أول حزب مرخص:مطالبنا استغلها المسلحين

اعتبر الأمين العام للحزب الديمقراطي السوري أحمد الكوسا - وهو أول حزب سوري معارض يحصل على وثيقة تثبت بأنه أول حزب من أحزاب المعارضة تمّ تفعيله من خلاله قانون الأحزاب الذي صدر في حزمة الإصلاحات الأخيرة في 4-8-2011 وهو من مدينة حلب (شمال سورية ) - أن"المعارضة ليست حالة من حالات العداء ونحن نمارس الديموقراطية والتعبير عن رأينا وتسليط الضوء على الاخطاء إذا وجدت من الحكومة أو النظام".
وحول المؤامرة التي تتعرض لها سورية قال الكوسا إنها"أهم بنود جدول أعمال القوى الاميركية- الصهيونية التي جاءت الى المنطقة لكي تطمس معالم الأمة العربية والقومية العربية وثقافتها وحضارتها التاريخية،واستطاعت أن تجد من خلال الترويج في بعض الدول العربية أرضاً خصبة لقبولها، الا أن هذه المؤامرة إصطدمت بالخط القومي المقاوم الذي تمثّل في سورية والمقاومة البطلة في لبنان فتكسرت وهي بعد هزيمتها في لبنان أرادت الإنتقال الى سورية عبر ما يسمى ربيع الثورات العربية"،وأشار إلى أن"هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها سورية لهكذا نوع من المؤمرات ودائما كانت تخرج سورية منتصرة".
وأكد الكوسا "أنه يوجد في العالم سياسة القطب الواحد وهذه السياسة تريد العودة الى المنطقة بأشكال جديدة من الإستعمار من خلال طرح مشاريع الشرق الاوسط الصغير والشرق الاوسط الكبير وطريقة الترويج لهذه المشاريع في المنطقة العربية".
ووصف الكوسا أن"ما يحدث اليوم بالحرب العالمية على سورية يستعمل فيها كافة أنواع الأسلحة التي إن استخدمت في أي بلد في العالم وحتى في أميركا لكانت أسقطت النظام هناك".
وشدد الكوسا على أنه "تم إفشال المؤامرة بواسطة الوعي القومي والشعبي والإرادة القوية رغم أنه كان هناك نقاط ضعف كثيرة تم إستثمارها من الخارج والداخل تحت عناوين الإصلاح".
كما ذكر بأن هذا الشعب له مطالب وهي محقة ولكن المؤامرة أكبر من هذه المطالب،ولم يعد الموضوع هو مطالب وحسب بل الإستمرار والسير قدما في المؤامرة على البلد".
المطالب محقة ولكن تم إستغلالها من العصابات المسلحة ...
وفي رد له على سؤال عن دوره كحزب معارض قال الكوسا"نحن دائما كنا نطالب النظام من خلال عملنا السياسي كمعارضة بتحقيق مطالب الشعب ولكن للأسف تم إستغلال هذه المطالب من قبل بعض العصابات المسلحة التي إرتبطت بروزنامة خارجية ولاقت كل الدعم المالي والمعنوي والسلاح وهي إستهدفت المواطنين الآمنين في سورية وإستهدفت المنشآت العامة وأدت إلى حالة من الرعب والذعر ونحن نقف ضد تلك العصابات المسلحة".
الإصلاحات تتفاعل مع الحالة الشعبية الإجتماعية والسياسية...
وحول موضوع الإصلاحات التي أقرت في الفترة الأخيرة قال الكوسا إن"الرئيس الأسد وخلال خطاب القسم في العام 2000 أطلق نظرية التطوير والتحديث وقدّم حزمة كبيرة من الإصلاحات ونحن لا ننكر انها بقيت حبيسة الأدراج ولكن مع بداية الأحداث بسورية كان هناك حزمة من الإصلاحات الفعالة ومنها : إلغاء حالة الطوارئ،وإلغاء المحاكم الإستثنائية،وإصادر قانون للأحزاب عصري،و إصدار قانون للإنتخابات،وإصدار قانون للإعلام بالإضافة إلى إصدار مراسيم إدارية إقتصادية وإجتماعية إصلاحية وهذه الإصلاحات كلها تلبي حاجة المواطنين وتتفاعل مع الحالة الشعبية الإجتماعية والسياسية والدليل حصولنا على أول وثيقة تثبت حضورنا السياسي كمعارضة.
وبالتطرق الى موضوع الإعلام السوري إعتبر الكوسا أنه"لم يكن مهيئا لهذه المؤامرة للرد عليها والتفاعل معها بشكل قوي كما تم التفاعل معها من قبل القنوات المغرضة كالجزيرة والعربية وال بي بي سي وهي جزء هام من هذه المؤامرة وسورية تعرضت لطعنات غدر من هذا الإعلام الذي كان يعيش في أحضانها".
ورأى الكوسا أن هناك إعادة لرسم توازنات في العالم وذلك تجلى من خلال الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن ،وختم الكوسى بالقول إن "سورية ليست كبقية الدول في حال أي تدخل أجنبي فيها وهي لا تزال تملك العديد من الأوراق القوية لكي تلعبها وتقلب الموازين".