الصفحة الأخيرة

أكابر الدولة السورية

اقتصادية

الإثنين,٢٩ آب ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم


سلامات

كنت منذ أيام في حديث عبر الماسنجر مع أحد الخبراء الوطنيين، والذي اضطر لمغادرة البلاد قبل عدة سنوات.

وكما هو المعتاد، فقد استحوذ الوضع العام في البلاد على النصيب الأكبر من محادثتي مع ذلك الصديق، الذي بدا متفائلاً أكثر مني، وعندما سألته عن سر تفاؤله قال لي: الدولة السورية أقوى مما تصوره كثيرون، وفيها أشخاص كثر على مستوى عال من الكفاءة والخبرة، لدرجة أن هناك من تفاجأ من "جودة" أولاد الدولة السورية في العديد من الاجتماعات الخارجية.

أصاب صديقي فيما ذهب إليه، فهناك في هذه الدولة شريحة واسعة من العاملين على اختلاف مستوياتهم الوظيفية والمهنية والإدارية لا يقلون في خبراتهم ومهارتهم عن نظرائهم في الدول الأخرى، لكنهم للأسف مكبلون بأنظمة إدارية ومالية متخلفة، وبإدارات فاشلة، وبألف رقيب ورقيب.

نعم خسرت الدولة على مدار السنوات الأخيرة العديد منهم، إما بفعل إجراءات وقرارات إدارية حيدتهم عن العمل، أو نتيجة ظاهرة الهجرة نحو دول أخرى، ولأسباب اقتصادية صرفة، ومع ذلك لايزال هناك الكثير منهم يصارعون بيئة العمل المريضة، لكن لا أحد يعرف إلى متى يمكن أن يصبروا أو يصمدوا.

والمثير للاستغراب أن جل هؤلاء هم خارج دائرة صنع القرار في وزارات ومؤسسات الدولة، وإن تمكن البعض منهم من الوصول إلى هذه الدائرة يكبل بعشرات التوجيهات والتعاميم والقرارات، التي تمنعهم من الإبداع والتميز.

في خضم كل هذا الإحباط واليأس اللذين تغذيهما السياسات والإجراءات الحكومية، يبقى الأمل مشرعاً مع أولاد الدولة السورية، أو كما سماهم صديقي الخبير.. أكابر الدولة السورية علماً وخبرة.


زياد غصن
أكابر
الدولة
السورية
الصفحة الأخيرة