"أريبيا" عملاق إعلامي يدخل الفضاء العربي خلال عامين

من المتوقع أن تنطلق من العاصمة البريطانية لندن محطة إعلامية عربية دولية جديدة تحت اسم ‘آريبيا’، بالمناصفة مع إمبراطورية شبكة ‘سكاي نيوز’، وسيكون الشريك الرئيسي فيها الشيخ منصور بن زايد، رئيس قطاع الاستثمار، ونائب رئيس الوزراء في دولة الإمارات.
مصدر قريب من المحطة قال إن عمليات التوظيف وإجراءات فتح المكاتب ستبدأ في الأول من تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، على أن تبدأ البث في غضون عامين.
وستكون هذه المحطة إخبارية على مدار 24 ساعة متواصلة، وستتضمن نشرات إخبارية وبرامج سياسية، وتغطيات ميدانية من خلال شبكة عريضة جدا من مراسلين. وسيتم فتح 35 مكتبا للمحطة في مختلف أنحاء العالم، أهمها في لندن وأبوظبي وبيروت ودمشق والقاهرة وبغداد وواشنطن كمكاتب رئيسية.
وسيكون المشرف على الجانب البرامجي والإخباري وسياسة المحطة سيكون الإعلامي ادريان ويلز، مسؤول الأخبار حاليا في محطة ‘سكاي نيوز’ البريطانية.
وتؤكد مصادر مقربة أن الخط التحريري سيكون متوازنا، وبسقف عال من الحرية، وتمثيل مختلف وجهات النظر السياسية، دون إقصاء أو قوائم سوداء، على حد وصفها. ويبدو أن ‘آريبيا’ ستكون مزيجا بين قناتي ‘سكاي’ البريطانية و’السي أن أن’ الامريكية، من حيث رشاقة التغطية وسرعتها عبر الاستعانة بشبكة عريضة من المراسلين العرب والأجانب في مواقع الأحداث.
وفي الوقت الذي لم تبدأ المحطة بعد في التعاقد مع مقدمين للأخبار والبرامج أو مذيعين من الجنسين، الا انه سيتم التركيز على العناصر الشابة والوجوه الجديدة مع احتمال بعض المفاجآت. ولدى القائمين على المحطة خطة شبه متكاملة حول كيفية تركيب وتشغيل قاعة الأخبار والأقسام المتعددة فيها، وسيكون التركيز على التحرير الصحافي السريع، ولهذا جرى ايكال هذه المهمة إلى ويلز، بسبب نجاحه الكبير في تحقيق نقلة كبيرة في محطة ‘سكاي نيوز’ وفوزه بأكثر من جائزة كأفضل قناة إخبارية، كان آخرها جائزة التلفزة البريطانية الملكية.
وتأتي أهمية هذا المشروع الإعلامي من كونه يتشارك مع الإمبراطور والقطب الإعلامي روبيرت ميردوخ، الملياردير الاسترالي، الذي يملك اكبر إمبراطورية إعلامية في العالم، تمتد من الولايات المتحدة، مرورا باستراليا وهونغ كونغ شرقا وجنوبا، وصولا إلى بريطانيا والشرق الأوسط.
وتتضمن مجموعته شبكات تلفزة متنوعة مثل ‘سكاي’ وفوكس’ و’ستار’، علاوة على شبكة من الإذاعات، وباقة من الصحف أهمها ‘التايمز’ وصحيفة ‘صن’ البريطانيتان و’وول ستريت’ الأمريكية.
من جهة أخرى ذكرت الأنباء أن الملياردير السعودي الوليد بن طلال بدأ فعلا بإجراء الدراسات اللازمة لإطلاق محطته التلفزيونية الجديدة، التي ما زال يتحفظ على اسمها. ومن المقرر أن يتولى الزميل جمال خاشقجي – الذي تعاقد فعلا مع المحطة – الإشراف على الجوانب الإخبارية والسياسية فيها، فيما سيتولى الأمير الوليد الإشراف العام، مع الاستعانة ببعض المستشارين الإداريين والإعلاميين.
ويربط مراقبون بين هذه الطفرة التلفزيونية- المدعومة ماليا من قبل مؤسسات ضخمة ومليارديرات كبار- وما يتردد عن احتمال نشوب حرب أو حروب في المنطقة، فالإعداد للحرب العراقية تضمن إطلاق محطات مثل ‘العربية’ و’الحرة’، ثم بعد ذلك ‘بي بي سي’ الناطقة بالعربية.
وسيعتمد نجاح هذا المشروع الإعلامي الكبير على عنصر المفاجأة وبعده عن عبث وتدخلات السياسيين العرب كونه سينطلق من عاصمة اوروبية، وعليه فان هامش التحرك سيكون اعرض، ومنسوب الاعتراض على مواضيع البث اقل باعتبار المشروع شراكة، وقدرة الاعتراض على الغربيين اقل بكثير أو تكاد تكون معدومة نسبة لما يحصل مع نظيراتها من المحطات العربية.
شام نيوز- القدس العربي