إسرائيل تعيد ممارساتها في القرصنة عرض البحر وتمنع الكرامة من الوصول لغزة

العام الماضي ضد أسطول الحرية إمعانا منها في تحدي القوانين والمبادئ الإنسانية وتأكيدا على سياستها العدوانية الممنهجة استولت اليوم قوات بحرية الاحتلال الإسرائيلي على سفينة الكرامة التابعة لأسطول الحرية 2 أثناء توجهها إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه لتعيد إلى الأذهان عملية القرصنة التي نفذتها في أيار من العام الماضي ضد أسطول الحرية 1. 

وقامت قوات الاحتلال بالاستيلاء على السفينة في عرض البحر قبالة سواحل قطاع غزة قبل أن تقوم بسحبها إلى ميناء أسدود لتضيف بذلك إلى جرائمها جريمة أخرى ولتؤكد إصرارها على الاستمرار في ارتكاب الجريمة المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات على أبناء قطاع غزة المحاصر الذين لا ذنب لهم سوى تمسكهم بأرضهم وحقوقهم التي تصر سلطات الاحتلال على حرمانهم منها في ظل صمت دولي مطبق تجاه الممارسات العدوانية الإسرائيلية.

وجاءت عملية القرصنة التي نفذتها قوات بحرية الاحتلال الإسرائيلي تنفيذا لتعليمات قادة الكيان الإسرائيلي ولاسيما رئيس الأركان بينى غانتس الذي أصدر أوامره بالاستيلاء على السفينة بذريعة رفض المتضامنين على متنها الانصياع لطلبات قوات الجيش الإسرائيلي بالعودة والتراجع عن مهمة إيصال المساعدات إلى أبناء غزة المحاصرين والتي حاولت حكومة الاحتلال الإسرائيلية إفشالها من خلال حملة إعلامية كبيرة تمثلت في الضغط على الدول الأوروبية لمنعها من مساندة الأسطول ووضع العراقيل أمام رحلته إلى قطاع غزة.

وقد أعلن المتضامنون على متن السفينة والبالغ عددهم 13 متضامنا عن إصرارهم على التوجه إلى قطاع غزة، مؤكدين أنهم يحملون مساعدات إنسانية ورسالتهم في ذلك دعم السلام وإنهاء الحصار على القطاع متحدين المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى منعهم من الوصول إلى قطاع غزة والتي بدأت بتخريب إحدى سفن الأسطول أثناء رسوها في اليونان واعتقال قبطان إحدى السفن ومنع عدد كبير من الناشطين من التوجه إلى قطاع غزة وفرض إجراءات إدارية معقدة عليه وقيام شركات تأمين بسحب التأمين عن بعض السفن التابعة للأسطول.

وفي المحصلة لا يختلف اثنان على أن التهديدات الإسرائيلية باستهداف سفن أسطول الحرية 2 تأتي كحلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات والاستهدافات الإسرائيلية للشعب الفلسطيني ولكل من يتضامن معه ومع قضيته المحقة ولا يبدو أن هذه التهديدات ستكون الأخيرة لاسيما في ظل الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود للكيان الصهيوني والدفاع المستميت عنه وعن تاريخه وسجله الحافل بالجرائم والعدوان.

وقد زعم الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الاستيلاء على سفينة الكرامة جاء بعد فشل المفاوضات مع المتضامنين ورفضهم تغيير مسارهم نحو قطاع غزة معتبرا أنه يحق لجيش الاحتلال محاصرة أكثر من مليون وسبعمئة ألف فلسطيني منذ خمس سنوات ونيف ليعبر بذلك عن سياسة عدوانية تعكس مدى العنصرية الإسرائيلية وتجاهل الاحتلال لأبسط مبادئ وقرارات الشرعية الدولية في ظل صمت دولي مطبق تجاه هذه الجرائم النكراء التي تبدأ بحرمان الفلسطينيين حتى من أبسط الحاجات الأساسية للحياة ولا تنتهي باستهداف الفلسطينيين والقصف المتكرر للقطاع.

ولاشك في أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكن لتتجرأ على تهديد أسطول الحرية وتأجيل سفره باتجاه القطاع الذي كان مقررا في الخامس والعشرين من الشهر الماضي لولا التواطؤ الغربي والأمريكي معها وممارستها الضغوط على اليونان واستغلال الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها لوضع العراقيل أمام متضامني أسطول الحرية 2 الذين يحاولون إيصال رسالة إلى العالم أجمع بضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المحاصر ورفع الظلم المفروض عليه.

حماس والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: قرصنة دولية تعبر عن الوجه الإرهابي الحقيقي للكيان الصهيوني

وأدانت حركة المقاومة الفلسطينية حماس اعتراض قوات الاحتلال الصهيوني لسفينة الكرامة الفرنسية واعتبرته قرصنة دولية تعبر عن الوجه الإرهابي الحقيقي للكيان الصهيوني.

وقالت الحركة في تصريح صحفي إنها تدين بشدة الاعتداء الذي طال المتضامنين مع الشعب الفلسطيني المحاصر وتعد احتجاز سفينة الكرامة جريمة وقرصنة دولية وتعديا فاضحا على القوانين والأعراف الدولية.

وأكدت حماس أن استمرار الاحتلال الصهيوني في منعه وصول المتضامنين والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر يزيد من الإصرار والعمل على رفع الحصار والظلم عن أهلنا في فلسطين المحتلة داعية المنظمات الحقوقية والإنسانية وأحرار العالم إلى عدم الرضوخ للضغوط والعمل على فضح ممارسات الاحتلال وملاحقة قادته أمام المحاكم الدولية.

من جهتها نددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالعدوان الإسرائيلي على سفينة الكرامة حملة مشاعل الإنسانية واصفة العدوان بالعنصرية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني من حصار واستيطان وعقوبات جماعية.

الناطقة باسم الحملة الفرنسية: ما جرى قرصنة إسرائيلية

قالت نهلة الشهال الناطقة باسم الحملة الفرنسية المشاركة في أسطول الحرية 2 أردنا أن نلفت الأنظار إلى حصار غزة والمعاملة غير الإنسانية التي يرزح تحتها مليون ونصف المليون فلسطيني وأردنا إعلان أن العالم يطالب برفع الحصار الإسرائيلي وربما نعيد الكرة بهذه الوسيلة مجددا أو وسائل أخرى.

وأضافت الشهال في حديث متلفز اليوم إن وفد الحملة ابلغ مسوءولين في وزارة الخارجية الفرنسية وإن الحملة تتوقع منهم ليس فقط المساعدة القنصلية في حماية الركاب وإعادتهم سالمين إلى بلدانهم وإنما في اتخاذ موقف سياسي ضد القرصنة الإسرائيلية.

وأكدت الشهال إن الحجج الإسرائيلية حول تهريب الأسلحة وما يعتبرونه قانونية حصار غزة هي حجج باطلة معتبرة ما جرى قرصنة لباخرة أعلنت مسبقا بوضوح من هم ركابها ونشرت صورهم على الانترنت ولم يكن هناك أي مبرر لمنعها وقد سارت بالمياه الدولية بمحاذاة شواطىء مصر وكانت تنوي الانطلاق من هناك والدخول إلى غزة.