أصبحت ضرورة للأسرة الديرية.. "طباخات الدفش" تعود للحياة من جديد

مالك الجاسم - شام إف إم
فرضت الظروف الحياتية نفسها حتى بتنا نعود إلى أشياء من المفروض أنها انقرضت في ظل وجود الغاز المنزلي والسخانات الليزرية؛ ولكن الواقع جعل من هذه الأشياء أموراً ثانوية كون أسطوانة الغاز لا تكفي لمدة شهر واحد والانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي جعلت من الأدوات الكهربائية ديكورات مركونة في زوايا مختلفة من المنزل، وأمام هذا وذاك كان التفكير ملياً بالعودة إلى أشياء الماضي ومنها "طباخ الدفش" وبعضهم يسميه "طباخ الكاز" وغيرها من التسميات تختلف من محافظة لأخرى، هذه الطباخات نفضت عن نفسها غبار الزمن وحجزت لنفسها مكاناً في كثير من المنازل، حتى بات من المتطلبات الأساسية لعدد غير قليل من الأسر، وعلى صوته تنسج الأشعار حتى تنتهي "الطبخة" أو "كاسة الشاي" .
واليوم وبعد أن زادت نسبة الطلب على هذا النوع من "الطباخات" باتت أسعارها تحلق عالياً ويتراوح سعر "الطباخ" الواحد بين ١٥٠ وحتى ٣٠٠ ألف ليرة، وحتى الأشياء المرتبطة به أسعارها تثقل كاهل المواطن، الذي عليه أن يرضخ للأمر الواقع. وتراوح سعر "رأس الطباخ" المصنوع من النحاس ما بين ٥٠ - ٧٥ ألف ليرة، وكذلك تم رفع سعر ليتر الكاز إلى ٨٠٠٠ ليرة وهذا السعر في محافظة دير الزور ويكون أكثر في باقي المحافظات، ولكن هنا المواطن وجد في مادة المازوت ضالته، وجاء المازوت الذي تم توزيعه للتدفئة 50 ليتراً لكل أسرة ليحل مكان الكاز ، ويستخدم في عملية الطبخ، واستخدامات أخرى إن كان في تسخين الماء أو تجهيز الشاي والقهوة، وغير ذلك.
بعض الأسر اتجهت إلى إبداعات أخرى من خلال قلب "طباخ" الغاز الصغير ، إلى "طباخ" كاز " دفش" وبالفعل بتنا نشاهد أنواعاً لهذه الطباخات في أسواق مدينة دير الزور وريفها، أما على الطرف الثاني فتأخر رسائل الغاز المنزلي رفعت سعر الأسطوانة الفارغة "بدون غاز " إلى ٨٠٠ ألف ليرة وفي بعض الأحيان يكون السعر أعلى، فيما يتم بيع الغاز بمفرده بـ ١٠٠ ألف ليرة، وأحياناً تصل الأسطوانة مع الغاز إلى مليون ليرة، وهذا ما تم رصده في بعض المجموعات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بطرح الأسطوانة أو الغاز للبيع.
عودة "طباخات الدفش" للحياة من جديد أعاد كذلك محال تصليح الطباخات لنشاطهم، وبتنا نشاهد محالاً كثيرة اختصت بالتصليح من خلال عملية التنظيف، أو اللحام، أو تغيير رأس الطباخ ولحمه، أو تغيير "الفالة"، وكذلك طرح مستلزمات هذا الطباخ أمام الأسرة.
وكما أشار بعض من تحدثنا معه بأن "طباخات الدفش" باتت من المستلزمات الأساسية للأسرة الديرية، كون أسطوانة الغاز المنزلي وكما هو معروف لا تكفي الأسرة كحد أقصى 20 يوماً، ومن باب الإحاطة بالموضوع من جوانبه كافة فقد سجلت حوادث عدة في ريف دير الزور نتيجة انفجار عدد من طباخات الدفش إثر ارتفاع درجات الحرارة والاستخدامات الطويلة.