أصحاب دخل مخنوق

الصفحة الأخيرة

زياد غصن- شام إف إم


كما أن الطبقة الوسطى في البلاد قد اختفت بمعظمها تقريباً، فإن تعمّق ظاهرة التدهور الاقتصادي تسبب هو الآخر بتلاشي طبقة أصحاب الدخل المحدود، بحيث بات المجتمع مكون من طبقتين: الأولى غنية ومقتدرة مالياً، والثانية معدومة الدخل، باتت عاجزة عن تأمين كفاف معيشتها.

وإذا كانت كل دولة أو مجتمع يعرف على طريقته مصطلح الدخل المحدود، إلا أن هناك بالعموم قواسم مشتركة تربط بينها جميعاً.

ومن أهم تلك القواسم اثنين:

الأول صفة ثبات الدخل لمنتسبي هذه الطبقة، وتحديداً فئة العاملين بأجر، أما القاسم الثاني فهو ضمان ذلك الدخل تأمين الحد الأدنى من متطلبات المعيشة، وغالباً لا يتجاوز ذلك، ومن هنا جاءت تسميته بالدخل المحدود.

لدينا لايزال هناك ملايين الأشخاص يحصلون على دخل ثابت من وظائفهم وأعمالهم، إلا أن هذا الدخل غير كافٍ لتلبية احتياجات الحد الأدنى من المعيشة.

فمثلاً متوسط الرواتب والأجور في أكثر التقديرات تفاؤلاً لا يتجاوز 150 ألف ليرة، فيما تقديرات الحد الأعلى لخط الفقر الوطني تصل إلى أكثر من مليون ونصف المليون ليرة سورية.

وعليه فإن الاستمرار بوسم شريحة اجتماعية واسعة بأنها صاحبة دخل محدود هو أمر منافٍ للواقع والمنطق، والأصح القول إنها صاحبت دخل متدهور أو معدوم أو مفقود أو مخنوق.

بعد كل الذي حدث على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، هناك العديد من المصطلحات والمفاهيم التي تحتاج إلى إعادة نظر ومراجعة، وأكثر من ذلك هي بحاجة إلى استبدال لكونها لم تعد توصف ما يجري على أرض الواقع.

وما دمنا نتحدث عن مصطلح أصحاب الدخل المحدود، فإن الفضول يدفعنا للسؤال عن سبب اختفاء مصطلحات أخرى من قبيل صغار الكبسة والكادحين مثلاً.