"أوامر الفرق" تخطف الأضواء بسباق فورمولا 1 الختامي في أبو ظبي

لا يجب أن يتوقع أحد صدور أمر يتعلق بترتيب سائقي الفريق في ريد بول الأحد المقبل في أبو ظبي خلال سباق الجائزة الكبرى الختامي بموسم سباقات سيارات فورمولا 1 ،حتى لو كان فريق فيراري الشهير سبق أن فعلها من قبل.

فقد دفعت عبارة "اترك مايكل (شوماخر) يمر للفوز بالبطولة" التي أرسلها فريق فيراري عبر جهاز الاتصال اللاسلكي بسيارة سائق الفريق الآخر روبنز باريكيللو في سباق الجائزة الكبرى النمساوي عام 2002 ، مسئولي الاتحاد الدولي لسباقات السيارات (فيا) الى إصدار لائحة تحظر توجيه أوامر لسائقي الفريق من مسئوليهم خلال السباقات.

غير ان هذه اللائحة لم تمنع فيراري من إعادة الكرة من جديد يوم 25 تموز/يوليو الماضي ، في واقعة تكاد تكون مكشوفة ، عندما كان السائق البرازيلي فيليبي ماسا متقدما على زميله الأسباني فيرناندو ألونسو بسباق الجائزة الكبرى الألماني.

فقد قال فيراري لماسا: " فيرناندو أسرع منك ، هل تفهم هذه الرسالة؟" وبمجرد تجاوز ألونسو لزميله تغيرت الرسالة إلى: "حسنا ، فتى مطيع. والآن ابق إلى جانبه".

دفع فيراري غرامة مالية قدرها مئة ألف دولار ولكن نتيجة السباق لم تتغير لتصبح نقطة التحول في مشوار ألونسو ببطولة العالم الحالية حيث كان العامل الأساسي في عودة السائق الأسباني إلى صدارة الترتيب العام للسائقين الآن بفارق ثماني نقاط و15 نقطة أمام سائقي فريق ريد بول الأسترالي مارك ويبر والألماني سيباستيان فيتيل على الترتيب.

أثيرت التساؤلات حول لائحة حظر إصدار الفريق الأوامر لسائقيها لأن السائقين هم، بطبيعة الحال، أجزاء من هذه الفرق ويجب أن يتصرفوا وفقا لمصالح فرقهم. ويبدو أن هناك اتجاها لإلغاء هذه اللائحة في حال تعهدت الفرق بتقليل وضع ترتيب داخلي بين سائقيهم إلى أضيق الحدود.

ورفض ريد بول وضع أي ترتيب بين سائقيه، مما ساعد على بقاء كل منهما في المنافسة على اللقب حتى الآن ، ولكن البعض يرون أن هذا الأمر جرح مشاعر ويبر، خاصة عندما أحرز زميله فيتيل لقب سباق الجائزة الكبرى البرازيلي متفوقا عليه وعلى ألونسو يوم الأحد الماضي.

وكتبت مجلة "دير شبيجل" الألمانية على موقعها الالكتروني أن ألونسو "يستفيد الآن من قاعدة اللعب النظيف التي تجاهلها فريقه نفسه قبل عدة أشهر".

وصرح حامل اللقب السابق، البريطاني جنسون باتون، لصحيفة "صن" البريطانية بأن فوز ألونسو بلقب بطولة العالم لهذا العام بفارق سبع نقاط (الفارق بين الفائز بالمركز الأول والفائز بالمركز الثاني في أي سباق) سيترك طعما مريرا في الحلق.

وقال باتون: "آمل أنه في حال فاز ألونسو باللقب أن يكون الفارق أكثر من سبع نقاط ، لأن البعض سيشعرون وقتها بالأسف بسبب ما حدث في سباق هوكنهايم وسيتساءلون إذا ما كان (ألونسو) يستحق هذا اللقب بالفعل".

لم يعلن ريد بول ، الذي حسم لقب بطولة العالم على مستوى الصانعين لمصلحته الأحد الماضي ، بصراحة عن خططه للتعامل مع الموقف في سباق أبو ظبي، إذا تقدم فيتيل على ويبر وألونسو من جديد في المراحل الأخيرة من السباق كما حدث في ساو باولو.

ففي حالة وقوع هذا السيناريو بالفعل، سيحصل ألونسو على اللقب ، بينما يمكن لويبر أن يحرز اللقب إذا تفوق على فيتيل وألونسو. أما فيتيل، فلن تكون أمامه أي فرصة في هذه الحالة لأنه بحاجة للفوز وعدم تحقيق ألونسو أفضل من المركز الخامس.

ورغم أن كريستيان هورنر، مدير فريق ريد بول، أكد أنه لا يوجد ترتيب للسائقين بداخل الفريق ، الا انه أشار في الوقت نفسه إلى أن سائقي الفريق يقدران بنفسيهما أهمية ما يجري الآن وأنهما سيتخذان من تلقاء نفسيهما الإجراء أو الموقف المناسب وفقا لما سيسفر عنه تطور أحداث السباق.

وقال هورنر: "سنساند السائقين بصورة متساوية، وكلي ثقة من أنهما سيفعلان ما سيكون في مصلحة الفريق.. ليس لدي أدنى شك في ذلك. لن يقوم الفريق بتوجيه أي أوامر للسائقين لأنني لا أعتقد أن هناك أي قرار يصعب عليهما اتخاذه".

وأكد هورنر أنه إذا وجد أي من سائقي فريقه نفسه في موقف يؤكد أنه لن يتمكن من إحراز اللقب وأن الأحرى به أن يساعد زميله على الفوز وقتها فإن هذا ما سيفعله السائق ، ولكنه شدد على أن هذا القرار يجب أن يأتي من السائق نفسه.

وأضاف: "لو كان هذا الموقف حدث في البرازيل ، أي لو كان فيرناندو ألونسو هو المتقدم، لكان سيباستيان فعل ما في مصلحة الفريق .. وأنا متأكد تماما من هذا الأمر لأنني أعرف شخصيته جيدا".

 

 

 

شام نيوز - د.ب.ا