أنصار تيار المستقبل يهاجمون مفتي لبنان والجيش يحميه

 

هاجم أنصار تيار المستقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني خلال حضوره إلى مسجد الخاشقجي فى بيروت للمشاركة في تشييع جنازة أحد ضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع يوم الجمعة في منطقة ستاركو.

وذكرت وسائل الإعلام اللبنانية أن أنصار تيار المستقبل تجمهروا أمام مدخل المسجد ومنعوا المفتي قباني من المشاركة في التشييع ورددوا الهتافات المسيئة بحقه ثم حاصروه داخل المسجد ومنعوه من الخروج.

فيما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن قوة من الجيش اللبناني حضرت إلى محيط المسجد وقامت بإخراج المفتي قباني سالما بواسطة إحدى آلياتها.

دار الفتوى تشجب تهجم أنصار تيار المستقبل على المفتي قباني وتحمل ميقاتي والسنيورة مسؤولية تشويه صورة المفتي وموقعه الجامع

من جهتها شجبت دار الفتوى اللبنانية ما تعرض له مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني خلال وجوده في مسجد الخاشقجي لإقامة صلاة الجنازة على الطالب محمد الشعار الذي قضى في التفجير الإرهابي وسط بيروت مؤخرا من هتافات تحريضية ضده.

وقال المكتب الإعلامي في دار الفتوى في بيان له أمس "إن البعض داخل المسجد عمد إلى التلفظ بعبارات نابية ما أدى إلى هرج ومرج وتعكير صفو المناسبة وحاول البعض التشويش لعدم إقامة الصلاة ما أدى إلى تدافع الناس خارج المسجد وأن المندسين في صفوف المصلين من جهات لا تخفى على أحد حاولوا شق الصف الإسلامي لإيقاع فتنة داخل المسجد لغايات أصبحت معروفة للجميع".

واضاف "إن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني لن تؤثر عليه هذه الأبواق المأجورة بل ستزيده إيمانا ويقينا وإصرارا على ممارسة كل ما يمليه عليه دينه وضميره الإسلامي والوطني".

وحمل المكتب الإعلامي لدار الفتوى في بيانه "القوى السياسية وخصوصا نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل وفؤاد السنيورة المسؤولية المباشرة عن محاولة تشويه صورة مفتي الجمهورية وموقعه الجامع من خلال الحملات التحريضية التي يضللون بها الناس من أجل تحقيق رغباتهم في السيطرة على دار الفتوى".  

وتعليقا على الموضوع أعرب أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد عن عميق الأسف لطريقة التعامل غير اللائقة مع مفتي الجمهورية.

وقال سعد في بيان وزعه مكتبه إنه "بغض النظر عن التباينات والخلافات السياسية أو غير السياسية من غير المقبول التعامل مع سماحة المفتي أو مع أي شخص آخر كائنا من كان بهذا الأسلوب الذي يفتقد إلى الحد الأدنى من الاحترام".

واعتبر سعد أن ما حصل مع المفتي "أمر يدعو للخجل ويندى له الجبين" وهو يشير إلى الانحدار الكبير في مستوى الممارسة السياسية والقيم الأخلاقية واحترام الرأي الآخر ويدعونا إلى دق ناقوس الخطر ومطالبة القوى السياسية كافة بإعادة النظر في أساليب عملها رأفة بلبنان واللبنانيين، وحفاظاً على ما تبقى من مبادئ ومثل وقيم في هذا البلد.

علماء دين لبنانيون: تيار المستقبل يتحمل مسؤولية الاعتداء على المفتي قباني والحادث يعبر عن أخلاق وثقافة التيار  

من جانبه استنكر منسق الجمعيات والهيئات البيروتية محي الدين شهاب "تهجم مجموعات من الغوغائيين من حزب المستقبل على مفتي الجمهورية واحتجازه لساعات" مطالبا الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالقبض على الفاعلين المعروفين الذين ظهرت صورهم على شاشات التلفزيون وإحالتهم للقضاء المختص.

بدوره رأى إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني أن من المعيب ما رأيناه خلال التشييع من تصرفات صبيانية قام بها بعض المشاركين من تيار المستقبل وما سمعناه من هتافات ومواقف متهورة غير مسؤولة كان من المفترض أن يتحلى أصحابها بالحكمة وضبط النفس.

وأضاف في بيان من المؤسف ان ما حصل حول مناسبة تشييع شهداء الجريمة التفجيرية إلى مناسبة لزرع الشقاق والفرقة سائلا إلى متى سيبقى البعض يصر على السير بهذا الطريق المظلم الذي لا يؤدي إلا إلى المزيد من التشرذم والسير بالبلد نحو المجهول وماذا ينتظر هؤلاء لكي يعلموا أن مثل هذه التصرفات والمواقف خاطئة ولا تجدي نفعا بل تضر.

من جهته أكد إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود أن التعبئة التي تعتمد على تزوير الحقائق وعلى استغلال الغرائز المنحرفة هي المسؤولة عن الاعتداء الذي قام به أنصار المستقبل على مفتي الجمهورية اللبنانية.

وقال حمود في اتصال مع قناة المنار أمس "إن موقف المفتي قباني الأخير هو الصحيح ولكن البعض يريد لكل شيء أن يكون خاطئا في لبنان" لافتا إلى أن المستفيد من ذلك هو أعداء لبنان والسلم الأهلي فيه.

بدوره قال أمين عام حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان إن مثل هذه الأعمال ستترك أثرا كبيرا على المجتمع اللبناني ويجب التنبه من الانزلاق إلى ما يريده القتلة والمجرمون.

وأوضح شعبان أن من يقتل في لبنان هو ذاته من يقتل في العراق وليبيا وكل العالم الإسلامي مشيرا إلى أن هناك أيد خفية تخرب في عالمنا العربي والإسلامي وتريق الدماء ولذلك يجب العمل على إطفاء الفتنة التي إذا ما اشتعلت فستأتي على كل أطياف لبنان.