أنتَ فين ونقل مباريات الدوري السوري فين؟

شام إف إم - طارق ميري
أذكر عند تقديم مدرب منتخبنا الوطني السابق لكرة القدم بيرند شتانغه، تحدث أنه حاول حضور مباريات الدوري، لكن رداءة البث حالت دون ذلك.
في تلك الأثناء لم يتأخر رد رئيس اتحاد الكرة فادي دباس بأنه يعمل على حلّ هذا الموضوع مع بداية العهد الجديد للاتحاد، ما أعطى بعض التفاؤل لجماهير الكرة السورية بمشاهدة مبارياتٍ تقنيتها مقبولة على أقل تقدير، لا "فائقة الجودة"، كما في أغلب القنوات.
يذكر أن اتحاد الكرة أعلن عن تعيين شتانغه مدرباً للمنتخب في شهر شباط 2018، وأقيل من منصبه في كانون الثاني خلال بطولة أمم آسيا 2019.
ومنذ وعد رئيس الاتحاد في الشهر الثاني 2018، وحتى اليوم مع اقتراب نهاية الدوري، فإن وضع النقل التلفزيوني لم يتغير.
وخلال مشاهدتك لأي مباراةٍ، ستحصل على مزايا عديدة، منها أن الصورة تأتي وتذهب، تذهب وتأتي، على مبدأ أغنية فيروز "تعا ولاتجي"، وهذا ليس عطلاً فنياً بل استعادة لبدايات التلفزيون.
كما سترافق المباراة إشارات وخطوط تشويش، عزيزي المشاهد هذه ليست أشياء سلبية، وإنما كسر لنمطية النقل التلفزيوني ومحرضات لعقلك كي يبقى مستنفراً وعلى أهبة الاستعداد.
دون أن ننسى أن مشاهد الدوري السوري نادرة وغير قابلة للإعادة إلا مرة واحدة وبعد جهدٍ جاهد، فحاول أن تكون بمنتهى تركيزك وألا تنشغلٍ بشيء آخر.
وإن كان الهدف يسجل والمخرج ينقل حدثاً آخراً، لا تنزعج فهذا أسلوب جديدٌ بالنقل التلفزيوني، فمشاهدة الأهداف ليست كل شيء في الدوري السوري.
وليكتمل المشهد سيرافق متابعتك للمباراة، معلقٌ ذو صوتٍ جهوري يصلح لخطبة ثورية حماسية ويخفض نسبة "الأدرينالين" إلى الصفر، عبر الحديث عن طفولته وذكرياته، فجميعنا يحن إلى أيام الطفولة الجميلة.
فهذه السيمفونية السمعبصرية لنقل مباريات الدوري السوري عنوانها؛ تشويش على تشويش، على أنغام التشويش، وتسلل للتشويش إلى كامل الجسد، ويا ليته يشبه "تشويش" شربل روحانا.
من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبَرت جماهير الكرة السورية عن استيائها من هذا الأمر، حيث طالب رامي "بعرض الدوري المحلي بجودة قابلة للمشاهدة دون الوصول إلى تقنية الـ4K"، أما المهندس مجد قال: "سوء النقل يتناقض مع الحضور الجماهيري الجميل ورفع الحظر عن الملاعب السورية".
وتحدث اتحاد الكرة سابقاً بأنه يعمل على ملف رفع الحظر عن الملاعب السورية، وكعامل مساعدٍ على ذلك لابد من وجود أن نقل تلفزيوني مناسب في ظل اللوحات الجميلة التي تقدمها الجماهير في الملاعب.
وكان آخر فصول هذه الحكاية، نقل مباراة القمة بين تشرين والوحدة فقط عبر قناة أرضية يصعب التقاطها تلفزيونياً، من قبل غالبية الجماهير السورية.
كل هذه الأشياء تدفع عشاق الكرة في بعض الأحيان، للاعتماد على البث المباشر عبر "فيسبوك"، السيء الجودة أيضاً انطلاقاً من مقولة "الرمد أهون العمى".
والإعلام الرسمي ورغم انطلاقته الجديدة على صعيد الشكل والمضمون منذ أشهر، إلا أن هذا الانطلاقة لم تمر بالقرب من مضمار نقل مباريات الدوري المحلي.
ويغمض اتحاد الكرة عينيه أمام الحضور الجماهير الكبير في الملاعب، والذي حصل على إشادةٍ من جهات عالمية، وليس بعيداً عن ذلك فإن رئيس الاتحاد فادي دباس أطلق منذ أكثر من عام وعوداً عديدة، دون أن ترى النور حتى اللحظة، فيما يبدو أن بين تنفيذ الوعود والاتحاد "دنيا ما تطولها ولا حتى فخيالك".