أكلة "المشحمية" ترسم تفاصيل الحياة الفراتية ببساطتها
مالك الجاسم - شام إف إم
أضحت بعض الأكلات في محافظة دير الزور ذات حضور كبير وربما تشتهر بها هذه المحافظة دون غيرها، وحتى طريقة التحضير برغم بساطتها لكنها تحتاج إلى معرفة ودراية وتكون والتعايش مع هذه البيئة لتستطيع رسم هذه الصورة الصباحية الجميلة مع نغمات فراتية ونيران التنور أو كما هو معروف "سجرة التنور" وكأس الشاي الخمير.
و "المشحمية" أكلة تقدم في كل المناسبات وتقدم ساخنة وباردة، وهي عبارة عن لحمة مفرومة دسمة، وبصل وعصفر وبهارات خاصة كالفلفل والفليفلة والملح والكاري.
وعن طريقة تحضير "المشحمية" تقول السيدة "نجود" وهي من ريف دير الزور الشمالي الشرقي: "المشحمية" أكلة ذات مذاق طيب، وطريقة تحضيرها سهلة، فبعد تجهيز المواد المطلوبة وهي "اللحمة المفرومة" والتي يفضل أن تكون دسم ، إضافة للبهارات الخاصة، يتم تجهيز الطحين بعد إضافة الخميرة وعجنه، ومن ثم تضاف اللحمة المفرومة وتعجن المكونات كاملة، إضافة إلى البقدونس والبهارات حتى يتم خلطها جميعا مع بعضها، ويتم تقطيعها إلى قطع صغيرة، ترقق حتى تصبح بشكل دائري " أقراص "، وتخبز على "التنور".
وكما ذكرنا "مشحمية" التنور ذات مذاق مميز عن غيرها ويمكن تجهيزها كذلك على أفران الكهرباء كما أن هناك محال بدأت تقدم هذه الأكلة جاهزة، ولكن يبقى للشيفرة اليدوية مذاق وحضور لأن هذه التفاصيل البسيطة التي ذكرناها ترسم صورة صباحات الريف الديري الذي بقي محافظاً على هذه الصور برغم ما مر به من أحداث، كما بقي التنور يقدم رغيف الخبز الذي لا يضاهيه أي نوع آخر بالطعم ولا بالشكل أو بالمكون.
