"أوبنهايمر" يكتسح جوائز الأوسكار.. وما قصة الدبابيس الحمراء على صدور الحاضرين؟

هادي مخلوف - شام إف إم
انتهت فجر اليوم فعاليات الدورة الـ 96 من حفل توزيع جوائز الأوسكار 2024، الذي أقيم على مسرح دولبي في لوس أنجلوس الأمريكية بحضور ألمع نجوم هوليوود في جميع المجالات الفنية.
وقدّم الممثل الكوميدي الأمريكي جيمي كيميل حفل الأوسكار للمرة الرابعة، وشارك في التقديم بعض الفائزين السابقين بجوائز الأوسكار مثل نيكولاس كيج وآل باتشينو، بالإضافة إلى الفائزين من العام الماضي وهم: بريندان فريزر وميشيل يوه، وكي هوي كوان، وجيمي لي كيرتس.
وشهد الحفل لهذا العام منافسة فنية شرسة بين العديد من الأعمال السينمائية، حيث نال فيلم "أوبنهايمر" الحصة الأكبر بحصده لـ 7 جوائز أوسكار في المجموع من أصل 13 ترشيحاً، حيث نال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بعد مواجهة محتدمة مع العديد من الأفلام أبرزها: "Anatomy of a Fall"، و"Barbie" و"Maestro" وغيرها.
ويتناول فيلم السيرة الذاتية "Oppenheimer" ومدته 3 ساعات، سيرة عالم الفيزياء الشهير، مبتكر القنبلة الذرية الذي قاد الولايات المتحدة لتطوير أول قنبلة ذرية خلال الحرب العالمية الثانية.
وترأس العالم أوبنهايمر مختبراً سرياً، أنشئ في عهد الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، كجزء من مشروع مانهاتن لبناء أول قنبلة ذرية. وأشرف على أول تفجير للقنبلة الذرية في صحراء نيو مكسيكو، قبل استخدام هذه القنابل في قصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين.
وحقق الفيلم عند عرضه نجاحاً باهراً في شباك التذاكر، بإيرادات بلغت 953.8 مليون دولار، بالإضافة إلى حصوله على ثناء واسع من النقاد، ورغم خسارته معركة شباك التذاكر عند العرض أمام فيلم "باربي" إلا أنه كسب في النهاية معركة الجوائز.
الجوائز الفردية لـ "Oppenheimer"
ومع فوزه بجائزة أفضل فيلم، حصد الفيلم أيضاً 6 جوائز أوسكار فردية بعد حصول المخرج البريطاني الأميركي "كريستوفر نولان" على جائزة أفضل مخرج.
وكان نولان هو المرشح الأبرز للفوز بالأوسكار بعد فوزه بجائزة أفضل مخرج في حفلات توزيع جوائز "غولدن غلوب" و "بافتا" واختيار النقاد ونقابة المخرجين الأميركيين هذا العام.
وفي ترشيحه الأول للأوسكار، حصل الممثل الأيرلندي "كيليان مورفي" على جائزة أفضل ممثل عن أدائه، متفوقاً على "بول جياماتي" و "جيفري رايت"، ويعتبر أيضاً أول فائز أيرلندي في هذه الفئة بتاريخ الأوسكار.
وتأتي هذه الجائزة بعد موسم جوائز ناجح للممثل الأيرلندي الذي حصل سابقاً على جائزة "غولدن غلوب" وجائزة "بافتا" وجائزة نقابة ممثلي الشاشة لأدائه في الفيلم نفسه.
وقال مورفي عند استلامه الجائزة إنه مندهش قليلاً، قبل أن يهدي الجائزة لصانعي السلام حول العالم.
وذهبت جائزة أفضل ممثل مساعد للممثل روبرت داوني جونيور متفوقاً على روبرت دي نيرو ورايان جوسلينج، ويؤدي في الفيلم دور رجل شرير يسعى إلى اغتيال عالم الفيزياء الشهير.
كما فاز الفيلم بجوائز المونتاج والتصوير السينمائي والتسجيل.
قائمة الفائزين بالجوائز
وبعد اكتساح "أوبنهايمر" للجوائز، وفي باقي الفئات، فازت "إيما ستون" بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم "Poor Things" وهو من نوع الكوميديا السوداء ويحكي قصة امرأة عادت إلى الحياة من الموت، وكانت ستون فازت بالجائزة في عام 2016، عن دورها في فيلم " LA LA Land" الغنائي.
وحصدت الممثلة الأمريكية "دافين جوي راندولف" أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن عن دور الأم الحزينة في الفيلم الدرامي "The Holdovers".
ونال الفيلم البريطاني "The Zone of Interest" جائزة أفضل فيلم روائي أجنبي، ويحكي الفيلم قصة أسرة ضابط ألماني تعيش إلى جوار معسكر الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية.
وحصد فيلم "The Boy and the Heron" للياباني هاياو ميازاكي جائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة، وهي ثاني جائزة أوسكار له، ويحكي الفيلم الخيالي عن فتى حزين على والدته المتوفاة، كما نال فيلم "War is Over" جائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة قصير.
وفازت جوستين تريت وشريكها في الكتابة آرثر هراري بجائزة أفضل سيناريو أصلي عن فيلم "Anatomy of a Fall"، بينما حصد فيلم "American Fiction" للمؤلف كورد جيفرسون جائزة أفضل سيناريو مقتبس.
وذهبت جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل للفيلم الأوكراني "20 يوماً في ماريوبول"، وهي الفئة التي ترشح لها أيضاً الفيلم التونسي "بنات ألفة" للفنانة هند صبري.
لحظات وأرقام مميزة في الحفل
شهد الحفل الـ 96 للأوسكار، العديد من الللحظات والأرقام المميزة على غرار ترشيح ليلي جلادستون لأفضل ممثلة عن فيلم Killers of the Flower Moon لتكون أول ممثلة أمريكية من السكان الأصليين تترشح لجائزة الأوسكار.
وعن ذات الفيلم، يترشح المخرج مارتن سكورسيزي لجائزة افضل مخرج لتكون هذه هي المرة العاشرة التي يتم فيها ترشيح سكورسيزي البالغ من العمر 81 عاماً لهذه الجائزة.
كما حقق الملحن جون ويليامز رقماً قياسياً كأكثر شخص على قيد الحياة ينال ترشيحات لجوائز الأوسكار، مع ترشيحه الـ 54، خلال سنوات عمره الـ 91.
واحتفل 10 ممثلين بحصولهم على أول ترشيحاتهم لجوائز الأوسكار هذا العام، بما في ذلك إميلي بلانت، ودانييل بروكس، وجيفري رايت.
وشهد الحفل أيضاً، وللمرة الأولى ترشيح ثلاثة أفلام تحمل توقيع ثلاث مخرجات لجائزة أفضل فيلم في نفس العام
وبعد انتهاء حفل الأوسكار، أحيت المغنية العالمية مادونا الحفل السنوي في وقت متأخر من الليل، ثم استضافت المغنية العالمية بيونسيه وزوجها جاي زي حفلهما السنوي لكبار الشخصيات، كما تنظم شركة Universal Pictures and Focus Features حفلاً عقب انتهاء توزيع جوائز الأوسكار، في Soho House.
قصة الدبابيس الحمراء
على نحو غير متوقع، كانت غزة حاضرة في الحفل الـ 96 للأوسكار الذي تابعه عشرات الملايين حول العالم، من خلال "دبابيس" صغيرة باللون الأحمر وضعها نجوم الحفل على صدورهم، وحملت معها رسالة للعالم تطالب بإيقاف الحرب على قطاع غزة، ليصل بذلك صوت الشعب الفلسطيني لكل العالم.
كما شهدت لوس أنجلوس مظاهرات أقيمت خارج المسرح قبل وأثناء الحفل، رفع خلالها صوراً للدمار والإبادة الجماعية في القطاع وطالبت بوقف العدوان بشكل فوري على غزة.