"أطفال الشوارع" يخطفون الجائزة الكبرى بمهرجان الإسماعيلية

اعلنت رئيسة لجنة التحكيم الدولية للدورة الرابعة عشرة لمهرجان الاسماعيلية الدولي للسينما التسجيلية والروائية القصيرة المخرجة الالمانية جيزيلا توختنهان مساء السبت فوز الفيلم البرازيلي "صفر" بالجائزة الكبرى للمهرجان.
وتسلمت الجائزة المخرجة كلوديا نونز من رئيس المهرجان علي ابو شادي ومحافظ الاسماعيلية اللواء عبد الجليل الفخراني ونقيب الممثلين المصرين اشرف زكي ممثلا وزير الثقافة المصري فاروق حسني. وتبلغ قيمة الجائزة 50 الف جنيه مصري (تسعة الاف دولار).
ويصور الفيلم مجموعة من اطفال الشوارع البرازيليين الذين يرفضون العودة للعيش وسط عائلاتهم بعد ان هربوا من جحيمها مفضلين حياة الحرية بما تحمله بالنسبة لهم من تعاط للمخدرات واقامة علاقات جنسية والعيش بحرية دون اي عمل.
والفيلم لا يعود الى بحث جذور اشكالية انتشار ظاهرة اطفال الشوارع الذين وصل تعدادهم عالميا حسب الفيلم الى 150 مليون طفل بينهم حوالى 40 مليون طفل في البرازيل وحدها، بل يبحث في طموحاتهم وامالهم للمستقبل، مبينا ان حياتهم تسير دون اي طموحات او احلام.
وفاز في قسم الافلام التسجيلية الطويلة الفيلم الاسباني البلجيكي المشترك "طرق الذاكرة" للمخرج خوسيه لويس بينافويرتي بجائزة احسن فيلم. وهو يروي تاريخ اسبانيا المسكوت عنه ابان الحرب الاهلية والمجازر التي ارتكبت ضد الجمهوريين والشيوعيين في حينها على ايدي القوات الاسبانية الموالية للجنرال فرانكو بالتعاون مع قوات نازية المانية.
وقد لاقى الفيلم انتقادت من قبل نقاد السينما المصريين ومن بينهم المخرجة امل رمسيس التي اعتبرت انه "يعالج الموضوع بطريقة تعيد تشويه التاريخ بدل من اعادة قراءته بشكل جدي، وانه قدم قراءة للتاريخ باكتشاف الجماجم واعادة دفنها دون تقديم قراءة حقيقية لطبيعة الصراع الذي ادى الى مقتل مئات الالاف من البشر".
وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في هذه المسابقة الفيلم الاميركي "فاوست الاميركي من كوندي الى نيو كوندي" لسيبستيان دوجات، واعتبره عدد كبير من النقاد بينهم الناقد المغربي مصطفى المسناوي "هروبا من ادانة النظام القائم على تحالف المجتمع الصناعي العسكري والاحتكارات النفطية وشركات الادوية الى ادانة اشخاص يشكلون ادوات لهذا التحالف".
اما في مسابقة الافلام التسجيلية القصيرة فقد فاز الفيلم البولندي "سيرك محطم القلوب" لماريك توماز بولوسكي بجائزة احسن فيلم وفاز الفيلم المصري "طبق الديابة" لمنى عراقي بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.
وفاز الفيلم البلغاري "ستانكا تذهب الى المنزل" لمايا فتكوفا بجائزة احسن فيلم في مسابقة الافلام الروائية القصيرة، وقد لاقى اختيار هذه الفيلم للجائزة انتقادات كثيرة كونه يعالج الفكرة نفسها التي عالجها الفيلم اللبناني "كل العصافير بتصوفر" وهو عدم القدرة على التواصل بين الازواج الكبار في السن.
فالفيلم البلغاري قدم صورة مقفلة ومظلمة للعلاقة بعكس الفيلم اللبناني الذي فتح افاق لعلاقة افضل من خلال ايجاد زوايا للتقارب في ما بين الزوجين.
وفاز الفيلم المصري "لعبة" للمخرجة مروة زين بجائزة لجنة التحكيم.
وفي مسابقة افلام الصور المتحركة فاز الفيلم الكرواتي "ميرامار" لميشايلا مولر بجائزة احسن فيلم وتبعه الفيلم الفرنسي "وجه اسمر" لبرتراند كاريير ومحمد امين بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.
وفاز الفيلم البريطاني "شموس جانبية" لستيوارت باوند بجائزة احسن فيلم في مسابقة الافلام التجريبية في حين حصد الفيلم الايراني "الريح تعصف بك بعيدا" لهاميدي رازافي جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
وفي بداية الحفل، اعلنت الجوائز الموازية التي تمنحها جمعيات سينمائية واهلية مصرية، فاعلنت لجنة تحكيم مركز وسائل الأتصال الملائمة من اجل التنمية فوز الفيلم الالماني "ندبات ملموسة" ليوليان انجلمان بجائزتها.
ومنحت جمعية نقاد السينما المصرية جائزتها للفيلم السويسري "جحيم في النار" لفرانك جاريلي الذي يصور مذابح يتعرض لها الفلاحون الكولومبيون في مناطق الغابات الماطرة بقصد الاستيلاء على اراضيهم ومنحها للشركات المتعددة الجنسيات.
ومنح اتحاد السينمائيين التسجيليين المصريين جائزة صلاح التهامي للفيلم المصري "طبق الديابة" لمنى عراقي ومنح جائزة حسام علي للفيلم الفلسطيني "صمود" لفيليب رزق.
وعرض في المهرجان الذي بدأ فعالياته في الثاني من تشرين الاول /اكتوبر 78 فيلما، الى جانب عروض لافلام على هامش المهرجان من اهمها 12 فيلما قدمت في تظاهرة "سينما العنف ضد المراة".