إذا كنت تبحث عن مدرب فالجماهير السورية حاضرة بأقل التكاليف

شام إف إم - طارق ميري
يجب أن يتواجد هذا اللاعب في المباراة، الخطة 4/4/2 أفضل من 4/3/3، الخطة الهجومية أفضل من الدفاعية، وغيرها من التدخلات في عمل المدرب، تحت رعاية جماهير الكرة السورية.
قبل أيام أعلن مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم بيرند شتانغه، قائمته لمباراتي أوزباكستان وقيرغيرستان، ماهي إلا لحظات وانهالت الآلاف من التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على التشكيلة، والتي كانت بنسبة 90 % سلبية تجاه عمل المدرب، وانتقادات حول استدعاء أسماء واستبعاد أخرى.
أين عمر خربين؟، فراس الخطيب غير موجود "شو هالمدرب، قلعوا؟"، كيف ما بيستدعي أحمد الصالح؟، "كل شي جاهز، المدرب رجل كرسي"، وغيرها من التعليقات التي، لم يعط أصحابها فرصةً للمدرب للتعرف على أسلوبه وطريقة عمله.
نحنا لسنا بصدد الدفاع عن المدرب، ولكن هو رجل مختص بالتدريب بخبرة تفوق 15 سنة، وسبق أن قاد منتخبات عُمان والعراق وبيلاروسيا وسنغافورة، فالسؤال هنا ألا يستحق فرصةً لإظهار ما لديه؟.
أُقيمت المباريات الودية بين منتخبنا وأوزباكستان وقيرغيرستان، كان التعادل في الأولى والخسارة في الثانية.
أمام أوزباكستان نال المدرب الإشادة من السوريين وسط القليل من الانتقادات، وهذا شيء طبيعي، والانتقاد مطلوب في أي عمل خاصةً البناء منه.
في المباراة الثانية والتي خسرها المنتخب، أصبح الفيسبوك وأخوته من مواقع التواصل الاجتماعي تحت رعاية السوريين وأرائهم بالمدرب الألماني شتانغه.
وهذا شيء طبيعي فكل الجماهير ترغب بأن يكون الفوز حليف منتخبها دائماً، حتى وإن كانت ودية، وشيء عادي أن يتم انتقاد عمل المدرب، وطرح أسئلة حول طريقه عمله والحديث عن لاعبيه.
الشيء الغير طبيعي أن يتحول الانتقاد إلى تدخل في عمل المدرب، فالجميع أصبح يملك شهادة تدريبٍ موثقة من "الفيفا" واتحاداتها، ويعطي دروساً للسيد شتانغه في كرة القدم.
وهنا كان لابد من اتحاد كرة القدم أن يستفيد من خبرة السوريين في التدريب، ويتخلى عن شتانغه ويوفر 35 ألف دولار شهرياً، بوجود عباقرة في التدخل.. عفواً في التدريب.
قبل أيام وجه مدرب المنتخب الأولمبي مهند الفقير نصيحةً للجماهير الكروية عبر شام إف إم، حيث دعاهم للنقد ولكن أن يكون بمكانه الصحيح، وأوضح بأنه ليس بمقدرة الجميع تحليل مباراةٍ برؤية ونظرة المدرب.
ويقول أحد الصحفيين عبر حسابه بموقع "الفيسبوك"، "لا يمكن لأي بلد أن يتطور كروياً، في حال وجود ٧ مليون مدرب على الفيسبوك، وعدد قليل جداً من اللاعبين على أرض الواقع".
يبدو أن الجماهير السورية تأثرت بكثرة المحللين السياسيين في السنوات الأخيرة، وظهورهم الدائم على التلفزة، ومواقع التواصل الاجتماعي ليل نهار، فأرادت تطبيق ذلك في عالم الرياضة.
وتبقى الآراء في كرة القدم وغيرها من الرياضات نكهة أساسية بمذاقٍ مرٍ أو حلوٍ بحسب الطبخة ونتيجتها، ولكن كما يقال في المثل الشعبي "كثرة الطباخين تفسد الطبخة"، أو "عط الخباز خبزه لو أكل نصه".