أول مدرسة لإنتاج النباتات الطبية والعطرية في طرطوس

نجحت تجربة زراعة النباتات الطبية والعطرية بمدرسة المزارعات في قرية التون القرق بمحافظة طرطوس في توفير عامل اقتصادي مهم وداعم لأبناء المنطقة يسهم بخلق فرص عمل جديدة وزيادة دخل الأسر لاسيما في المناطق الريفية الأشد فقرا.
ويتمثل دور المدرسة بتقديم خدمات متكاملة لتطوير زراعة النباتات الطبية والعطرية ودعمها من خلال تسويقها وترويجها وفتح باب التمويل والإقراض وإقامة الدورات والندوات التخصصية والأبحاث والدراسات اللازمة لتنمية هذه الزراعة.
وتوضح المهندسة كوكب خضور مسؤولة تنمية المرأة الريفية في القدموس أن المدرسة مشروع حيوي وتنموي يسهم في خلق فرص عمل جديدة وزيادة دخل الأسرة الريفية واستقطاب شرائح واسعة من المجتمع وخاصة المرأة وتعتمد على تدريب مجموعة من المزارعات حقليا عبر تطبيق التعليمات ميدانيا.
وتقول خضور حدد موقع المدرسة في قرية التون القرق التابعة لمنطقة القدموس لأن النباتات الطبية والعطرية تنمو فيها بشكل تلقائي وتم اختيار الثامن عشر من الشهر الحالي للإعلان عن البرنامج الزمني للمدرسة الذي سيتم تنفيذه على مدار العام من نشاطات ولقاءات بين المشرفين والمزارعات.
وتبين خضور أنه ستتم زراعة النباتات الطبية والعطرية دون مواد كيماوية لأنها تتواجد بشكل تلقائي وطبيعي في الجبال الساحلية وخاصة مع اتجاه الناس في الأعوام الأخيرة إلى الطب البديل والتداوي بهذه النباتات التي أثبتت جدواها وفوائدها على ارض الواقع.
وتضيف خضور.. ستنطلق المدرسة بداية مع إنتاج الزعتر السوري ذي الأوراق الرفيعة والخليلي ذي الأوراق العريضة نظرا لتوافقهما مع مناخ المنطقة الأكثر برودة إضافة إلى فوائدهما الطبية في معالجة أمراض الجهاز التنفسي بشكل عام دون أي آثار جانبية إذا ما اخذ بكميات مناسبة مشيرة إلى أن تناوله لمدة تزيد على 15 يوما قد يؤثر على مرضى الضغط.
وتتابع خضور.. ستبدأ المدرسة من منتصف شباط في العام القادم وحتى أوائل آذار بزراعة أول موسم من هذا المحصول لافتة إلى الاندفاع الكبير لدى النساء الريفيات لتحسين مستوى دخلهن عن طريق الزراعات البديلة مثل الزعتر بنوعيه حيث ان الدونم الواحد منه ينتج حوالي 450 الى500 كيلو غرام وذلك حسب الظروف المناخية الملائمة التي تضمن نجاح زراعة المحصول ونشاط المزارعة.
وتلفت إلى ان مديرية تنمية المراة الريفية في وزارة الزراعة أمنت مستلزمات الإنتاج من قرطاسية وورق قلاب لوح لتسجيل المعلومات وحفظها ومقارنتها مع كل ما يستجد على هذه الزراعة اضافة الى جهاز لقياس رطوبة التربة وسرعة الرياح.
وتوضح خضور انه تم اختيار 20 مزارعة من أهالي القرية وفق شروط ومعايير خاصة تستهدف الفئة العمرية من 20 إلى 45 عاماً والراغبات بإنشاء مشاريع خاصة بهن لتحسين مستوى معيشتهن على ان يكون لديهن خبرة وتجربة سابقة في الإنتاج الزراعي لافتة الى ان المزارعات سيحصلن في النهاية على شهادة عالمية دولية تمنحها وزارة الزراعة في مجال إنتاج النباتات الطبية والعطرية العضوية تساهم في تسويق انتاجهن عالميا.
بدورها تبين دعد رقية من المزارعات المنتسبات إلى المدرسة أهمية زراعة هذه الأنواع من النباتات وتحسينها في منطقة القدموس كونها البيئة المناسبة حيث توجد الأراضي الجبلية قليلة الخصوبة والمعرضة لانجراف التربة لافتة إلى توجه الأنظار للأعشاب الطبية والاهتمام بها كونها رخيصة وتحتوي مركبات فعالة ذات خواص علاجية وبكلفة بسيطة وعديمة التأثيرات الجانبية المؤذية على عكس الأدوية الكيماوية.
وتضيف ان استزراع النباتات الطبية يحقق الجدوى الاقتصادية عبر تصديرها كمواد دوائية أولية وبأسعار مناسبة بالإضافة لندرتها حيث يتم جمعها بشكل عشوائي مشيرة إلى أهمية دور المزارع ووعيه للتوجه لزراعة هذه النباتات وإظهارها كمنتج سوري محلي يسهم في تحسين الدخل.
بدورها لفتت المزارعة نهلة عثمان أن المرأة قادرة على ان تكون شريكا أساسيا وداعما لتحسين الدخل عبر استثمار أوقاتها وتقديم خبراتها في مجال الإنتاج الزراعي بالتوافق مع الخبرات العلمية التي ستقدمها المدرسة لها من حيث زراعة المحصول وجنيه وتسويقه.
وتأتي فكرة إنشاء مدرسة المزارعات في القدموس ضمن مشروع حماية الغابات الحراجية الذي أمن للمزارعات الشتول ومستلزمات الإنتاج بشكل مجاني اضافة لشبكة ري بالتنقيط لحقول التجربة.
شام نيوز. سانا