أزمة آبار علوك تتجدد.. مدير المياه بالحسكة: لا حلول مستدامة حالياً

خاص - شام إف إم
قامت قوات الاحتلال التركي قبل يومين باقتحام محطة آبار المياه في منطقة "علوك"، الواقعة إلى الشرق من مدينة "رأس العين"، المحتلة بريف الحسكة الشمالي، لتقوم بطرد عمال المحطة التي تعتبر المصدر الأساسي لمياه الشرب في مدينة الحسكة ومناطق الريف الغربي التابعة لها. مشكلة محطة آبار علوك تتجدد لتسبب أزمة في تأمين مياه الشرب في المدينة دون أن يكون لدى المسؤولين في المحافظة حلولاً بديلة مستدامة، علما أن "علوك"، أنشأت لتكون محطة احتياطية لمحطة الضخ الواقعة بالقرب من "السد الشرقي"، الواقع إلى الشمال من مدينة الحسكة، إلا أن عطوة المياه الواصلة من هذه المحطة دفعت إلى الاعتماد على "آبار علوك"، تتألف من ٣٠ بئراً يعمل منها ما بين ١٤- ١٧ بئر على ضخ مياه الشرب لمدينة الحسكة، وبلدة "تل تمر"، اضافة لما يقارب ٥٥ قرية تحيط بهما، فيما يحتفظ ببقية آبار علوك كآبار احتياطية.
المحطة كانت قد تعرضت في بداية العدوان التركي المعروف باسم "نبع السلام"، للاستهداف من قبل قوات الاحتلال والميليشيات الموالية له قبل أن تصبح لأكثر من أسبوع ساحة لمعركة بين الطرفين، وبعد انسحاب قوات سورية الديمقراطية من مدينة رأس العين، عمل الجانب الروسي علىا لضغط على أنقرة لتحييد محطة الآبار ومنع سرقة محتوياتها من قبل الميليشيات المسلحة كما حدث في كل المباني الحكومية التي تم احتلالها، وظهرت حينذاك أصوات من المنظمات الأممية والدولية لتحييد مصدر مياه الشرب لما يقارب مليون شخص موزعين على مدينة الحسكة ومناطق الريف الغربي. قبل أسبوع من الآن، منعت قوات الاحتلال التركي دورية مراقبة روسية من الوصول إلى المحطة، التي تحولت خلال سنوات الحرب التي تدور في البلاد إلى ورقة ابتزاز من قبل القوى التي خرجت عن قانون الدولة، مع الإشارة إلى أن ثمة مشاريع حيوية متوقفة في مراحلة تعتبر الأخيرة، كخط استجرار مياه نهر الفرات إلى مدينة الحسكة الذي كان قد وصل قبل الأزمة السورية إلى ما قبل مدينة الحسكة بحوالي 30 كم، كما إن الحديث عن الاعتماد على آبار "نفّاشة"، الواقعة شرق الحسكة، أو على الآبار الجديدة التي حفرت في منطقة "الحمة"، الواقعة إلى الغرب من المدينة، لا يجد له المواطن مكاناً لصرفه على أرض الواقع.
مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي في محافظة الحسكة، قال خلال اتصال هاتفي لـ «شام اف ام» أن المديرية ستعمل على نقل مياه الشرب عبر الصهاريج إلى أحياء مدينة الحسكة، على أن يتم ضخ مياه مالحة عبر شبكة مدينة الحسكة من مجموعة من الآبار الموجودة في المدينة، مشيرا إلى أن كميات المياه في آبار الحمة أو آبار نفاشة غير كافية للضخ عبر شبكة المدينة.
وبرغم وجود ثلاثة سدود كبيرة في محيط مدينة الحسكة، إلا أن "العكلة" قال خلال حديثه أن مصادر المياه في مدينة الحسكة قليلة وبالتالي لا يوجد حلول مستدامة للمحافظة إلا من خلال مشروع دجلة الكبير الذي طان قد وضع حجر الأساس له الرئيس بشار الأسد في العام ٢٠١١.
تجدر الأشارة إلى أن منظمة "يونسيف"، التابعة للأمم المتحدة كانت قد قدمت كمية مئة وثمانية طن من المواد المعقمة للمياه لمحافظة الحسكة قبل اسبوع من الآن، وهي الدفعة الأولى من الكمية التي ستقدمها المنظمة والتي تبلغ ثلاثمائة طن من مادة "الهيبوكلوريد"، المعقمة للمياه.