أسر موظفي السفارة الاسرائيلية في القاهرة يغادرونها

بدأت السفارة الإسرائيلية في مصر صباح السبت اتخاذ إجراءات بمطار القاهرة الدولي لترحيل العشرات من أسر العاملين فيها إلى تل أبيب، خشية تداعيات الأوضاع في مصر.
وقالت مصادر مسؤولة بالمطار:"ستنظم شركة العال الإسرائيلية خلال الساعات القادمة رحلة إضافيّة بين القاهرة وتل أبيب لنقل أكثر من 200 إسرائيلي، بينهم العشرات من العاملين فيها وأسرهم وعدد من السائحين المتواجدين في القاهرة".
من ناحية أخرى، تواجد عدد من العاملين بالسفارات الأجنبية في مصر داخل المطار لمساعدة بعض أسرهم في السفر الى دولهم، حيث تزايدت أعداد السائحين و المصريين الراغبين في السفر الى الخارج .
وقد شهدت صالات السفر ومكاتب المبيعات زحاما متزايدا من أجل البحث عن مقعد على طائرات المغادرة، في الوقت التي عانت فيها الأجهزة العاملة بالمطار من تأخر اعداد كبيرة من العاملين فيها من الوصول لأعمالهم، مما زاد حالة الارتباك في صالات المطار وبين شركات الطيران التي تواجه ضغطا من المسافرين.
اما شوارع القاهرة فقد انخذت ملامح ساحة معركة حقيقية بحطام السيارات المحترقة والمقذوفات التي تملأ الشوارع والدخان الكثيف المنبعث من مقر الحزب الحاكم , في الوقت الذي يصر فيه المتظاهرون على رحيل الرئيس حسني مبارك.
وعلى وقع هتافات "الله اكبر" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"مبارك ارحل" تجمع مئات المتظاهرين صباح السبت في ميدان التحرير بوسط القاهرة في الوقت الذي بدا فيه آلاف اخرين يتجهون اليه.
وقال حسن وهو متظاهر في الثلاثين "الرئيس يجب ان يرحل، هذا هو الشيء الوحيد الذي نريده. على مبارك ان يرحل يكيفه ثلاثين عاما في الحكم" مضيفا "مصر يجب ان تكون قوة صناعية وزراعية كبرى لكننا نتراجع ونتخلف وهذا شيء غير طبيعي".
من جانبه قال طالب الطب الشاب علي "سنبقى في الشارع الى ان يرحل ولو تطلب ذلك بقاءنا سنة او سنتين".
وينتشر محتجون شبان، اسلاميون وعلمانيون في وسط العاصمة الذي توافدت عليه ايضا مجموعات من الغوغاء القادمين من الاحياء العشوائية للقاهرة.
وقال متظاهر وهو يشير الى مجموعة من الصبية "هؤلاء من الغوغاء واللصوص الذين لا نعرف من اين اتوا والذي يبدو انهم خارجون من السجون".
ويقوم بعض المواطنين بازالة حواجز معدنية بينما يجمع آخرون حطام السيارات المحترقة التي تعرقل المرور في وسط المدينة الذي تحول الى ساحة حرب حقيقية مع الدخان الذي لا يزال يتصاعد من مقر الحزب الديمقراطي الحاكم الذي احرق مساء الجمعة.
وكان مئات الاف المصريين نزلوا الجمعة الى شوارع مدن البلاد الكبرى بعد صلاة الجمعة للتظاهر ضد النظام القائم في حركة احتجاج لم يسبق ان شهدتها مصر.
ولم يشاهد صباح السبت اي وجود لقوات الامن في وسط المدينة. في حين انتشرت بعض الدبابات العسكرية في ميدان التحرير وعشرات غيرها على كورنيش النيل امام مبنى الاذاعة والتلفزيون.
وقد وعد الرئيس مبارك الذي يطالب المتظاهرون باسقاطه، مساء الجمعة بتشكيل حكومة جديدة السبت.
وقال متظاهر شاب يدعى محمد معلقا "خطابه غير كاف. نريد مزيدا من الحريات والإصلاحات الاقتصادية وإلغاء نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة. نريد اسماع صوتنا. لسنا حيوانات نحن بشر".
وقال حجاج وهو سائق سيارة اجرة ان "الشعب تغلب على الخوف ولن يوقفه شيء أتمنى فقط الا تحدث اعمال نهب".
وقد تعرض متجر كبير لسلسة كارفور الفرنسية العملاقة على طريق القاهرة الدائري للقاهرة السبت لعملية نهب وسرقة كما افاد شهود لفرانس برس.
وافاد هؤلاء ان عشرات الاشخاص كانوا يركضون في الشوارع حاملين سلعا منهوبة من هذا المتجر الكبير الواقع عند مخرج حي المعادي الذي يقطنه عدد كبير من الأجانب المقيمين في مصر.
ويقع المتجر في مركز تجاري كبير يضم متاجر اخرى.
وكانت العديد من احياء القاهرة شهد ايضا اعمال سلب ونهب في ساعة متاخرة من مساء الجمعة.
شام نيوز - وكالات