إطلاق الخريطة الاستثمارية الخضراء

تركزت ورشة عمل الاستثمار الأخضر التي أقامتها هيئة الاستثمار بالتعاون مع المبادرة الخضراء للتنمية في سورية أمس حول مسارات التنمية والعمارة في سورية وإدارة التمويل والكربون للمشاريع واطلاق الخريطة الاستثمارية الخضراء.
وقال مدير عام الهيئة أحمد دياب إن سورية تتجه إلى الاستثمار النظيف من خلال استثمار الموارد الطبيعية المتجددة المتوافرة فيها مؤكدا ضرورة الاهتمام بالاقتصاد الأخضر للحفاظ على هذه الموارد والاستفادة منها وعدم هدرها.
وأضاف دياب إن استغلال الموارد الطبيعية المتجددة بالشكل الأمثل يمكن من تخفيف العبء الذي تتحمله الحكومة جراء توفير الطاقة كما يمكن من توفير فرص عمل لجيل الشباب مبينا أنه تم تشميل عدة مشروعات للاستثمار الأخضر خلال العام الجاري.
من جهته أوضح الدكتور محمد ديب الرئيس التنفيذي المفوض للمباردة الخضراء للتنمية في سورية إن هدف المبادرة هو الاستثمار في القطاعات التنموية الاجتماعية من خلال وقف الهدر الذي وصل إلى نسب قياسية في كافة القطاعات الاقتصادية وخاصة في قطاع الطاقة من خلال الحد منه وتنمية فلسفة التشاركية الاجتماعية في الإنتاج.
وأشار إلى أن هذه الخطة التنموية لا تكلف الحكومة أي أعباء وتحول 4 ملايين أسرة سورية الى 4 ملايين شركة أسرية منتجة وبالتالي إحداث تغيير جذري تنموي على صعيد المجتمع بعيدا عن الخطط التنموية النظرية والاستثمارات الكبيرة.
وقال ديب إن مسارات التنمية الخضراء في سورية تتمثل بثلاثة عشر مسارا أهمها انتاج الطاقة الكهربائية الشمسية والريحية والمياه ووقف الهدر والعمارة الخضراء وتطبيقاتها والكود الأخضر إضافة إلى تطوير محطات الطاقة الغازية ومشاريع غاز المدن والمجمعات العمرانية الخضراء ومشاريع النقل في القطاعين العام والخاص.
وبين ديب أن سورية تعد من أغنى عشر دول في العالم بمصادر الطاقة المتجددة ومع ذلك تستورد الطاقة من دول الجوار لافتا إلى أن الهدر في قطاع الغاز يصل إلى 90 بالمئة من قيمته الحرارية نظرا لاستخدامه في انتاج الطاقة الكهربائية كما أن الهدر في قطاع مياه الشرب يصل إلى 30 بالمئة والنفايات المنزلية 200 بالمئة ما يعنى أن قطاع الطاقة عبء على الحكومة.
وبالنسبة للطاقة الشمسية أوضح أن سورية تتمتع بمخزون كبير حيث أن نسبة السطوع الشمسي تتجاوز 4 كيلو واط مربع ساعي في 40 بالمئة من مساحتها كما يصل معدل السطوع الشمسي السنوي إلى 312 يوما مبينا أن هذه الطاقة تكفي لانتاج كمية من الطاقة الكهربائية تغطي الطلب المخطط محليا على الطاقة لمدة 100 عام.
وأشار إلى أن سورية تتمتع بمناطق ريحية تعد الأفضل في العالم وتغطي حاجتها لعشرات السنوات من الكهرباء اذا ما تم الاعتماد في انتاجها على هذه المناطق دون الحاجة للمحطات التقليدية العاملة بالوقود الاحفوري لافتا إلى أن التكلفة الاستثمارية لطاقة الرياح أصبحت قريبة جدا من تكلفة محطات الوقود الاحفوري.
وبالنسبة لتطبيق التقنيات الخضراء في قطاع العمارة والبناء أشار ديب إلى أنه يمكن توفير نحو 36 بالمئة من استهلاك الطاقة الكهربائية وتوفير وقود التدفئة وتخفيض الانبعاثات الكربونية الضارة 100 بالمئة وإقامة صناعات لمواد الطاقة الخضراء تعتمد على المواد الأولية المحلية وتوفير 40 بالمئة من إجمالي الاستهلاك المنزلي للمياه.
ويؤدي تطوير المدن القائمة إلى خضراء حسب مدير المبادرة الخضراء إلى إزالة التشوه البصري والمعماري للمدن ويحول المجمعات العمرانية إلى مدن نظيفة لا تطلق انبعاثات كربونية إضافة إلى إطلاق إبداعات المهندسين وتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل.
واستعرض مدير المبادرة الخضراء برنامج التمويل الأخضر في سورية ومصادر الكتلة المالية داخل وخارج سورية والكتلة النقدية لدى الأفراد وطرق جذب المدخرات وتوظيفها في المشروعات الاستثمارية الخضراء وخطة تأسس البنوك الخضراء مبينا أن هدف البرنامج هو تأمين 6ر1 مليون فرصة عمل ليشمل كافة الخريجين الجدد وكافة طالبي العمل في المجتمع السوري.
وأوضح أن هيئة التمول الأخضر تتولى إدارة ملف تعويض الكربون مع هيئة المناخ ومتابعة تحصيل التعويض للمشاريع الممولة من قبل البنوك الخضراء والحصول على التمويل المقابل للتعويض وهي بحدود 21 دولارا لكل طن من الكربون تم تخفيضه من قبل أي مشروع أخضر مشيرا إلى أن المبادرة تتضمن تأسيس هيئة تطوير واستثمار مشاريع النفط وتتكون من شركات عدة مهمتها تطوير حقول النفط بتقنية البلاسما والطاقة الخضراء وضخ غاز الكربون في الأعماق وأن اجمالي فرص العمل المتاحة من مشاريع تطوير حقول النفط يصل الى 15000 فرصة عمل حقيقية.
وتوزعت الخريطة الاستثمارية الخضراء في سورية على مشاريع للاستثمار في الطاقة والعمارة والصناعات الخضراء ومشاريع الاستثمار الاخضر في الوقود الحيوي وفي الزراعة والانتاج الحيواني وفي امتصاص الكربون ودورة الكربون اضافة إلى مشاريع الاستثمار في التعليم الأخضر وفي الإدارة الخضراء للنفايات وفي قطاع النفط والغاز والسجيل الزيتي.
شام نيوز - سانا