أقدم المهن تستفيد من أحدث تكنولوجيا

الجنس الالكتروني يدق الأبواب بوحدات الجوال
شام نيوز- جاك قس برصوم
"بعرضلك جسمي على الكاميرا مقابل وحدات موبايل" عبارة باتت مألوفة اليوم في منتديات التواصل الاجتماعي لشابات احترفن الدعارة دون أن يلمسهم رجل، ولا حتى مثيلوهم جنسياً، فالأجساد تباع اليوم إلكترونياً وتشترى عن طريق خدمات الاتصالات، حيث تعرض الفتيات أجسامهم على كاميرات الدردشة في الوقت الذي يطمئن فيه الأهل لجلوس أولادهم في الغرف متباهين بعدم خروجهم منه.
لم تقتصر الدعارة، بأشكالها كافة، على طبقة اقتصادية أو شريحة اجتماعية وهذا ما تؤكده سالي ابنة الـ19 عاماً التي قالت "أن الموضوع تسالية وهو بنفس الوقت تحلاية، فأنا فعلياً لا أقوم بشيء خطأ حيث تنتهي القصة بعد أن يتصل بي أعده بأني سأفتح له شاشة الكاميرا وبعد تحويل الوحدات لن يجدني حتى تحت ستين أرض" .. فرغم الاكتفاء المالي الذي تنعم به سالي، التي تلقب نفسها "الأمورة الدلوعة"، وجدت في سذاجة بعض الشباب ضالتها وهي بالتأكيد تعرف كيف تستغلها.
طبعاً كلٌ يبرّر على هواه فما تقوله سالي لن تجد له آذاناً صاغية عند لارا التي أشارت إلى أن سفرها إلى العاصمة بهدف الدراسة الجامعية نقلها من واقع إلى آخر لم تكن على دراية به من قبل، وبالتأكيد لا يمكن لأهلها الذين نعموا حديثاً بالكهرباء أن يطلعوا بدورهم على الكمبيوتر ولن يعرفوا عنها أي شيء وهي بالتالي تخدم زبائنها بما يريدون حتى أن ظهر وجهها بالخطأ لثوان عدة فلا داعي للقلق فلن يدري بها أحد بين عشرين مليون.
من جهتها تبحث "سحر" في منتديات الدردشة عن زبائن مرتقبين فهي من أنصار الطريقة الكلاسيكية ولأن الدراهم كالمراهم لا تضيع وقتها بحديث صوتي أو عرض كاميرا مقابل شحن رصيد الجوال، فهذه الأمور تعتبرها لعب ولاد صغار، حيث تؤكد أن هدفها من دخول صفحات التواصل الاجتماعي هو البحث عن زبائن وتحديد موعد بسعر يتفق عليه مسبقاً.
الطريق الذي سارت عليه بنات الدردشة تم تعبيده دون أن يدركوا لصائد ماكر سرق الحرفة من معلمته وزاد عليها، فبعد أن تعلم الشاب رامي طريق الدعارة سبقهم على أبواب الزبائن عارضاً خدماته بوصفه فتاة ستقدم عرض كاميرا مغري، طبعاً مسجل لإحدى الهاويات دون علمها حيث يعاد بثه باستخدام برنامج خاص، لتكون النتيجه رضى الزبون وإرساله وحدات شحن تزداد يوماً بعد آخر محطمةً بذلك أرقاماً قياسياً في بورصة الدعارة الالكترونية محلياً، التي يتربع رامي على عرشها بعد أن تجاوزت أرباحه أضعاف ما كان يتصور حتى الآن.
لم يغب الجنس الفضائي عن بحوث الموسوعات العلمية التي شرحت مخاطره من خلال دراسات كانت نتائجها مدوية في مجال علم النفس الاجتماعي، فخطورة هذا النوع من الممارسة الجنسية تكمن في ظهور نوع من العداء وعدم التقبل لأفراد المجتمع الحقيقي حيث يغرق الحالمون، خصوصاً المراهقين، في البيئات الافتراضية بأوهام لا توجد لها مثيل في الواقع إن من حيث نوعية الممارسات الجنسية أو لتكلف الشخصيات الموجودة التي اعتادت التجمل خلف شاشات الحاسوب.
إضافة إلى ذلك، تكون نتائج عدم معرفة الأشخاص المتقابلين في ساحات الجنس الفضائي كارثية على البعض، فالخصوصية الشخصية مستباحة وتضيع بنقرة زر واحدة، حيث من الممكن تسجيل كل ما يعرض وإعادة بثه لأشخاص آخرين أو حتى وضعه كفيلم إباحي في المواقع الجنسية، وهذا ما تسبب بالعديد من حالات الطلاق في سائر أنحاء العالم، لتبقى المعضلة التي يوجهها علم النفس الاجتماعي بتحول هذا النوع من الممارسة الجنسية إلى سلوك إدماني لا يسهل الشفاء منه.
يذكر أن قانون العقوبات السوري واضح في موضوع الحض على الفجور وممارسة الدعارة فالمواد من 509 - 520 لا تقبل القسمة على اثنين و حتى أن لم يصنف الجنس الالكتروني من أنواع الدعارة فإن المادة 519 تعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات وبالغرامة من ثلاثين ليرة إلى ثلاثماية ليرة من أقدم على صنع أو تصدير أو توريد أو اقتناء كتابات أو رسوم أو صور يدوية أو شمسية أو أفلام أو إشارات أو غير ذلك من الأشياء المخلة بالحياء بقصد الاتجار بها أو توزيعها أو أعلن أو أعلم عن طريقة الحصول عليها.
وعلى ذلك نأمل أن يتوقف في يوم ما نبض الهواتف النقالة عن التزوُّد بأرصدة تملأها شهوات لم تجد إلا فضاءً افتراضياً تُفرِّغ فيها عن كبتها ملحقة الأذية بممارسيها قبل غيرهم ..