أنوال السوريين.. الصفحة الأخيرة بقلم زياد غصن

أنوال السوريين

اقتصادية

الأربعاء,٠٦ تموز ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم

سلامات

حتى وقت قريب، كان معظم الدبلوماسيين العرب العاملين في سفارات بلادهم بدمشق، يقصدون محلات تجارية بعينها، ليس فقط لشراء أقمشة تراثية دمشقية معروفة كالأغباني والبروكار، وإنما لشراء أقمشة تصنعها الأنوال السورية، لتشكل زياً شعبياً تشتهر به هذه الدولة أو تلك.
مواطنون من دول عربية عدة، من المغرب، إلى تونس مرواً بليبيا، والعديد من المدن الفلسطينية المحتلة.. كانوا يحرصون على شراء أقمشة أزيائهم الشعبية من سوريا. فكان أن ازدهرت صناعة الأقمشة التراثية في دمشق وسائر المحافظات، وتالياً تم توفير فرص عمل ليست بالقليلة، لا سيما بين السيدات وربات المنازل، اللواتي يعود لهن الفضل في الحفاظ على صناعات تراثية عديدة.
لكن اليوم، وعلى خلفية ما تعانيه البلاد من صعوبات اقتصادية وتداعيات اجتماعية عميقة، فإن هذه الصناعة تواجه خطر الاندثار الحقيقي، سواء بفعل ارتفاع تكاليف الإنتاج وغياب مستلزماته، أو نتيجة الصعوبات التي تواجه هذه المنتجات في استعادة أسواقها التقليدية في العديد من الدول العربية أو الغربية، أو حتى بفعل حالات النزوح المتكررة وفقدان الأسر لأنوالها وقدرتها على العمل.
وعليه، فإن خطوة بسيطة من قبيل إعادة هذه الصناعة إلى بيوت ومنازل السوريين، ربما تشكل مدخلاً حقيقياً لإنجاح مشروع تشجيع السوريين على تأسيس مشروعات صغيرة ومتوسطة، والتي يعتقد أنها رئة الاقتصاد السوري.
هنا فكرة العمل حاضرة، والخبرات موجودة، يبقى توفير النول والوصول إلى المنازل التي ألبست في يوم ما كثيراً من المواطنين العرب... ربما كان من بينهم ملوك ورؤساء أيضاً.
دمتم أبناء هذه الأرض بألف خير