أصله ما عداش على مصر

وقف الميكروباص أمام إحدى اللجان ثم نزل منه لطفي أولا ونظر حوله ثم دعا باقي راكبي الميكروباص للنزول: - يالا ياد انت وهي شهلوا.. كل واحد وواحدة فيكم عارف هيعلم على مين جوة اللجنة؟.. بسرعة عشان ألحق أدي التمام لما تخلصوا. ثم نظر في اتجاه اللجنة فوجد رجلاً محترماً يركن بسيارته على جنب ثم يتركها متوجها إلى باب اللجنة فأيقن من هيئته أنه «مش تبعهم» فنظر إلى السيدة التي كانت تقف بجواره وعلى كتفها عيل: - بت يا فايزة.. بذمتك ودينك إنتى تعرفي مين أبو الواد اللي على كتفك؟ - بصراحة لأ - طب بصي بقى، شايفة الراجل اللي جاي علينا هناك ده؟ - الحليوة اللي ملو هدومه ده؟ - آه.. أهو هو ده بقى أبو الواد! - يا حلاوة! وانا في ديك الساعة.. غالي والطلب رخيص - بس خلي بالك يا بت، أقطريه كويس الأول وركزي، لو لقيتيه علم عاللي تبعنا يبقى مالكيش دعوة بيه، ما أنا عارفك ما هتصدقي - عيب! أنا برضه وش ذلك ثم تتركه متوجهة للجنة خلف الرجل الحليوة وهي تهمس في سرها: يارب ما يعلم عاللي تبعنا يا رب! ثم اقترب دعبس البلطجي من لطفي وهو يبتسم في إسترجاء: - وأنا يا باشا - نعم يا سى دعبس عايز إيه - يعنى أديك أهو حليت للبت فايزة مشكلتها وجبتلها أب للواد ابنها، مش هتحللي مشكلتي أنا كمان؟ - امشي قطع لسانك! أنا أشتغل أي حاجة في الدنيا إلا الشغلانة دي! - يا بيه مش قصدي.. بس أنا باقول يعني إن ميتين جنيه للبلطجي قليل قوي وده موسم ما بيجيش إلا كل خمس سنين مرة.. وكل موسم بقى وانت طيب - تصدق بالله، ده انت متين جنيه كتير عليك.. إلا ماشفتك شايل سنجة واللا سيف واللا حتى جايب كلاشينكوف - ماهو يا باشا.. يا جارية أطبخي.. أجيب إزاى الحاجات دى بالميتين جنيه؟ طب تصدق انت يا باشا بالله ده في اللجان التانية زمايلي قابضين ألف وألفين - إحنا بقى ماعندناش غير الميتين جنيه ولو زودت هاخليهم ميه فيتركه دعبس وهو يجهر بصوته ويرفع يديه قائلا: لا حول ولا قوة إلا بالله.. جرى إيه يا مصر؟ حتى البلطجي مابقالوش قيمة عندك؟ فيجيبه لطفى معلقا بصوت عال: - بس يالا وطي صوتك احنا في ساعة عصاري ومصر مأيلة، ماتصحيهاش. وتأتي اليه مندفعة البت زينب اللى برضه شايلة على كتفها عيل وتقول له وهي متهللة: - أنا بقى يا باشا عايزاك توديني للباشا اللي قال إنه هيجيبلنا لبن السرسوب فيرزعها زوجها بالقفا: - يا بت هتودينا في داهية.. لبن سرسوب إيه ده قال لبن العصفور فتنطر يدها فى وجهه: ياخويا أنا لا عايزة منه لبن سرسوب ولا لبن عصفور أنا بس كنت عايزاه يشوفلي حد يطاهر لي الولا.. الواد على كتفي بقاله سنة مش عارفة اشوف له صرفة.. ويقاطعها زوجها وهو ينحيها على جنب: - سيبك منها يا باشا دي بت مخها مهفوف.. أنا بس كنت عايز منك تزود لي مية كمان عالمية جنيه بتوع صوتي - ليه بقى إن شاء الله.. انت مش دخلت علمت زيك زي غيرك؟ إشمعنى انت اللي نزودك ؟
فيجيبه بمنتهى الثقة: لاااااا وانت فاكرني أهبل زى اللي دخلوا؟، أنا يا باشا جبت من الآخر وريحتكم وشطبت على كل الأسامي وانتخبت «جمال مبارك».
د. غادة شريف - المصري اليوم