أكثر من 51٪ يرغبون باستقلالية مصروفهم عن الأسرة

في جانب التمكين الاقتصادي للشباب السوري من الفئة العمرية المستهدفة 15 إلى 24 سنة بينت السيدة ميساء الميداني في بحثها الخاص بمشروع دعم الاستراتيجية الوطنية للشباب على صعيد أثر الخصائص المعيشية والاقتصادية على الشباب، الإطار العام لمسح الشباب المنفذ عام 2006 من دراسة نتاج ملامح الحياة المعيشية لهذه الشريحة ومدى توافر حاجاتها الإنسانية الأساسية من المعرفة والصحة اللازمة لممارسة العمل والوظائف الحياتية الأخرى وفق مجالات عدة منها، وأثر حجم أسرة الشباب.
و بلغت نسبة الذين ينتمون إلى أسر متوسط حجم أفرادها خمسة فأكثر 83.8٪ من العينة المبحوثة، أي إن أكثر من ثلثي هذه الأسر يقعون خارج المتوسط العام لحجم الأسر في القطر والذي بلغ 5.6 أفراد عام 2006، يقابلها 15.2٪ من الأسر متوسط أفرادها ستة أشخاص و14.9٪ الأسر متوسط أفرادها خمسة
استقلالية اتخاذ القرار
ورأت الدراسة بأن السمة العامة لاستقلالية الشباب في اتخاذ القرار بشأن التصرف بأجرهم هي سمة ايجابية لأن أكثر من النصف لا يحتاجون إلى موافقة الأسرة على ذلك، بل هم يقررون ذلك بأنفسهم حيث وصلت النسبة إلى 51.1٪ وما تبقى من الشباب وفق ما تشير معطيات الدراسة إلى أن 21.4٪ لم يعطوا إجابة محددة، ما يدلل على أن نسبة كبيرة من الشباب تصل إلى الخمس ليست لديهم الرغبة بالإقرار بمن يتصرف بأجره، فيما أجابت نسبة15.6٪ بأن الأب هو المتصرف بأجرهم، ولم تتعد نسبة 5٪ ممن قال إن الأم هي من تتخذ هذا القرار.
وإذا ما نظرنا إلى الشباب بحسب شرائح دخلهم يلحظ أن 67٪ منهم من شريحة الدخل الثالثة الواقعة بين 8001-12000 ل.س وهم الذين يتصرفون بأجرهم بأنفسهم وأعمارهم بين 19و24 سنة، وطبعاً هذه الاستقلالية مرتبطة بوضوح بعمر الفرد، أي كلما ازداد عمره ازداد استقلاله الاقتصادي.
ومن خلال طرح العينة المبحوثة لسؤال آخر على الشباب لتحديد مدى استقلاليتهم بقرار الخروج إلى العمل والتعرف على الشخص المخول بمنح موافقة الأسرة للخروج إلى العمل، وما أوضحته الإجابات وركزت عليها هو أن الأب أو الوالدين معاً هما المخولان بالموافقة إذا وصلت النسبة إلى 48.4٪ موزعة على هذا النحو 36.1 للأب و12.3 للوالدين معاً.
وهذا يؤكد على ارتباط الشباب بأسرهم بحسب الأعراف السائدة في المجتمعات العربية، خاصة ما يتعلق بالقرارات المصيرية المتعلقة بالعمل والتعليم حسب المؤشرات، فيما ظهرت نسبة عالية من الإجابات غير المحددة 29.5٪ ما يعكس عدم رغبة الشباب في الإفصاح عن أمور قد يعتبرونها من خصوصياتهم ولا يصرحون بها.
وتوضح الميداني في مشروع البحث أنه كلما ازداد عمر الشباب ، ازدادت استقلاليتهم في اتخاذ قرارات مهمة مثل الخروج للعمل، حيث انخفضت نسبة من قال إن الأب هو المخول بالقرار 50.9٪ لمن عمرهم 15 سنة، إلى 22.3 للعمر 24 سنة، وكان أثر خروج الزوج أو الزوجة مرتفعاً قليلاً للأعمار الأكبر 20سنة فما فوق، وتنوه الدراسة بأن أثر مؤشر الجنس في استقلالية الشباب للخروج إلى العمل هي غير مشجعة وسلبية الأثر، فقد ارتفعت نسبة إجابات من قال إن الأب له القرار إلى 70.1٪ وهي الأعلى بين الإناث 39٪ مقابل 30.7 بين الذكور فيما لم يعط 49٪ من الذكور جواباً واضحاً والسبب يعود وربما لعدم تعرضهم لمثل هذه التجربة أو انعدام الحاجة إلى العمل بعد.
شام نيوز- الثورة