أسبوع أفلام السينمائي الألماني التركي فاتح أكين في دمشق

 

يقيم معهد غوته الثقافي الالماني في دمشق أسبوع أفلام المخرج الألماني التركي فاتح أكين بالتعاون مع السفارة التركية في دمشق.

افتتحت التظاهرة بفيلم "موجز وبدون ألم"، أول أفلام أكين الروائية الطويلة، ويحكي عن ثلاثة أصدقاء، تركي وصربي ويوناني، يعيشون في هامبورغ (المانيا)، ويثيرون الشغب بسبب تكسبهم من وراء السرقة. يبدأ الفيلم مع خروج التركي غابريل من السجن بعد زجه بسبب جريمة قتل، وقراره بأن يعيش بعيدا عن عالم العنف والجريمة. غير أنه بالتصاقه بصديقيه سيظل عرضة لهذا العالم العنيف، الذي يصل إلى حد لقاء صديقيه برجل مافيا يريد منهما أن يعملا لحسابه.

يصطدم غابريل برجل المافيا فيعتدي عليه الأخير مع رجاله بالضرب العنيف. ويفشل صديقاه في أول عملية يجري تكليفهما بها، حيث يتعرضان لخديعة سلب الأموال العائدة لرجل المافيا، ما يعرضهما لصدام عنيف معه، ينتهي بمقتل كليهما، أما غابريل فقبل أن ينتقم لصديقه كان قد حجز لنفسه تذكرة سفر إلى اسطنبول بلا عودة، ذلك العالم الجميل الذي ظل يحلم به طوال الفيلم.

الفيلم معتم، كما لو أنه يجري في الشوارع الخلفية، أو في الأمكنة الأكثر إهمالا. يصعب أن يرى المرء ألمانيا بعالمها الساحر، المانيا الجميلة والخضراء والمضيئة، يرى فقط تلك العتمة، وعالم الهامشيين، المهاجرين على وجه التحديد. بل إن تظاهرة افلام فاتح أكين تبدو وكأنها مكرسة لاحوال المهاجرين في أوروبا، ومشكلاتهم، ونقاط التلاقي والافتراق بين الثقافات.

إذا أن أكين، المولود في ألمانيا لأبوين تركيين، معروف باشتغاله على تلك المساحة القلقة بين الثقافات، وباشتغاله على سرد أسباب الضياع وعدم القدرة على الاندماج في المجتمع الألماني. تظاهرة أفلام أكين ستعرض ستة أفلام تستعيد مسيرته الفنية منذ العام 1997 حيث أول أفلامه الروائية الطويلة "موجز تاريخ الألم"، إلى فيلمه "في تموز" (2000) الفيلم الرومانسي الذي يحكي قصة حب بين ألمانيين من أصول تركية، وتدور أحداثه بين ألمانيا وتركيا. وفيلم "سولينو" ( 2002) الذي يحكي سيرة عائلة إيطالية هاجرت إلى ألمانيا حاملة معها البيتزا والباستا إلى منطقة الرور، والذي يعتبر فيلما عن الحنين إلى الوطن والنجاح المهني وكذلك عن اليأس الشخصي.

ويعرض فيلم "اصطدم بالجدار" (2004) لزواج شابة تركية برجل من هامبورغ هربا من وصاية أهلها. أما فيلم "عبور الجسر" (2005) فهو وثائقي يقدم صورة للحياة الموسيقية في مدينة يندمج فيها الشرق مع الغرب هي اسطنبول. وفي فيلم "على الجانب الآخر" (2006) يتناول قصة ستة اشخاص في ألمانيا و تركيا، تشاء الأقدار ان تتقاطع مسارات حياتهم من دون أن يتعارفوا إلى أن يموت البطل، فيجتمعوا في طريقهم إلى الغفران.

أما فيلم "مطبخ الروح" (2007) فهو كوميديا تبرز "العوامل المشتركة بين الفن السابع وفن الطهي" كما قال المخرج في مقابلة معه. "مطبخ الروح" سيكون ختام تظاهرة أكين في دمشق، ولكن ضمن أفلام مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر.

وحول ما إذا كان اختيار أفلام فاتح أكين للعرض في دمشق جاء في ضوء تصريحات أنغيلا ميركل الأخيرة بخصوص فشل اندماج المهاجرين في ألمانيا قال مدير المركز الثقافي الألماني "غوته" في دمشق بيورن لولاي "إنها مصادفة سعيدة"، موضحا "لكننا حضرنا لهذه التظاهرة منذ نيسان  الفائت، على أن تأتي بالتزامن مع انطلاق مهرجان دمشق السينمائي". قد زار المخرج فاتح أكين سوريا لأسبوعين، من دون أن يحضر تظاهرة أفلامه، وقال البعض إن الزيارة قد تكون في سياق التحضير لفيلم جديد.

 

شام نيوز - وكالات