أعيدوا للمعلم هيبته !

شام نيوز- وجيه موسى:

أيها المفتون بالقلم والدفتر..
أيها المقاتل الذي لا يملك سلاحا سوى علمه وصوته و طباشيره وأحلام تلاميذه..
 أيها المحارب الذي لا يستريح ..
 أيها الجندي المقال من أعلى المراتب ..
 مرهقا أراك بين الحصص والدروس والطلاب ..
أراك تبكي فرحا إن واجهت طبيبا من طلابك ، وأراك تختال فخرا إن واجهت مهندسا من تلاميذك.
كما أراك "تخاصم " صوتك المبحوح من تعب يوم طويل أرهقه غبار الطباشير وصراخ التلاميذ وأحلامهم ، أظن أنه لا يساعدك غدا .
سلام عليك في يوم عيدك ..
هل ما زلت تسمع عبارة "من علمني حرفا كنت له عبدا " ؟!
هل مازلت تسمع من يقول : لك اللحم ولنا العظم..؟!
هل مازلت وجيه القرية وحلال مشاكلها ومربي أجيالها ، ومعلمها ومثقفها وصاحب الرأي و المشورة فيها ..؟!
هل ما زلت تعاقب التلاميذ المتقاعسين في أداء واجباتهم ..؟
هل مازلت تجازي المشاغبين من الطلاب ..؟
هل مازلت تصرخ في وجه طالب أساء الأدب ..؟!
هل مازال الطلاب يهرولون أمامك فيما إذا صادفتهم في الحي ..؟!
هل مازال الطلاب يحفظون قول أمير الشعراء  :
"قم للمعلم وفه التبجيلا          كاد المعلم أن يكون رسولا " ؟!
هل مازالت  وزارتنا اسمها وزارة التربية والتعليم ..؟
سلام عليك في يوم عيدك وأنت خلف مقود سيارة أجرة بعد الدوام .!
سلام عليك في يوم عيدك و أنت خلف طاولة في حانوت بعد الظهيرة . !
سلام عليك  في يوم عيدك وأنت تحمل خرطوم وقود في محطة للوقود آخر الليل . !
سلام عليك في يوم عيدك وأنت توصل أحد طلابك إلى أقرب مقهى ..!
سلام عليك في يوم عيدك وأنت تملأ خزان سيارة لطالب كسول من طلابك ..!
سلام عليك  في يوم عيدك وأنت تبيع أحد طلابك الأشقياء دخانا مهربا .!
سلام عليك في يوم عيدك وأنت تهرول أمام شرطي مكافحة التهريب .!
هل كنت تعلمت إن كنت ستعمل سائقا أو بقالا أو عاملا في محطة وقود  أو بائعا لدخان مهرب..؟
لماذا إذن ..؟
سؤال برسم وزارة التعليم .... هل سقطت التربية ..؟!
ممنوع الاقتراب من الطالب فهو على حق حتى تثبت إدانة المعلم ..
يا أيها السادة  ليس المعلم بحاجة إلى عيد ...
أعيدوا إليه هيبته وثوابكم  على الله ..
 ورغم كل ذلك سيبقى المعلمون بناة حقيقيين
 ولأنهم بمكانة الرسل نضع فلذات أكبادنا بين أيديهم وأجرهم على الله .
أيها المعلمون سلام عليكم في يوم عيدكم
وكل عام وأنتم بألف خير