مسرح أكاديمية الضحك

"أكاديمية الضحك".. تعطش الجمهور السوري للمسرح

ثقافة وفن

السبت,٢٠ أيار ٢٠٢٣

لين حمدان- شام إف إم


تتوجه نحو شارع 29 آيار في دمشق، تدخل يميناً في حارات عين الكرش لتصل إلى مسرح القباني، يستقبلك ازدحام كبيرٌ على الباب لجمهور من مختلف الفئات العمرية، شباب جامعيون، طلبة مدارس، ممثلون مخضرمون، محبون للمسرح بعمر الأربعين والخمسين والستين وغيرهم الكثير.

تحاول جاهداً مع العاملين في شباك التذاكر حجز تذكرة لعرض اليوم، لكن دون فائدة، فحتى تذاكر يوم غد على وشك النفاد، تحجز لليوم التالي بسعر رمزي جداً، وتوجه لنفسك سؤالاً محيراً.. طالما الإقبال على المسرح بهذه الكثافة، لماذا لا نرى عروضاً مسرحية بشكل دائم؟

في حال كان لديك الحظ الجميل، تجد مكاناً فارغاً لشخص لم يتمكن من الحضور، وتدخل إلى المسرح، ليرحب فيك شخصٌ مجهول الهوية بكل ود ولطف قائلاً: "أهلا وسهلا فيكم، نورتونا".


مسرحية كوميدية.. لا تُضحك!

تطفأ الأضواء، يسود الصمت، تُفتح الستارة، ويخرج رجل طويل القامة يرتدي بدلة كحلية اللون وحذاء رسمياً، نستنتج من خلال الأحداث أنه رقيب النصوص المسرحية، وهو من لديه القرار بإعطاء الموافقة على عرض مسرحي أو رفضه.

ثوانٍ معدودة ويدخل رجل نحيل، يرتدي قبعة، ويحمل في يده أوراقاً كثيرة، يحيي رقيب النصوص ويعرفه بنفسه على أنه كاتب مسرحي "دراماتورغ"، وهنا تبدأ الحكاية التي تستمر على مدار ساعتين، وسط محاولات هذا الكاتب بالحصول على موافقة لتمثيل مسرحية كوميدية "جولييت وروميو" لصالح فرقة مسرحية اسمها "أكاديمية الضحك".

 يحارب الكاتب ليصل نصه المسرحي إلى مرحلة العرض، فيقدم بعض الهدايا للرقيب ويحاول مسايسته والالتزام بجميع تعديلاته، التي تبدأ بتغيير عنوان المسرحية من "جولييت وروميو" إلى "هاملت وجولييت" لكون شخصية هاملت تحمل القيم والمبادئ التي يحتاجها الشعب، بحسب وجهة نظر الرقيب.

من ثم يطلب منه حذف المشاهد المخلة بالآداب مبرراً ذلك بأن "المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد لا وقت فيها للحب"، وإضافة شخصية أبو صقر تلبية لمصالح الرقيب الخاصة. وفجأة وبعد القيام بكامل التعديلات يطلب من الكاتب تغيير المسرحية بشكل كلي وجعلها مسرحية كوميدية ولكن لا تُضحك، لأن الجمهور اليوم ليس بحاجة للضحك، وفقاً للرقيب أيضاً!

وتتوالى الأحداث التي تُسلط الضوء على المقص الرقابي ووجهات النظر التي لا ترى القيمة الجمالية بقدر ما تقولب الأحداث والأعمال الفنية وفقاً لمصالحها الخاصة، لتنتهي بطريقة حوارية مفتوحة بدلالة على أن هذه التعديلات لن تنتهي وهذه الرؤية الرقابية مستمرة.


إصرار على المسرح..

وبسلاسة مطلقة وتعابير وجه جامدة لا تبتسم رغم ضحكات الجمهور العالية، يتصدر لبطولة المسرحية بدور الرقيب خريج المعهد العالي للفنون المسرحية لجين إسماعيل، الذي لم ينقطع عن المسرح منذ تخرجه، ورغم استمراره بالعمل التلفزيوني المغري للفنانين بشكل أكبر، يُصّر إسماعيل على أن يكون حاضراً على الخشبة بشكل دائم.

وإلى جانب إسماعيل، يؤدي دور الكاتب خريج مدرسة الفن المسرحي كرم حنون، الذي صرح في لقاء له على "شام إف إم" أن المسرحية تجمع مختلف أنواع الكوميديا، ومنها الكوميديا السوداء التي نعيشها دوماً، قائلاً "هذا الإقبال على المسرحية كان فوق التوقعات وهدف أي ممثل مسرحي أن يصل إلى هذه النتيجة".

أما إعداد وإخراج "أكاديمية الضحك" للمسرحي الدكتور سمير عثمان الباش، الذي قدم المسرحية العام السابق، ضمن مدرسة الفن المسرحي في جرمانا مع ذات الأبطال، واليوم يعود لتقديمها على خشبة مسرح القباني، عن نص للكاتب الياباني المعاصر كوكي ميتاني.

مع الإشارة إلى أن المديرية العامة للمسارح مددت عروض "أكاديمية الضحك" حتى 25 أيار، نتيجة الإقبال الشديد على حضور المسرحية.


مسرح
أكاديمية الضحك
تمثيل
لجين إسماعيل
مسرح القباني