ألوانٌ سوريّة.. "صُنعت بحب"

بازار ألوان سورية في الشيراتون

عَروب حمود- شام إف إم


انطلق بازار ألوان سورية في السابع عشر من شهر أيلول الجاري، ممتداً على مدى ثلاثة أيام، جمع فيه منتجات وحرفاً ومأكولات مصنوعة يدوياً، أو كما يطلق عليها صانعوها.. "صُنعت بحب".


وبيّنت منظمة بازار ألوان سورية رنا الطباع لـ "شام إف إم" أن البازار يقام كل شهر، ويضم سيدات بأعمارٍ مختلفة، مشاركة عدد منهن دائمة ويتم تجديدها، وبشكلٍ مستمر ينضم أصحاب مشاريع جديدة، مضيفةً أن البازار تجمعٌ مهم، يهدف للتعريف بمنتجات يدوية الصنع، ومفيدة وتحتاج إلى دعم.

وذكرت الطباع أن اسم "ألوان سورية" لأن كل فتاة تحمل لونها الخاص الذي تتميز به، وفي هذا البازار تتنوع الألوان لتعطي تجمعاً متكاملاً.

وأشارت الطباع إلى وجود جهاتٍ عدة تتبنى من البازار مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر، مؤكدةً أنها تقدم الدعم لكل مشارك في البازار وتحاول الوصول إلى أكبر عدد من الناس.


لألعاب الأطفال نصيبٌ في البازار


في البازار وُجدت ألعاب وألبسة الأطفال، ومنها مشروع الـ "Jasmine Doll" للسيدة يُسر الصفدي.

وذكرت الصفدي لـ "شام إف إم" أن "جاسمن دول" منتجٌ لاكتشاف مواهب الأطفال، وهو عبارة عن صندوق يحوي دمية مخيطة ومرفق معها أقمشة والباترون، وهي أداة للحصول على قياسات جسم الإنسان بالدقة المطلوبة، وبفضلها يستطيعون قص القماش بطريقة صحيحة، دون أخطاء.

كما يحوي الصندوق على صوف يمكن من خلاله صناعة شعر للدمية، وإبر وخيطان، وبذلك يمكنهم صنع دمية كاملة.

وأشارت الصفدي أن اللعبة تهدف لتنمية مهارات الطفل، وتطوير القدرات الذهنية باستخدام التفكير مع العمل، فضلاً عن تعبئة وقت فراغ الطفل، وبذلك يمكن تعلم صنعة جديدة.



"السيدة الشامية" كانت حاضرة في البازار


للمنتجات التجميلية الطبية اليدوية نصيبٌ في بازار ألوان سورية، فتحدثت الكيميائية أريج علي لـ "شام إف إم" عن مشروعها Levantina وتعني "الشامية" باللغة الإسبانية.

وأكدت علي أن المنتجات مرخصةٌ من وزارة الصحة، مشيرةً إلى أن حُلم أي شخص أن يبدأ مشروعه "Hand made" وينتهي بترخيص من وزارة الصحة، ما يدل على نجاح المشروع.

وذكرت أريج أنها أطلقت على منتجاتها "جمالك مع أريج"، واليوم أصبح اسمها لافنتينا، إلّا أنه لا يزال هناك بعض التخوف من استخدام منتجات غير مشهورة، وذلك ما بيّنته علي، حيث ذكرت أنها تجرب أي منتج عليها قبل أن تقوم بعرضه وبيعه للناس.

وأكدت أريج لـ "شام إف إم" أن كل منتجاتها طبيعية 100% لا تحوي على مواد حافظة كـ "البارفين والفورم الدهيد ولا السولفات"، وبذلك هي مواد آمنة على الأطفال.

وعن الأهداف والأحلام، ذكرت أريج أن توسع عملها إلى خارج سورية يبقى حلماً، لافتةً إلى أن هدفها الأول تغطية صيادلة سورية.

ووجهت علي نصيحة لمن يريد أن يتطور في عمله الخاص، قائلة: «بنصح كل شخص يحب عمله، لأن هذا شغفي بالحياة، تفيق كل يوم ما تحس انك مجبور على الشغل هو هدف بحد ذاته».



نقشاتٌ من التاريخ مُعشّقةٌ على أقمشتنا


"ولفي" هي مبادرةٌ لإحياء التراث السوري الحموي تحديداً، وما يميز الطباعة الحموية أنها بألوانٍ طبيعية، وقماش قطن طبيعي، وقوالب خشب محفورة بخشبٍ طبيعي.

وعن طريقة صنع الألوان وثباتها على المنتج، ذكرت فرح باشا وهي من مؤسسي المشروع، لـ "شام إف إم" أن الألوان تستخرج من النباتات، وتبقى منقوعة لفترات طويلة ليستخرج اللون منها ويصبح بإمكانه أن يتعشق على القطن بسهولة، حيث تمتاز الألوان الحموية بأن الخيط يمتص اللون لدرجة أن القماشة تتلون من الخلف، ويتعشق فيبقى ثابتاً.

وأضافت باشا أن الطباعة بدأت على القماش ثم النول فالتنجيد، بهدف إحياء حرفةٍ أصبحت شبه متلاشية، ولا يوجد لها سوق.


عند رؤية النقشات المختارة على القمائش تشعر لوهلة أنك رأيتها من قبل، أو كما وصفتها لي مؤسسة المبادرة سُعاد جروس أنّ «النقشات بتشبهنا».

وأشارت فرح باشا إلى أن النقشات من الحضارات القديمة التي توالت على المنطقة، قائلةً: «كيف مالفيتي بتشوفيها.. على الحيطان.. الرسمات.. على أي شي كعمارة او أبنية قديمة».

فكل حضارة كان لها رسومات وقوالب خشبية خاصة بها تحفر باليد، وتعالج بخشب طبيعي محلي وتجهز لفتراتٍ طويلة، حيث تحفر على أشجار الجوز أو الإجاص، وأشجار مثمرة أُخرى.


استطاع "ولفي" مواكبة التطور وتقديم منتجاته ليخدم كافة الاحتياجات، فترى منها الأقمشة والألبسة وأغطية الأسرّة، كما الصابون والحقائب وغيرها.

وجاء اسم ولفي من الولف أي الصديق القريب، وهو يكون جزءاً منك، وباللغة العربية ولفي تعني التوالفَ أي ائتلف بعضُه إلى بعض.