أغنى السينما السورية، ورحل كأعمدتها الكبار.. "عبد اللطيف عبد الحميد" يختتم رسالته

هادي مخلوف - شام إف إم
نعت نقابة الفنانين المخرج السينمائي السوري الكبير عبد اللطيف عبد الحميد الذي وافته المنية مساء الأربعاء عن عمر سبعين عاماً إثر نوبة قلبية.
رحل عبد اللطيف عبد الحميد، تاركاً خلفه إرثاً فنياً غنياً ومسيرة حافلة بالإبداع..
أثرى السينما السورية بالعديد من الأعمال الخالدة، فهو من قدم للجمهور السوري "رسائل شفهية" التي بقيت في ذاكرتنا حتى اليوم، وكانت كـ "نسيم الروح" في "أيام الضجر" و "صعود المطر" ، و "ليالي ابن آوى".. تلك الرسائل التي تحدث الراحل عنها في لقاء سابق عبر "شام إف إم" عندما وصف الفيلم بأنه كان جواز سفر له يعبر من خلاله من مآزق الحياة متجاوزاً مشكلاتها وظروفها من شدة محبة الناس للعمل واحترامهم لمؤلفه ومخرجه، فكانت "رسائل شفهية" حكاية وجدانية صادقة وبسيطة، بقيت خالدة في قلوب الناس.
تميزت أعماله بالبساطة والواقعية، عبّر فيها عن هموم الإنسان ابن البيئة الريفية البسيطة ومزج الضحكة بالدموع، وجمع الصورة الكلاسيكية بالتجديد.
كان استثنائياً بإبداعه كما في رحيله، فالصدفة آثرت أن يكون وداعه في ذكرى رحيل أعمدة المسرح السوري سعد الله ونوس وفواز الساجر، وذكرى رحيل شيخ كار الإخراج التلفزيوني هشام شربتجي.. بل وكان استثنائياً بعاطفته وحبه لزوجته لاريسا، الراحلة منذ ثلاثة أعوام حينما كتب في ذكرى ميلادها قبل أيام: "سأحتفي بطريقة تليق بنبل روحك الطوافة حولي" لترحل روحه إلى جانبها بسلام.
لاريسا، تلك الحبيبة التي قال عنها في لقاء عبر "شام إف إم" بعيد الحب إن مشهد تعارفه عليها في موسكو منذ 46 عاماً كان المشهد السينمائي الأجمل في حياته، وأصبحت كل قصص الحب من أفلامه تمثل الشخص بمفرداته وسلوكه.
يذكر ان الراحل تخرج من المعهد العالي للسينما في موسكو 1981، ونال العديد من الجوائز المحلية والعربية العالمية أبرزها:
جائزة الزيتونة الذهبية في مهرجان حوض المتوسط بكورسيكا عام 1989، والجائزة الذهبية من مهرجان الفيلم الأول الدولي في فرنسا عام 90 وجائزة الجمهور الشاب في فرنسا أيضاً عام 92.
كما نال جائزة اتحاد النوادي السينمائية الأوروبية و الجائزة البرونزية في مهرجان فالنسيا بإسبانيا عام 92 وجائزة أفضل إنجاز سينمائي وجائزة النقاد في مهرجان قرطاج 1995، بينما نال جائزة أفضل ممثل في مهرجان الفيلم العربي بباريس 2000.
حازت أفلامه على العديد من الجوائز محلياً وعربياً، حيث حصل فيلم "درس قديم" على 6 جوائز، بينمت نال فيلم "ليالي ابن آوى" 5 جوائز ومثلها لفيلم "صعود المطر".
وحاز فيلم "رسائل شفهية" على 4 جوائز، بينما حقق فيلم "نسيم الروح" 7 جوائز، و 3 جوائز لفيلم "قمران و زيتونة".
أما فيلم "مايطلبه المستمعون" فقد نال جائزة الميدالية الذهبية في مهرجان الرباط الدولي، كما فاز بجائزة أفضل فيلم آسيوي في مهرجان دلهي.