"أم الطنافس" الوحيدة الناجية من أزمة المواصلات في سورية

علي خزنه _ شام إف إم
أزمة مواصلات، باتت هذه المشكلة المتكررة منذ أسابيع ولغاية اليوم بحجج مختلفة موضوعاً يتعايش معه المواطنون الذين يستخدمون المواصلات العامة بشكل يومي.
شهد يوم أمس الأحد أزمة مواصلات خانقة في شوارع دمشق نتيجة غياب السرافيس عن مسارات عملها، ليتبين لاحقاً أن السبب هو عدم منح السائقين مخصصاتهم رغم عملهم المتواصل على خطوطهم.
اختفاء مازوت المحروقات!
يقول أحد سائقي خط "مزة جبل - كراجات" لـ" شام إف إم" إنه لم يحصل على مخصصاته من المازوت رغم عمله على المسار من المزة باتجاه الكراجات وبالعكس، وعند مراجعة المحافظة كان الجواب أن المشكلة تكمن في أجهزة التتبع الإلكتروني "جي بي اس".
ويتابع السائق الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه في حديثه أنه اشترى "تنكة" مازوت من السوق السوداء بسعر 350 ألف ليرة سورية، وذلك في سبيل تخديم المواطنين العالقين في الشوارع الأمر الذي اضطره لرفع التعرفة من ألف إلى ألفي ليرة بشكل غير رسمي ريثما تعود مخصصاتهم إلى ما كانت عليه.
فيما تحدث سائق سرفيس على خط الدوار الشمالي لـ "شام إف إم"، وهو الخط الأطول ضمن المدينة على حسب تعبير السائق، أنه لم يحصل على مخصصاته لمدة يومين متتاليين وهما الأحد والإثنين ما جعله يلجأ إلى السوق السوداء فهو بحاجة للعمل ليتمكن من شراء حاجيات منزله، ليرفع أيضاً تعرفته للضعف ليتمكن من العمل.
ويروي سائق آخر على خط "مساكن برزة - شارع الثورة" لـ"شام إف إم" أنه ولدى مراجعته للجهات المعنية بعمل جهاز التتبع الإلكتروني قيل له إن المخصصات خُفضت بالتزامن مع البدء بتوزيع مازوت التدفئة.
الأجور مرتفعة ووسائل النقل باتت "سوزوكي"!
يروي حسن وهو من سكان ريف دمشق ويعمل طيلة نهاره في العاصمة عملين مختلفين، حيث يحتاج لمدة تتجاوز النصف ساعة ليصل من ضاحية الأسد إلى إشارة مساكن برزة، ومن ثم يتوجه إلى شارع الثورة من خلال تكسي ركاب يتقاضى على الراكب 10 آلاف ليرة، ومنه إلى كفرسوسة عبر وسيلة نقل أخرى.
مضيفاً أنه وعند العودة من منطقة المزة حيث يعمل ظهراً يتقاضى السرفيس ألفي ليرة من المزة إلى البرامكة فقط حتى وإن كان خط سيره يجبره على الوصول إلى الكراجات ولكن مزاجية السائق هي التي تتحكم بالأجرة وخط العمل، ومن البرامكة، إما تكسي ركاب تتقاضى 10 آلاف ليرة على الراكب، أو موتور بمبلغ يصل إلى 25 ألف ليرة.
فيما تقول خلود إن وسيلة النقل التي باتت تنتشر في شوارع المدينة هي "السوزوكي" ويتقاضى 5000 ليرة من كراجات العباسيين إلى شارع بغداد.
تجربة جديدة متجددة يخوضها المواطن السوري من خلال اختلاف وسائل النقل العامة وتنوعها مابين حافلة وسرفيس ودراجة نارية وسوزوكي وتكسي ركاب و"طنبر" والسير على الأقدام للوصول إلى مكان عمله ومنزله.
وزارة النفط تلاحق المتلاعبين بأجهزة التتبع
بينت وزارة النفط والثروة المعدنية في منشور على الفيس بوك جاء فيه "في إطار جهود مكافحة التلاعب بكميات المازوت المخصصة لوسائل النقل العامة والإتجار غير المشروع بها تمكنت لجنة ضبط المخالفات في شركة محروقات بالتعاون مع إدارة الأمن الجنائي من ضبط ١٢ جهاز تتبع إلكتروني./جي بي إس/ مجمعة في عدد من وسائل النقل العام بهدف الإتجار بمادة المازوت"
ولفتت الوزارة إلى أن الآليات المخالفة المضبوطة تعمل على خطوط في ريف دمشق ودمشق- حمص ودمشق – حماة، حيث اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين.
وأهابت وزارة النفط بالأخوة سائقي آليات النقل العام الالتزام بالمسارات المحددة وعدم التلاعب بأجهزة التتبع الإلكتروني التي تخضع لمراقبة مستمرة لضمان تأدية خدمة النقل للمواطنين.
وفي الختام دائماً هناك ناج وحيد وهي قرية أم الطنافس، أما المواطن السوري لم ينج حتى الآن من غلاء الأسعار والأزمات الاقتصادية المتكررة ولا سيما أزمة المواصلات.