أنيس نقاش لـ"شام نيوز": الشعب يريد معرفة المصير.. شعار المرحلة العربية المقبلة

 

شام نيوز – خاص

 

في حوار خاص اجراه معه شام نيوز تحدث الكاتب والمحلل السياسي أنيس نقاش عما تمر به المنطقة حاليا من ازمات وانعطافات قائلا ان العالم العربي اصيب منذ فترة بمصيبتين الاولى هي مصيبة تراجع التنمية والثروات المهدورة والتراجع في مستوى التعليم وانتشار الامية, وهذا موثق في الاحصاءات باستثناء بعض البلدان, والمصيبة الاخرى تكمن في تبعية النظم العربية باكثرها للمشروع الامريكي في المنطقة وهو ما سمي احتيالا بمعسكر الاعتدال العربي وفي الحقيقة كان معسكر انحطاط عربي لانه ساير المشاريع الامريكية..

نقاش اعتبر ان المشاريع الامريكية تتراجع اليوم, ليبقى لدينا هذا الانحطاط الذي التزمنا به والذي ادى الى تراجع التنمية ونهب الثروات كما شاهدنا في بعض البلدان, ومن الطبيعي ان يؤدي هذا الى فراغ استراتيجي يملأ فراغ إعادة تركيب للمنطقة, مضيفا: كنا حذرنا من ذلك منذ سنتين واكثر, بأن حتمية التراجع الامريكي وتراجع الاقتصاد, سيؤدي الى فراغ استراتيجي لايملأ إلا بطريقتين, اما بالزلازل والصراعات لاعادة التركيب, واما باستباق الامور ب"تشبيك" المنطقة  بين الدول ومراعاة امنها القومي والاقليمي ووحدتها الاجتماعية والاسراع في عملية التنمية,  -لان ما كان يمنع التنمية هو التدخل الامريكي ونهب الثروات- على ان تنفتح المنطقة فيما بينها عن طريق التعاون الاقتصادي والسياسي والتنمية المشتركة, وهذا لم يحدث في مصر وتونس ودول اخرى مما ادى الى الانفجار, ولكنه حدث بين سورية وتركيا وايران ومؤخرا العراق,

أنيس نقاش قال ان البعض يحاول ان يستفيد من الموجة او التفجير عن طريق التواتر, ولكن الامور في الحقيقة – حسب رأيه – هي ان الثورات اختيارية ولا تقوم على اساس قاعدة الدينامو كما يقال, لان المعركة الاساسية فيها هي معركة الاعلام, فالاعلام إما يخفت ثورة او يدعم ثورة, وبالتالي لاحظ ان هناك عملية انتقائية من الاعلام فإما ان يبرز ثورة او يخفيها.

البعض يريد ان يعمم هذه الظاهرة لكي يستفيد من حالة الزلزال لاعادة تركيب المنطقة, هو شيء يشبه سايكس بيكو ولكن على طريقة اخرى وبنسيج اخر.

والاخرون يريدون إنقاذ المنطقة بشكل استباقي من خلال عملية التشبيك لكي لاتقع فريسة المخططات الخارجية,

اما بالنسبة الى سورية فقد نجحت الى حد كبير في عملية التشبيك الاقليمي , ولكنها فاشلة تماما في شرح اهمية هذا التشبيك لشعبها, وسورية كقيادة لديها توجهات اصلاحية كما تفضل السيد الرئيس في خطابه ولكن هناك اعاقات كثيرة .

وكانت هناك مناسبات كثيرة لكي تنجز سورية عملية الاصلاح والتي كان من المنطقي أن تتاخر نتيجة سقوط بغداد , فعلى كتفها من جهة الغرب 250 الف جندي امريكي اضافة الى تشظي العراق مذهبيا وعرقيا, وعلى الكتف الاخرى في لبنان تشظي البلد, وكل هذا اثر على سورية وعلى مسيرة الاصلاح فيها... ولكن في عام  2006 كانت هناك فرصة ذهبية امام سورية لكي تضع قطار الاصلاح على مساره لانها كانت شريكا في النصر اللبناني وحاضنا له,

وعن موقف قوى الممانعة بشان ما يجري في سورية قال النقاش ان هذه القوى تقف مع سورية دولة وشعبا, ولكن برايها سورية يجب ان تحافظ على وحدتها الوطنية وان تمارس عملية الاصلاح بكل جدية, ليس لان هذا مطلب احد ولكن لان الاصلاح هو سر الوجود الناجح, واي شيء لا يتم عن طريق التطوير المستمر يموت.

لذلك يجب ان تكون هناك ورشة عمل في الحزب الحاكم وبقية الاحزاب والوزارات والادارات ووسائل الاعلام لاستمرار هذا التطوير .

وعلى سورية ان ترتب اولوياتها... واولويات سورية اليوم هي الاصلاح السياسي الداخلي, والاصلاح الاداري ,

واعتبر نقاش ان سورية لديها مشكلة اعلام في الاعلان عن خطوات اصلاحية وادارية تقوم بها.

هناك شيء حقيقي يحصل في سورية.. يقول النقاش... فالناس تريد الاصلاح والرئيس يريد الاصلاح, اذا لماذا لا نحسن ادارة هذه العملية؟.. فادارة عملية الاصلاح بشكل سليم يجعلنا نفصل بشكل جيد ما بين المؤامرة الخارجية والحقوق المشروعة الداخلية, اما عندما لاندير عملية الاصلاح بشكل سليم, فاننا نكون قد خلطنا الحابل بالنابل, بمعنى ان المؤامرة الخارجية تصبح مؤامرة مع المطالب المشروعة ويضيع المشروع مع غير المشروع, وتكون بالتالي الفوضى العارمة هي التي تحكم.

الادارة السليمة تتطلب ان نعترف بالمطالب المشروعة وان ننفذها فورا لان هذا حق لسورية وللشعب السوري اراد الخارج ام لم يرد ,

واشير هنا لاهمية تاريخ 25 نيسان, فعندما حددت القيادة السياسية تاريخا محددا وهو تاريخ قريب, فمعنى ذلك انها امام امتحان كبير, منذ السادس والعشرين من نيسان, حيث سيبدأ الحساب لمدى الاصلاحات التي تحققت والتي لم تتحقق واذا حصلت الاصلاحات, فسيكون يوم 26 نيسان يوم الفرح الاكبر, واذا لم تحصل الاصلاحات حتى 25 فسيكون هناك تقصير يجب ان تتم المحاسبة عليه... ايضا يجب رفع قانون الطوارىء ووضع قانون له علاقة فقط فقط فقط بالارهاب.

وقال انيس نقاش: يجب ان نعلم ان احد المشكلات التي تعاني منها سورية هو  انفصال مصر من خلال اتفاقية كامب ديفيد عن الصراع العربي الاسرائيلي, والذي جعل سورية تقف بمفردها في مواجهة قوية مع العدو الصهيوني.

ما يحصل الان في مصر ومهمن كان من سيأتي في الانتخابات المصرية المقبلة هو ان القوى الثورية جميعها هي قوى معادية لاسرائيل وتدرك تماما معنى الامن القومي , وهي تدرك ان الثورة المصرية كانت هدية لسورية, لانها ستحصن الموقف السوري في المستقبل, فعودة مصر الى مفهوم الامن القومي العربي سيعزز من موقف سورية الممانع وهو موقف موحد في سورية بين القيادة والشعب. والان سورية ستجد في مصر الجديدة شريكا قويا.

وانا رفعت شعارا بان المثلث السياسي الامني الاقتصادي السوري الايراني التركي يمكن بسرعة ان نجعله مربعا بادخال مصر اليه.

اما فيما يتعلق باسرائيل فوضعها اليوم متراجع بعد ان انكشفت بأنها عاجزة عن حماية حلفائها امنيا كما كانت تدعي, اضافة الى خسارتها حرب تموز.

والخطر اليوم هو ان تبقى الورقة الاخيرة لدى اسرائيل هي الفوضى الخلاقة التي تحدثت عنها الولايات المتحدة, وتفجير المنطقة تحت اي شعارات اصلاحية او حرية او ايى مسميات اخرى لكي يفقد الامن الاجتماعي مضمونه وتبدأ الحروب كما حصل في العراق, فعندها تتشظى المنطقة في حروب اهلية ومذهبية وعرقية ودينية ترتاح فيها اسرائيل خمسين سنة الى الامام .

ولذلك فشعار "الشعب يريد معرفة المصير" هو المهم في المرحلة الحالية, ولذلك فلا مكسب دون الوحدة الوطنية.

ويختتم انيس نقاش قائلا: إسرائيل معروفة تاريخيا بأنها تستغل النعرات والفوضى لمصلحتها, ولكنني مطمئن بان الأمن الداخلي لن يسمح لها بذلك, ولذا فإن الاولوية الان هي للحفاظ لعى الامن الداخلي عن طريق التعاون بين السلطة والشعب وتحقيق الاصلاحات باسرع وقت من اجل ارضاء الشعب داخليا.