أوائل الثانوية المهنية لم ينجحوا في الجامعات ...!!

تناولت دراسة التعليم العالي نسب النجاح ومدد المكوث في الجامعة، وحالات الاستنفاد وترقين القيد والفصل بحسب تأكيد مدير المعاهد في الوزارة رياض طيفور.
وبيّن طيفور أن دراسة الوزارة أوصت بالسعي إلى تعديل وتطوير الخطط الدراسية للثانويات الفنية بما يعين الطلاب الأوائل على متابعة دراستهم في الجامعات، ولكنه أوضح أن موضوع الخطط الدراسية في تلك الثانوية ليس ضمن مسؤوليات وزارة التعليم وهو أمر منوط بوزارة التربية، وتابع طيفور: «الدراسة طالبت بإعادة تحديد اختصاصات الثانويات المهنية بما يتوافق مع الأقسام والاختصاصات في الكليات التي يُقبلون بها. وتشكيل لجان مشتركة مختصة لهذا الشأن تستند في اقتراحاتها على الخطط الدراسية للثانويات والكليات، وأكد أن الوزارة تعمل على إنجاز هذا الأمر.
ومن بين المطالبات الأخرى التي وجهتها الدراسة تحديد نسبة قبول حاملي الثانويات المهنية في الأقسام والكليات بما لا يزيد على نسبة 3% من الطلاب الأوائل في كل اختصاص في كل محافظة وفي الجامعة الأقرب التي حصل منها على الشهادة الثانوية على ألا يقل معدل نجاح الطالب عن 75%، وهذا الإجراء تم تنفيذه، كما عملت الوزارة على تحديد نسبة قبول خريجي المعاهد المتوسطة والتقانية في الكليات والأقسام المتوافقة مع اختصاصهم وبما لا يزيد على نسبة 3% من الأوائل في كل اختصاص، بشرط ألا يقل معدل نجاح الطالب عن 80%.
تلك الإجراءات والمقترحات التي نفذت والتي تنتظر جاءت على خلفية نتائج البحث الذي أجرته مديرية المعاهد في وزارة التعليم العالي بالتعاون مع الجامعات التي شارك بعضها بخجل وحتى تعاونها كان خجولاً بحسب تعبير مصدر في المديرية، وبالعودة إلى النتائج التي أكدت أن وضع الطلاب من حملة الثانوية المهنية، وأوائل المعاهد في الجامعات ليس على مستوى واحد، فهناك بعض الاختصاصات كان تعثر الطلاب فيها واضحاً، وبعضها الآخر كان مقبولا وأحياناً ممتازاً كوضع أوائل معاهد التعويضات السنية في كليات طب الأسنان، ومما توصلت إليه الدراسة مثلاً أن نسب النجاح ومدد البقاء في الجامعة لحملة الثانويات المهنية في كليات الهندسة الميكانيكية والكهربائية لم تكن مرضية، وهي مثيرة للانتباه، وقد تباينت نسب النجاح بين جامعة وأخرى وبين قسم وآخر في الكلية نفسها إلا أنها بقيت ضمن المجال غير المقبول، وهناك إحصائيات دقيقة مقدمة من جامعتي تشرين والبعث حول هذا الموضوع.
وذكر سابقاً نتائج كليات الهندسة الميكانيكية والكهربائية أما بالنسبة لخريجي كليتي الزراعة والاقتصاد مثلاً فقد تراوحت نسبة الخريجين من حملت الثانويات غير العامة بين 41 و76% وهي نسب جيدة، أما في كليتي المعلوماتية في جامعتي دمشق وتشرين فقد تراوحت نسبة الخريجين بين 46 و53% علماً أن وسطي فترة المكوث كان /7/ سنوات.
وضع طلبة المعاهد المتوسطة أفضل في الجامعة من حملة الثانويات المهنية كما بين «طيفور»، إلا أن الحكم ليس واحداً على الجميع، حيث بلغت نسب التخرج حدوداً عليا تصل إلى 100% في بعض الكليات وتدنت في كليات أخرى بشكل كبير جداً.
وفي الختام لم يأت ما سبق من فراغ والواقع أن التعليم العالي تعترف بأن المشكلة لم تحل كلياً وهنا يرى طيفور «أن هذا الأمر يحتاج إلى زمن ليحل لأنه مرتبط بأكثر من جهة أولاً، ولأن هناك قوانين ناظمة له تحتاج إلى إعادة النظر فيها، وفوق هذا كله ينظر إليه المجتمع على أنه مكسب طلابي لا يجوز التخلي عنه، ما يتطلب مزيداً من الدراسات والإحصائيات لتقديم الحلول والبدائل المقنعة، وليس من الحلول المنطقية مساواة جميع الاختصاصات بحكم واحد. وينتظر طلاب الثانويات المهنية وخاصة الصناعة وعود الوزارات؛ التعليم أو التربية بإيجاد حلول لهم ولدراساتهم ومستقبلهم فلا السوق قادر على استيعابهم لعدم معرفتهم التجريبية الكبيرة أو مهنيتهم ولا الكليات لعدم معرفتهم العلمية العالية وبين هذا وذاك ضاع أمل «محمد» بالجامعة وضاع أمله بإيجاد فرصة عمل تعطيه كفاف يومه.
شام نيوز- الوطن