إدلب بين المصالحة والعمل العسكري

شام إف إم - باسل شرتوح
بات واضحاً لمتابعي المشهد الميداني في سوريا أن خطى الجيش السوري أصبحت متسارعة نحو تحرير كامل الأراضي السورية من الميليشيات المسلحة، وخاصة بعد قرب إنهائه لمعركة الجنوب والتي حسمها بالسلاح والمصالحة، لتتصدر مجدداً محافظة إدلب الواجهة.
وقال مصدر ميداني لـ «شام إف إم» أن معركة إدلب أصبحت أمراً واقعياً يتم التجهيز لها من الناحية العسكرية واللوجستية.
وعن المحاور التي من المتوقع أن يفتحها الجيش السوري، أوضح المصدر أن جبهة ريف حماة الشمالي الغربي وريف اللاذقية المتاخم لريف إدلب الغربي سيكونان من أولويات العملية العسكرية للجيش السوري وخاصة بعد تكرر هجمات المسلحين على مواقع الجيش بريف اللاذقية وهجمات الطائرات المسيرة على قاعدة حميميم.
أما بجبهة ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي الشرقي فقد عمل الجيش السوري على تعزيز مواقعه من خلال استقدام تعزيزات عسكرية له خلال الأيام الماضية تحسباً لأي عمل عسكري مرتقب على هذه الجبهة.
وتعتبر قرى وبلدات كفرزيتا واللطامنة ولطمين والأربعين والزكاة والتي تقع شمال حماة مفتاح تقدم الجيش السوري باتجاه جنوب إدلب.
وكانت في وقت سابق تحدث مواقع معارضة نقلاً عن قياديين في ميليشيا «هيئة تحرير الشام» في درعا أن الجانب الروسي أخبرهم بعدم الذهاب إلى إدلب لأن الوجهة القادمة للجيش السوري هي محافظة إدلب، فيما غرد قائد ميليشيا «جيش العزة» يوم أمس المدعو جميل الصالح على تويتر قائلاً: "يكفي إشاعات وكذب على الناس، الحرب قادمة إلى الشمال فتجهزو لها هذه الحرب إما غالب أو مغلوب ولا حلول وسط فيها لا غالب إلا الله".
أما داخل مناطق محافظة إدلب أصبح يسمع بشكل واضح الأصوات التي تنادي بضرورة توقيع مصالحات تجنب المنطقة معارك كبيرة.
حيث أكد أحد أعضاء لجنة المصالحة الوطنية في إدلب لـ «شام إف إم» أن عدداً كبيراً من القرى والبلدات في محافظة إدلب انضمت للمصالحات الوطنية حيث مازالت الاتصالات مستمرة مع باقي القرى والبلدات بتنسيق مع مركز المصالحة الروسي لإتمام انضمامهم إلى اتفاق المصالحة.
وفي وقت سابق رفض أهالي بلدة كفرنبوذة بريف حماة الشمالي طلب الميليشيات المسلحة لهم بالخروج من بلدتهم من أجل إعلان ريف حماة الشمالي منطقة عسكرية
معتبرين أنهم الخاسر الوحيد في أي معركة قادمة.
إلى ذلك تشهد عدة مناطق في محافظة إدلب حالة من الفلتان الأمني وسلسلة من عمليات الاغتيال والانفجارات التي تستهدف بمعظمها كوادر تابعة لميليشيا «هيئة تحرير الشام» منذ حوالي ثمانية أشهر والتي أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 6000 مسلح.