أين اختفى 353 ألف تلميذ ابتدائي؟

أين اختفى 353 ألف تلميذ ابتدائي؟

اقتصادية

الأربعاء,١٥ حزيران ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم
 
سلامات
لماذا يتراجع عدد تلاميذ المرحلة الإبتدائية في المدارس الحكومية رغم أن جميع المؤشرات تفرض أن يحدث العكس؟
إذ بحسب البيانات الإحصائية الرسمية، فإن عدد تلاميذ هذه المرحلة انخفض من حوالي 2.5 مليون تلميذ في العام 2016 إلى حوالي 2.1 مليون تلميذ في العام2020، أي بنسبة انخفاض قدرها 15%.
وكما معلوم للجميع، فإن السنوات الخمس الممتدة بين العامين المشار إليهما، شهدت مجموعة من التطورات من أهمها:
-استعادة الدولة لمناطق واسعة من سيطرة المسلحين، وهذا يفرض منطقياً أن يزداد عدد تلاميذ هذه المرحلة بالذات لكون التعليم فيها إلزامياً.
-إصلاح وإعادة ترميم عشرات المدارس وفقاً لبيانات وتصريحات وزارة التربية، خاصة في المناطق المحررة، وتالياً فإن إدخال هذه المدارس في الخدمة يعني بديهياً ارتفاع أعداد التلاميذ والطلاب المستفيدين من خدمة التعليم الحكومي.
-تزايد حدة الضغوط الإقتصادية والمعيشية، والتي شهدت منذ منتصف العام 2019 تدهوراً ملحوظاً زادت وتيرته بشكل كبير خلال العام التالي.
وعليه فإن الإستنتاج المنطقي لتداعيات مثل هذه الظروف أن العديد من الأسر سوف تعود إلى مظلة التعليم الحكومي لعجزها عن تحمل نفقات التعليم الخاص. لكن البيانات الرسمية تشير إلى أن ما حدث كان نقيض ذلك. حيث زادت أعداد تلاميذ المرحلة الإبتدائية في المدارس الخاصة بنسبة تصل إلى 37% بين عامي 2016 و2020.
أكثر من ذلك...
لو حسبنا الزيادة المتحققة في عدد تلاميذ المدارس الخاصة ومدارس الأونروا، فإنها لا تشكل سوى ما نسبته 8% من إجمالي الإنخفاض الحاصل في عدد تلاميذ مدارس المرحلة الإبتدائية الحكومية.
إذاً لتقل لنا الحكومة ...أين اختفى 353 ألف تلميذ ابتدائي بين عامي 2016 و 2020؟ هل هاجروا؟ أم تسربوا من التعليم؟ أم أن النمو السكاني في البلاد تراجع بشكل كبير؟ أم أن بيانات المكتب المركزي للإحصاء غير دقيقة؟