"إسرائيل" التي قتلت آلاف الأطفال الفلسطينيين.. موقعة على اتفاقية حقوق الطفل!

لين حمدان - شام إف إم
يُصادف 20 تشرين الثاني اليوم العالمي للطفل، الذي خصصته اليونسيف بمناسبة اعتماد اتفاقية حقوق الطفل العالمية، والتي حظيت بأكبر عدد من المصادقات في التاريخ، إضافة إلى أنها سارية في جميع بلدان العالم.
ورغم تصديق 196 بلداً على الاتفاقية، واعتبارها وثيقة قانونية حول العالم لإعطاء الطفل حقوقه التي تبدأ بالطعام والشراب وتنتقل لجميع مستلزمات الحياة الكريمة والهادئة والآمنة، يوجد حتى اللحظة أكثر من مليون طفل فلسطيني في قطاع غزة على شفير الهاوية، وأكثر من 4 آلاف و600 طفل سقطوا خلال العدوان الأخير للكيان المحتل على القطاع.
وللمفارقة التي تكشف زيف المجتمع الدولي، فإن "إسرائيل" التي استهدفت آلاف الأطفال الفلسطينيين وشردتهم واعتبرتهم أهدافاً عسكرية وجردتهم من إنسانيتهم وقضت على مستقبلهم، صادقت على اتفاقية حقوق الطفل سنة 1992 وتدعي بموجبها التزامها ببنود هذه الاتفاقية.
أصوات الأطفال من تحت الأنقاض!
"زرت قطاع غزة للقاء الأطفال وعائلاتهم.. إن ما رأيته وسمعته كان مفجعاً. لقد تحملوا القصف والخسارة والنزوح المتكرر. داخل القطاع، لا يوجد مكان آمن ليلجأ إليه أطفال غزة المليون" بهذه الكلمات وصفت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسيف الأوضاع في قطاع غزة خلال جولة لها، مبينةً أن الانتهاكات بحق أطفال غزة تشمل القتل والتشويه والاختطاف واستهداف المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وهي أمور تدينها "اليونيسيف".
وأكدت راسل أن العديد من أطفال غزة مفقودون ويُعتقد أنهم مدفونون تحت أنقاض المباني والمنازل المدمرة، مضيفةً أن الأطفال حديثي الولادة ممن يحتاجون إلى رعاية متخصصة قد قضوا في أحد مستشفيات غزة جراء انقطاع الكهرباء بسبب نفاد الوقود، ونقص الإمدادات الطبية، واستمرار القصف العشوائي.
تمثيلية "إسرائيلية" في مستشفى للأطفال بقطاع غزة..
حتى مستشفيات الأطفال لم تسلم من جرائم الاحتلال الذي ادعى وجود مقرات لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" تحت بناء مستشفى الرنتيسي إلى جانب وجود الأسرى الإسرائيليين فيها، فشدد قصفه الهمجي عليها، ما أدى إلى استشهاد عدد من الجرحى والمرضى، وإخلائها من جميع من فيها.
وزارة الصحة الفلسطينية ردت على مزاعم الاحتلال حول مستشفى الرنتيسي للأطفال، مشددة على أنه "تمثيلية سمجة" لا يوجد عليها دليل واحد يستحق الرد، وأضافت الوزارة أن الاحتلال اعتبر وجود حفاضات أطفال في مستشفى للأطفال وبه نازحون على أنها أدلة استثنائية، فأي استخفاف هذا بعقول الناس وعقول العالم؟
وتابعت الصحة الفلسطينية أن مستشفى الرنتيسي تم إخلاؤه تحت فوهة الدبابات وبنادق الاحتلال، فلماذا لم يتم اعتقال أحد من المقاومين المزعومين أو المحتجزين المزعومين؟.
أحلام أطفال غزة..
في الحرب الأخيرة على غزة، بعض المشاهد لن تغادر ذاكرة من شاهدها أبداً، لأطفال يبكون أمهاتهم ويطلبون من الأطباء إعادتهن إلى الحياة، ولطفلة تتمنى لو أنها استشهدت مع والدتها، ولأم تبحث عن ابنها "يُوسف" بين جثث الأطفال في المشافي، مشاهد سرقت النوم من عيون الملايين، ومع هذا لم تقلل من قسوة ما يحدث في القطاع ولم توقف هذه الحرب حتى اللحظة.
نشرت إحدى الصحفيات الفلسطينيات فيديو لأحلام أطفال غزة نحو المستقبل، فكانت إجاباتهم "أن يعود أخي إلى الحياة، أن أكل، أشرب، أعود إلى منزلي، ألا يقصف بيتي"، كما تمنى عدد كبير منهم أن يصيروا أطباء من أجل إنقاذ الناس من الموت ومن الحرب.
تسقط كل المعاهدات الدولية والاتفاقيات والوثائق والحقوق أمام أطفال غزة، الذين يموتون على مرأى العالم كله، دون ردود أو تحركات لوقف هذا الكم من الإجرام عليهم سوى بالتنديدات والتهديدات بلا أي تحرك فعلي على الأرض، ما يدفعنا للسؤال: ماذا لوكان أطفال غزة ينحدرون من دول ما يسمى بـ "العالم الأول"؟ فهل كان المجتمع الدولي سيكتفي بمشاهدة هذه المجازر؟