إعلان إسرائيلي يستغل «سامسونغ» لضرب إيران

«في كل مرّة تثبت إسرائيل فشلها في حرب الإعلانات، وتقع في شرّ أعمالها»: هذا تصريح للباحث الأميركي يوري فريدمان، الذي نشره في مجلة «فورين بوليسي»، تعليقاً على الإعلان التلفزيوني الإسرائيلي الأخير، الذي حاولت إسرائيل من خلاله أن تظهر قدرتها على استهداف المنشآت الإيرانية بمساعدة كمبيوتر من «سامسونغ».
وقد أثار ضجة كبيرة في الأوساط الإيرانية التي هددت بمنع منتجات «عملاق الإلكترونيات الكوري الجنوبي».
وفي الإعلان الذي أنتجته القناة الإسرائيلية بالكابل «هوت»، يظهر عملاء من الموساد الإسرائيلي في مقهى يقع قرب ما يبدو انه منشأة نووية إيرانية. وفي وقت كان احد هؤلاء العملاء يشرح خصائص الكومبيوتر اللوحي «غالاكسي» لأحد زملائه، يقوم بالضغط على أحد الأزرار عن طريق الخطأ ليقع انفجار ضخم في المنشأة النووية القريبة، فيعلّق قائلاً «ماذا؟ انفجار غامض آخر في إيران».
ويأتي هذا الإعلان فيما تواجه كوريا الجنوبية ضغوطا من واشنطن للمشاركة في حملة فرض العقوبات على النفط الإيراني، وفي وقت تصعّد فيه إسرائيل من حدّة خطابها مهددة بضربة وشيكة لإيران لن تنتظر حتى العام المقبل.
في المقابل، ندّدت الجهات الإيرانية المسؤولة بالإعلان واصفة إياه بـ«المهين»، بينما شجبت «سامسونغ» «الاستخدام المسيء لمنتجاتها من قبل إسرائيل»، مؤكدة أن «لا علاقة لها بهذا الإعلان»، وذلك خوفا من التهديد الإيراني بقطع العلاقات بالشركة الكورية الجنوبية. علماً أن كوريا الجنوبية تستورد عشرة في المئة من النفط الإيراني الخام.
وفي حديث لقناة «برس تي في» الإيرانية صرّح رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى الإيراني إرسلان فاتح بور قائلاً إن «الإعلان مهين والبرلمان الإيراني يأخذ في الاعتبار منع منتجات «سامسونغ»، مضيفاً «إنه يصوّر إيران على أنها مجتمع بدائي، ويوحي بأن إسرائيل قوية بما يكفي لتدمير المنشآت النووية الإيرانية أو اغتيال علمائنا النوويين بسهولة».
من جهتها، أعربت «سامسونغ» عن خشيتها من تهديد إيراني بمنع منتجاتها، جازمة بأنها لم تشارك في إعلان «هوت». كما أوضحت أن «قناة «هوت» تقدم الكومبيوترات اللوحية «غالاكسي» كهدايا لمشاهديها، وان الإعلان كان جزءا من الحملة الإعلانية للمحطة في إطار اجتذاب مشتركين ومشاهدين جدد».
وقال المتحدث باسم الشركة «لا علاقة لنا البتة بهذا الإعلان التلفزيوني الذي أنتج بدون علم الشركة أو مشاركتها».
وفي هذا السياق، يعلّق فريدمان قائلاً «من الطبيعي أن يتسبب أي إعلان إذا انحرف في إطار دعم الخطاب السياسي بإثارة الجدل في العالم العربي، لا سيما إذا كانت إسرائيل من تنتجه»، ثم يردف مستعرضاً بعض تجارب إسرائيل «الفاشلة» في موضوع الإعلانات السياسية، ويقول «لإسرائيل تجربة سيئة في هذا المجال، ففي أواخر العام الماضي عرض التلفزيون الإسرائيلي إعلاناً، برعاية الحكومة، لتشجيع يهود أميركا على العودة إلى «الديار»، ثم ما لبث أن سُحب من التداول بعدما أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط اليهودية الأميركية». وفي مثال آخر يعود إلى العام 2009، فجّر إعلان لشركة «سيلكوم» للاتصالات جدلاً شعبيًا في إسرائيل. ويظهر الإعلان جنودًا إسرائيليين في مباراة لكرة القدم مع فلسطينيين غير ظاهرين، في منافسة رياضية تدور فصولها بين جهتي الجدار العازل، وهو ما اعتبره منتقدو الإعلان استهزاء بمعاناة الشعب الفلسطيني، وعنصرية في إطار للتسلية».