمها في مختلف المجالات إلى جانب التقنيات الحديثة في العالم".

عبد اللهيان: حل الأزمة في سورية يتم عبر التعاون الإقليمي والدولي لتفعيل الحل السياسي 

من جهته أكد حسين أمير عبد اللهيان معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية أن حل الأزمة وتحقيق الأمن في سورية يتم عبر التعاون الشامل الإقليمي والدولي لتفعيل آلية الحل السياسي وإيقاف كل أشكال العنف وضبط الحدود من جانب دول الجوار.

وقال عبد اللهيان في حوار مع صحيفة الأسبوع المصرية نشرته اليوم: إننا ندعم سورية سياسيا وندعم الشعب السوري عن طريق المساعدات الإنسانية ولكن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لسورية فالشعب والجيش والحكومة يقومون بواجبهم على أكمل وجه كما يعلم الشعب السوري أن ما يجري في سورية هو حرب كونية شاملة تحركها مؤامرة خارجية.

وأشار عبد اللهيان إلى زيف ما تدعيه بعض وسائل الإعلام حول إرسال عناصر من الحرس الثوري للقتال في سورية مؤكدا أن ذلك "افتراء روجه الإدعياء".

ووصف عبد اللهيان قرارات قمة الدوحة بخصوص سورية بأنها "خطأ استراتيجي جعل الجامعة جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل" معتبرا أنه كان على الجامعة "الإعلان صراحة عن وجوب منع دخول الأسلحة إلى المعارضة ودعم الحل السلمي في سورية على أساس الحوار الوطني واحترام حق الشعب السوري في تقرير مصيره وأن تعمل جاهدة لوقف نزيف الدم".

ولفت عبد اللهيان إلى أن منح مقعد سورية في الجامعة لـ ائتلاف الدوحة "غير قانوني ويشكل سابقة يمكن استغلالها في المستقبل وتفعيلها لتسري على نفس الأعضاء الذين استخدموها ضد سورية".

وقال عبد اللهيان: إن المناقشات والاستشارات وتبادل الأفكار لاتزال تجري بين مصر وإيران وتركيا بخصوص الأزمة في سورية واصفا السلوك التركي بالمتعجل كما دعا إلى التعاون بين دول الإقليم للحيلولة دون دخول السلاح إلى المجموعات المسلحة والعناصر المتطرفة.

وفي سياق آخر وردا على سؤال حول الملف النووي الإيراني قال عبد اللهيان: إن الحصار الأمريكي والغربي والضغوطات التي تمارس على إيران عبر فرض العقوبات تأتي من أجل إبعاد إيران عن محور المقاومة في لبنان وفلسطين وأن الولايات المتحدة تريد فصم العلاقات بيننا وبين سورية وحزب الله والمقاومة الفلسطينية ولكننا لن نتخلى عن مبادئنا وسنستمر في دعمنا بقوة وبشدة للفلسطينيين وللمقاومة في لبنان وسندعم بقوة سورية شعبا وحكومة وسندعم الحل السياسي والسلمي للخروج من الاستعصاء الحالي ولن نسمح للأعداء بأن يقوموا بإبعاد سورية عن محور المقاومة.

وحول رد إيران على موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي حسم الجدل في زيارته الأخيرة لإسرائيل عندما أعفاها من أن تعود إليه فيما إذا أرادت تسديد ضربة ضد منشات إيران النووية قال عبد اللهيان: إن إيران أعلنت ردها على أي اعتداء قد يشن ضدها وتحدث السيد علي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية حول هذه القضية وتوعد الكيان الصهيوني فيما لو فكر بشن عدوان على إيران وحذر من أن إيران ستقوم بتدمير كامل لتل أبيب وحيفا مؤكدا أن ذلك يعد استراتيجية إيران لقمع أي هجوم يوجه ضدها.

ورأى عبد اللهيان ردا على سؤال حول تكريس الرئيس الأمريكي أوباما زيارته للمنطقة من أجل إسرائيل وأمنها.. إن هذا ليس بجديد على أمريكا فسياساتها على مدى الستين عاما الماضية كانت فاشلة وتاكيدا لهذا الفشل ما نراه من أن امريكا لم تقدم شيئا حيال تاكيد الحقوق المشروعة للفلسطينيين في أي وقت.

وحول اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لرجب طيب أردوغان رئيس الحكومة التركية بخصوص عدوان إسرائيل على سفينة مرمرة قال عبد اللهيان: إن هذا الاعتذار جزء من لعبة إقليمية تقوم بها امريكا خدمة للكيان الصهيوني.