إجلاء حالات إنسانية من الغوطة الشرقية.. هل يفتح الطريق لتسوية قريبة؟

شام إف إم – خاص:
أفاد مراسل شام إف إم في دمشق، يزن كلش، بأنه تم إجلاء 4 حالات صحية من داخل الغوطة الشرقية مع أسرهم، على أن يتم استكمال عملية الإخراج إلى أن يصلوا لـ29 حالة، وبحسب المصادر، سيتم الاستكمال اليوم ويوم غد، حيث إن معظم هذه الحالات هي من الأطفال والنساء المصابين بأمراض مثل السرطان، اللوكيميا، الفشل الكلوي، وسوء التغذية.
وتابع "أفادت المعلومات بأن العملية توازت مع إخراج عدد من المخطوفين المحتجزين لدى ميليشيا جيش الإسلام داخل الغوطة الشرقية" فيما يشار إلى أن جميع الاتفاقات التي تجري بين لجان المصالحات، مع عدد مما يسمون أنفسهم "اللجنة الأمنية" المتمثلة بعدد من الشرعيين الموجودين داخل الغوطة.
وأشار كلش إلى أن ما يجري داخل الغوطة، جاء بعد أن قام المدنيون بتسجيل أسمائهم لدى الفصائل المسلحة، على أن يتم إخراجهم بهذه العملية، والتي كانت الدولة السورية خلال الفترة الماضية تحاول أن تصل إلى مصالحة أو تسوية في الغوطة، بعد أن يتم إخراج "النصرة" والفصائل الموضوعة على قائمة الإرهاب.
وأوضح المراسل، أنه لا توجد معلومات رسمية حتى الآن عن إمكانية عودة من خرج أو سيخرج بحالات صحية إلى الغوطة، وقال إن الحديث عن مصالحات هناك مازال قيد العمل حتى تنفيذها بشكل كامل.
وذكر كلش، أن جميع المساعدات التي كانت تدخل إلى الغوطة من معبر مخيم الوافدين في السابق، تعرضت لمحاولات إطلاق نار أو اعتداءات من قبل الفصائل المسلحة، حيث حاول المسلحون فرض شروطهم من خلال هذه المساعدات، وعندما كانوا لا يريدون إدخالها كانوا يطلقون النار، ما يمنع دخول المساعدات للغوطة.
وأضاف كلش "هناك خلافات بين المسلحين داخل الغوطة الشرقية، فتم اللعب على هذا الموضوع من خلال توجيه اتهامات من قبل المسلحين للدولة السورية على أنها تحاصر الغوطة وتمنع دخول المساعدات".
وتابع "قامت أيضاً الفصائل المسلحة بالاعتداء على بعضها من أجل الاستيلاء على مستودعات الأغذية التابعة للجمعيات الموجودة بالداخل، والتي تقوم بتقديم المساعدات الصحية والغذائية، لكن فيلق الرحمن هاجم هذه المستودعات، ثم هجم عدد من الفصائل المسلحة على مستودعات الفيلق، ما أدى لاشتعال توترات داخلية بين الفصائل".
وأضاف كلش، أن الأنفاق التي كان يستخدمها المسلحون من برزة باتجاه الغوطة وبالعكس، إضافة لأنفاق القابون، كانت محتكرة من قبل "حركة أحرار الشام"، والتي تستخدم لنقل السلاح والذخائر والمواد اللوجستية، ومن ثم المواد الغذائية، ليتم رفع سعر هذه المواد من قبل المحتكرين.
إلى جانب ذلك، قال المراسل "ربما ما جرى اليوم هو تكرار لسيناريو مضايا"، فيما أشار إلى أن ما جرى اليوم بحسب المعلومات هو بادرة أولية لإخراج باقي الحالات الصحية، والوصول إلى اتفاقية من أجل إخراج الحالات المرضية.
وأوضح كلش، أن المعلومات السابقة كانت قد تحدثت عن أنه سيتم إخراج مسلحي "جبهة النصرة" باتجاه الشمال إلى إدلب أو ربما لدرعا، حيث لم تحدد وجهتهم، وبعدها التوصل إلى تسوية أو ربما مصالحة، لا سيما أن الجنوب الدمشقي سيكون ضمن هذه الاتفاقية.
وفي السياق، أكدت المتحدثة الرسمية باسم الهلال الأحمر، منى كردي، أن متطوعي الهلال الأحمر السوري قاموا ليل أمس، بنقل حالات إنسانية إلى مشافي دمشق لتلقي العلاج، وذلك بعد محادثات مطولة مع منظمة الهلال الأحمر السوري ومع الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر.
وذكرت كردي أن عملية أمس قامت بالتعاون بين منظمة الهلال الأحمر السوري، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.