إعلانات الوجبات السريعة تؤثر سلبا على الأطفال

ابتكرت وسائل الإعلام التجارية العديد من الأساليب التي تدفع المشتري إلى منتجاتها وخدماتها عن طريق صنع عالما خياليا عن هذا المنتج ، و هذا ما يؤثر في الدرجة الأولى على شريحة الأطفال لتعلقهم الزائد بتلك الإعلانات
وحول هذا الموضوع يؤكد الدكتور عبد الحليم الجوخدار استشاري تعزيز الصحة والتثقيف الصحي في منظمة الصحة العالمية ، عضو الاتحاد الدولي لنفس المجال IVHPE في حلقة عمل للإعلاميين أقامتها وزارة الصحة بحضور الدكتور رضا سعيد حول الآثار السلبية للوجبات السريعة على صحة الأطفال والشباب ، يؤكد على أن المعلومات والصور المتضمنة في عروض التلفاز والأفلام والأغاني والموسيقى غالباً ما تتجاوز الجزء التحليلي من المخ لتثير الغرائز والذكريات في الجزء الانفعالي اللاوعي من المخ بل يمكن القول: إن الإعلانات التجارية تفعل أكثر من ذلك إذ تسعى إلى تحويل رمز مشحون عاطفياً كالمشاعر العائلية، والجنسية ومشاعر الكبرياء الوطنية، الصداقة، وغيرها. إلى منتج ملموس، لافتاً لما أظهرته عملية مراجعة البحوث المنشورة في تقرير الجمعية الأمريكية لعلم النفس بوضوح من أن الإعلانات التجارية تؤثر بشكل كبير على سلوكيات الأطفال واتجاهاتهم بشكل تتجاوز مجرد التحول من الرغبة في شراء منتج علامة تجارية إلى منتج علامة تجارية أخرى، إذ ثبت وفق الدراسات يقول الدكتور جوخدار من أن الإعلانات التجارية التي تبث عبر التلفاز تحقق مراميها المتوخاة بفاعلية عالية من خلال التأثير على سلوكيات الأبناء واتجاهاتهم تجاه المنتجات المعلن عنها، فضلاً عن تأثيرها غير المباشر من ناحية النزاع بين الآباء والأولاد والعادات الغذائية غير الصحية والاتجاهات المادية والإيجابية تجاه السلع الحساسة مثل التبغ والمسكرات، مع ملاحظة أن الأطفال الأصغر سناً أشد تأثراً بهذا الواقع ما يدفعهم إلى طلب المنتجات المعلن عنها بمجرد مشاهدتها بسبب ضعف قدراتهم الإدراكية على فهم حقيقة الإدعاءات والإغراءات الإعلانية.
وكانت قد دلت نتائج دراسة نشرتها مجلة البدانة حول مجموعتين من المراهقين إحداهما تناول أفرادها وجبات سريعة لمدة أسبوع فتبين أن مجموع السعرات الحرارية زاد عن المجموعة الضابطة بحوالي 37 إلى 40 ٪ ، كما نشرت مجلة لانست الطبية أن كل عبوة معدنية من المشروبات الغازية التي يشربها الطفل يومياً تزيد احتمال إصابته بالسمنة بمقدار 1.6 مرة ويشير الدكتور جوخدار بناء على نتائج تقرير معهد الطب في أكاديمية العلوم الأمريكية من أن هناك دليلاً قوياً يشير إلى أن الإعلان عن الطعام والشراب له تأثير على اختيار الأطفال، إن الإعلانات الغذائية التلفزيونية تجعل الأطفال يشعرون برغبة جامحة لتناول تلك الأطعمة لاسيما غير الصحية المعلن عنها، وهذا الواقع لا يقتصر فقط على التلفزيون وإنما تتجاوز الحملات الإعلانية ذلك لتشمل شبكة الانترنت والألعاب الالكترونية وعرض السلع استراتيجياً مع المزيد من الأساليب والحيل الدعائية والتسويقية كالرعاية المادية والمسابقات والجوائز واستخدام المشاهير ، فالشركات تدرك تماماً أن الانتماء والارتباط بالعلامة التجارية منذ الصغر يأتي بثمار اقتصادية جمة نظراً لأنه يلازم الطفل طوال حياته كما ورد آنفاً، هكذا تظهر النتائج التي كشفت عن استمرار العادات الغذائية التي تشكل في مرحلة الطفولة ما يوضح المغزى الخطير لتأثير الإعلانات في هذا المضمار.
شام نيوز – صحيفة الثورة