أوروبا توافق على قرار مخفف لسوريا وروسيا تتقدم بمشروع جديد لمجلس الأمن

تسعى الدول الأوروبية الأربعة في مجلس الأمن الدولي لتخفيف "موقفها" من سوريا في محاولة لإقناع روسيا والصين للحصول على قرار أوسع نطاق في مجلس الأمن، بحسب مسودة قرار جديدة.
وتفيد مسودة القرار بأنها سترفع كافة العقوبات المفروضة على سوريا من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منذ شهور، وبالمقابل فإنها تهدد بالعقوبات في حال لم تستجب دمشق لمطالب وقف العنف ضد المدنيين والسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول إلى البلاد خلال 15 يوماً.
وقال السفير البرتغالي لدى الأمم المتحدة، جوسيه فيليب مورايس كابرال، في إشارة لتخفيف الموقف الأوروبي: "على المرء أن يكون واقعياً."
يشار إلى أن الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن حالياً هي البرتغال وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، والأخيرتان من الأعضاء الدائمين بالمجلس.
ورغم ذلك، يبدو أن مشروع قرار الدول الأوروبية قد لا يكون كافياً لإقناع روسيا للمشاركة في القرار، فقد قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، إن الدول الأوروبية "تواصل الاقتراب من الاتجاه المعاكس."
وأشار إلى أن قراراً ضد سوريا سيؤدي إلى تغيير النظام على غرار ما حدث بخصوص القرار المتعلق بليبيا والذي خول حلف الناتو حماية المدنيين.
من جانبها قدمت روسيا مشروع قرار حول سوريا، يدين العنف في سوريا لكنه لا يفتح الباب أمام عقوبات، بل يدعو إلى عملية سياسية تقودها سوريا بنفسها.
قال فيتالي تشوركين المندوب الروسي الدائم لدى الامم المتحدة للصحفيين يوم الاربعاء 28 سبتمبر/ايلول ان روسيا قدمت الى مجلس الامن الدولي صيغة جديدة لمشروع القرار حول سورية.
واشار تشوركين الى ان موسكو تأمل بان تساعد هذه الصيغة الجديدة على "تحريك العملية السياسية في سورية ووقف العنف هناك، لانها تتسم بلهجة حازمة".
ووصف المندوب الروسي مشروع القرار الذي طرحته الدول الغربية بانه جزء "من السياسة الرامية الى تبديل النظام في سورية". واضاف قوله: "نحن نعتقد بان التصريحات التي تطلق من بعض العواصم حول شرعية او عدم شرعية انظمة معينة لا تساهم إلا في تصعيد العنف في سورية".
وقال تشوركين ان المشروع الغربي يدل على ان الدول التي قدمته لا تزال تتمسك بالموقف المشجع "لاعمال التخريب". واضاف ان "ذلك في رأينا سيؤدي الى عواقب وخيمة ومأسوية بالنسبة الى سورية".
يذكر أن روسيا كانت قد عبرت مراراً عن قلقها من قرار ضد سوريا قد يؤدي إلى تغيير النظام ومن طبيعة المهمة، فقد صرح تشوركين في وقت سابق بأن بلاده ترفض مشروع القرار الذي أعده الاتحاد الأوروبي لأن تبني هذا القرار لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع المتوتر في سورية أصلا، بحسب ما نقل موقع صحيفة "أنباء موسكو."