أسعار النفط تعود إلى الواجهة و مخاوف العجز
ينتعش سعر النفط مجدداً ويتخطى أعلى مستوى في عامين قرب 90 دولاراً للبرميل، بسبب تفاؤل السوق الأميركية في إنقاذ مصارفها من الأصول المالية المسممة إضافة إلى بدء تأثير خفوضات أوبك الحادة على السوق وإمكان إقرار خفض جديد وفي هذا الصدد يتحسب الاقتصاديون لتداعيات السعر الجديد على مختلف الحياة الاقتصادية.
مخاوف العجز
يبدو أن موجة ارتفاع أسعار النفط لم توفر الاقتصاد السوري فقد أشار مراقبون أن السعر الجديد للنفط الذي سجل أعلى مستوى له منذ عامين يشكل صدمة للاقتصاد السوري خصوصاً وأن الأخير دخل مرحلة التوازن بين الإنتاج والاستهلاك الأمر الذي ينعكس سلباً على الاقتصاد من جهة رفع أسعار المواد الاستهلاكية والتأثير على معدلات النمو الاقتصادي هذا العام والعام المقبل.
ولا شك أن أول التأثيرات المباشرة للأسعار ستطول موازنة 2011 باعتبار أن أسعار المشتقات النفطية في السوق الداخلية محددة إداريا ولا تخضع لقوى العرض والطلب وفقاً لخبير النفط د. زياد عربش مضيفاً أنه عند ارتفاع أسعار المشتقات النفطية عالمياً سيزيد بيعها في السوق الداخلية- من قيمة الدعم الذي تقدمه الدولة لهذه المادة كما سيتزايد الضغط على ميزان المدفوعات لتأمين الاستيراد ويمكن هنا تفسير ما أثير أخيراً حول دعم مادة المازوت بنوايا تفادي تكبير حجم العجز في الموازنة العامة لاسيما أن الاقتصاد السوري لا يتحمل مستوى للعجز ونمواً للدين العام يوازي عجز الموازنة المقدر عام 2008 .
هاجس التضخم
ثمة آراء اقتصادية تفيد أن ارتفاع أسعار النفط سيزيد من التعقيدات الاقتصادية العام المقبل فهناك عامل التضخم الذي يتخوف المعنيون من معاودته العام المقبل مدفوعاً بارتفاع أسعار النفط التي انعكست ارتفاعاً في أسعار المواد الأولية عالمياً فارتفاع النفط مجدداً يؤدي إلى زيادة معدلات التضخم مما يحقق تباطؤاً في الاقتصاد الذي لم يسجل نمواً ملحوظاً في ناتجه الإجمالي هذا العام لجهة افتقاره لآلية التكيف في ضبط الأسعار.
مجاراة المنافسة
وبينما يصعب التكهن بعودة أسعار النفط إلى الانخفاض نتيجة عودة الازدهار في اقتصاديات الدول الآسيوية التي رفعت الطلب العالمي على المواد الأولية بشكل غير مسبوق يصبح السؤال عن كيفية تفادي التأثر بارتفاع أسعار النفط على المدى الطويل في ظل تناقص احتياطاتنا النفطية وتزايد الطلب؟ وبحسب الاقتصادي د. عابد فضلية التطلع إلى سياسات طويلة المدى في التعامل مع مستويات مرتفعة لأسعار النفط وتشجيع قيام مؤسسات خاصة قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية توازي تلك المؤسسات على مجاراة المنافسة وتعديل أسعار منتجاتها بحيث تمتلك المرونة لتتناسب مع التغيرات في مستوى الأسعار.
شام نيوز- الثورة